كلمة الرئيس محمد بركة بمؤتمر جفعات حبيبة

تاريخ النشر: 25/05/16 | 17:06

قال رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية محمد بركة، إن ضم أفيغدور ليبرمان الى حكومة بنيامين نتنياهو، هو مؤشر للتصعيد العنصري القائم أصلا ضد المواطنين العرب، وقد يكون تصعيد أيضا ضد قطاع غزة. كما قال، إن مصطلح “الحياة المشتركة” بين العرب واليهود هو مصطلح مضلل، لأن السؤال الذي يجب أن يكون مطروحا هو الحقوق المتساوية للمواطنين العرب، بما في ذلك الاعتراف بخصوصيتهم القومية ورابطهم التاريخي بالوطن. وجاء هذا في مداخلة بركة في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر السنوي الرابع الذي عقد في كلية جفعات حبيبا، تحت عنوان “الحياة المشتركة”
وقال رئيس المتابعة بركة في كلمته في الجلسة الافتتاحية، إن هذا المؤتمر يعطي مكانا لمناقشة أحد المواضيع الهامة المطروحة في هذه المرحلة. وبعد شرحه لتركيبة لجنة المتابعة ومهماتها، قال، إنه ليس كل ما أقوله، يمثل كل آراء المواطنين العرب، وعمليا لا توجد أي جهة تستطيع التكلم بلسان 1,5 مليون عربي في البلاد، سوى لجنة المتابعة، لما تمثله، وعلى الحكومة أن تعترف بلجنة المتابعة بما تمثله وتتعامل معها، بما يتعلق حقوق المواطنين العربي.
وقال بركة إنه لا يمكن طرح موضوع هذا المؤتمر كسؤال، بمعنى مدى تأثير الصراع الاسرائيلي الفلسطيني والظروف الاقليمية على المواطنة المتساوية للمواطنين العرب، فالحقوق والمواطنة ليست أمرا مطروحا كسؤال، ولا يوجد اي شيء من الممكن أن يتعارض مع هذا الحق، ولا هذا المصطلح المسمى “صراعا”، بل إن أوضاع المواطنين العرب ناجمة من الكارثة التي حلت بالشعب الفلسطيني. فأنا أعلم أن كلمة “نكبة” تثير الكثير من اليهود في البلاد، ولكنها مصطلح ترافق الشعب الفلسطيني في جميع أماكن تواجده.
وطرح بركة نماذج لجوانب النكبة، مثل ما يسمى “الحاضر الغائب”، هذا المصطلح الذي استخدمته الحكومات من أجل سلب الأملاك والعقارات، كالرواية التي طرحت في اليومين الماضيين، حول أخوين من مدينة يافا، وهذه عينة نموذجية لما هو أكثر. وقال إن من مثل هذه الأنباء باتت تمر دون أن تثير أحدا، وبتنا نشعر حالة التبلد الزائد في المجتمع الاسرائيلي إزاء ما يحل بالشعب الفلسطيني والمواطنين العرب في البلاد.
وقال بركة، إنه لربما توجد نوايا طيبة في العنوان المطروح “الحياة المشتركة”، ولكن هذا العنوان مُضلل، لأننا نعيش في مكان واحد تحت سلطة حاكمة واحدة، وهناك مواطنة مشتركة، بينما السؤال الذي يجب أن يكون مطروحا هو سؤال المواطنة المتساوية الحقيقية، والمواطنة المتساوية، هي ليس فقط مصطلح لما تعنيه عينيا، بل ايضا الاعتراف بالمواطنين الفلسطينيين، وبتميزهم القومي وعلاقتهم التاريخية بالوطن، ولهذا فإنني أدعو الى التركز في هذه القضية، لأنه لا يوجد أي شيء متعلق بحياة المواطنين العرب، إلا وهو نابع من قوميتهم وموقفهم من الصراع الدائر.
وشدد بركة على أن النكبة هي ليست فقط مسألة فلسطينية عامة، بل قضية شخصية يومية لكل واحد من أبناء الشعب، بمن فيهم المواطنين العرب هنا في البلاد، الذين كثير منهم، إن لم يكن كلهم، فقدوا أجزاء من عائلتهم الصغرى والكبرى، وتشتتوا في المنطقة والعالم، وفي غالب الأحيان دون أي امكانية للقاء. وشدد على أن 25% من المواطنين العرب، هم لاجئون في وطنهم، وقال “أنا واحد من هؤلاء، أنا لاجئ في شفاعمرو من قرية صفورية، وأنا أعرف بيت عائلتي واراضيها”.
وتابع بركة قائلا، إن اللقاء الأول بين المواطنين العرب وحقوقهم المدنية، كان من خلال الحكم العسكري، الذي أنظمته من حيث الجوهر ما تزال قائمة حتى يومنا، كما أن عقلية الحكم العسكري ما تزال المسيطرة على سدة الحكم، وانعكست في تصريح رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في يوم الانتخابات البرلمانية في العام الماضي، حينما “حذر من تدفق العرب على صناديق الاقتراع”، وهذا ينعكس في كل قضايا الارض والسكن.
ولفت بركة الى المطلب العنصري الفاشي، بربط حقوق المواطنين العرب بما يسمى “الاخلاص للدولة”، وهذا ما لا تجده في أي مكان في العالم، فالمواطن ليس مطلوبا منه الاخلاص للحكم القائم، بل على الدولة أن تكون مخلصة لمواطنيها، والحقوق لا يمكن أن تكون مشروطة، بل هي حق انساني أساس. وفقط الدولة الفاشية التي تطلب سجود المواطنين لحكمها.
وتوقف بركة عند أشكال متعددة من سياسة التمييز العنصري واشكال التعامل السياسي الرسمي مع المواطنين العرب، وتوقف عند ظاهرة العنف، وحالة الاهمال المخطط والمبرمج للحكومة وأجهزتها لهذه الظاهرة المستفحلة، من باب النية لضرب المجتمع الفلسطيني من الداخل بواسطة آفة العنف، لتضاف الى اجمالي نتائج سياسة التمييز العنصري الرسمية.
وقال بركة، إن ضم أفيغدور ليبرمان الى الحكومة سيقود الى تصعيد، وقد يكون تصعيد في قطاع غزة، ولكن ما هو مؤكد أنه سيكون تصعيد بالعنصرية ضد المواطنين العرب، وقد نشهد منافسة بين نتنياهو وليبرمان حول من سيضر أكثر بالمواطنين العرب، وهذا مسار كارثي، لذا أدعو الجميع الى رفع صوتهم.
وختم بركة مشيرا الى مبادرته في لجنة المتابعة الى فتح حوار حقيقي بين ممثلي الجمهور العربي والشارع اليهودي، على اسس واضحة، وقال إن هذا التباعد يزيد من الحالة القائمة، ومن حدة الخلاف. وقال إن الجمهور العربي مد يده على مر السنين، ولكن اليد بقيت عالقة في الهواء، وادعو العقلاء في الشارع الاسرائيلي الى مد اليد للحوار الحقيقي لوضع حد للحالة القائمة واستفحالها.

66

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة