مشاركة رونق ناطور بيوم اللغة العربية بالكنيست
تاريخ النشر: 25/05/16 | 12:13شاركت رونق ناطور، المديرة العامة المشاركة لجمعية سيكوي، أمس الثلاثاء في يوم اللغة العربية في الكنيست، والذي جاء بمبادرة من النائب يوسف جبارين (القائمة المشتركة) وتضمن نقاشات عدة حول اللغة العربية ومكانتها في البلاد. هذا اليوم تضمن أبحاثا في عدد من اللجان البرلمانية وفي الهيئة العامة للكنيست إلى جانب عقد مؤتمر خاص حول الموضوع بمشاركة من نواب عرب ويهود إلى جانب النشطاء وممثلي الجمعيات والأطر الأهلية ذات الصلة.
وخلال المؤتمر، دعت ناطور في كلمتها الكنيست إلى أن تأخذ دورها بمراقبة ورصد عمل المؤسسات الحكومية لتكون اللغة العربية حاضرة كلغة رسمية في الحيز العام في البلاد، وتساءلت ناطور: “عدت في الأمس إلى البلاد من جولة عمل في الخارج، عند وصولي إلى منطقة فحص جوازات السفر التي تعد رسميا نقطة الدخول إلى البلاد، كانت في استقبالي لافتات براقة ترحب بالوافدين باللغتين، العبرية والانجليزية. أليس من الغريب أن أحدا لم ير بأنه من المناسب أن أحظى أنا ايضا -المواطنة العربية- باستقبالٍ بلغتي الأم؟
وأردفت ناطور: “هذا نموذج عيني يحكي رواية أكبر بكثير. هي رواية اللغة العربية ومكانتها في اسرائيل. هذا اليوم، حيث تخصص الكنيست، أبحاثها للمرة الأولى حول اللغة العربية ومكانتها يعتبر تاريخيا، كونه يعبر عن الشوط الهائل الذي قطعناه كأقلية قومية في البلاد، كانت لغتها كحضارتها وبقائها تحت التهديد المباشر، وها هي اليوم تقف شاخصة منتصبة القامة بكل ندية وإصرار على المساواة.”
وأضافت: “في هذا اليوم يهمنا أن نعود ونذكّر بأن للغة العربية مكانة رسمية في دولة إسرائيل، إلا أن هذا الأمر غير ملموس كون الحيز العام المشترك لا ينسج بواسطة القوانين، الأنظمة والتعليمات. الحيز العام المشترك هو المكان الذي يستطيع العرب واليهود أن يشعروا بالانتماء إليه، أن يكونوا حاضرين وآمنين فيه.
وأشارت ناطور إلى أهمية اللغة العربية ببناء الحيز المشترك: “اللغة العربية ليست دخيلة في هذه البلاد، فهي لغة أهلها من العرب الفلسطينيين الذين ورغم أنهم باتوا يشكلون بعد النكبة أقلية قومية إلا أنهم يشكلون أقلية كبيرة لا يمكن ولا يصح تجاهلها فاللغة العربية هي اللغة الأم لخمس مواطني الدولة، لكن النسبة ستكبر بشكل هائل إذا ما احتسبنا أيضا اليهود الشرقيين، الذين تعرض انتماؤهم إلى أصولهم العربية ولغتهم العربية إلى تشويه فظيع.
وأكدت أن الحفاظ على مكانة اللغة العربية كلغة رسمية يعتبر التزاما بمبادئ حرية اللغة واحترام الأقلية وهي أسس ديمقراطية أساسية، إلا أن هذا ليس كل ما بالأمر، فالقضية ليست رمزية فحسب –رغم كل ما تحمله الرمزية من أهمية، وفيما يلي سأقدم نماذج لأهمية الغة العربية عمليا في عدد من المجالات الهامة:
وتحدثت ناطور حول أهمية اللغة كأداة لتحصيل الخدمات والحقوق وتعميق الشراكة: “أن تغييب اللغة العربية من الحيز العام يؤدي إلى عدة حواجز أمام المواطنين العرب بكل ما يتعلق بالقدرة على تحصيل الخدمات والحقوق والقدرة على أن يكونوا شركاء بالعمل، الاقتصاد والمجتمع.
وأما عن اللغة كمفتاح للشراكة ومنع الاقصاء، فحذرت من أن “اقصاء اللغة العربية من الحيز العام يؤدي إلى اقصاء فعلي للمواطنين العرب، بمفهوم الانتماء إلى الحيز العام، مكانهم ومكانتهم فيه. إن حضور اللغة العربية في الأحواز العامة مثل الأحرام الجامعية، النشاطات الثقافية وغيرها يشكل دعوة للمواطنين العرب إلى أخذ دورهم كجزء من هذا الحيز ويحترم حضورهم ويعزز شراكتهم. هنالك أبحاث عالمية بينت بأن حضور لغة وثقافة الأقليات في المؤسسات الأكاديمية يعزز من الاندماج والنجاح للطلاب من أبناء وبنات الأقلية في دراستهم.
كما شددت ناطور على دور اللغة كجسر بين الشرائح المختلفة: “في الواقع الإسرائيلي الحالي اللغة العربية تعتبر لغة العدو وكعنصر مهدد ومنفر. لحضور اللغة العربية في المجالات التي لا تتعلق بالأمن، تأثيره بالتقليل من حدة التوتر والتشكيك والتقريب بين المجتمعين العربي واليهودي.
هذا وتطرقت ناطور إلى عمل سيكوي في مجال بناء مجتمع مشترك وحيز عام مشترك من خلال فرض حضور اللغة العربية، وأوضحت في هذا الصدد: “من خلال عملنا يتضح لنا دوما كم هي مغيبة اللغة العربية: في المستشفيات والجامعات والمواصلات العامة والمهرجانات الثقافية التي تقام حتى في المدن المختلطة لليهود والعرب كمهرجان مسرح الأطفال في حيفا وفي المواقع الطبيعية. من جهة أخرى فإننا نرى بأن الجهات التي تتجاوب معنا وتحدث تغييرا بمكانة اللغة العربية تؤدي إلى تأثير جدي: وعلى سبيل المثال برنامج مجلس التعليم العالي لتوفير المنالية الأكاديمية للطلاب العرب أو في أوساط مشغلي المواصلات العامة في شمالي البلاد.”
وأنهت ناطور كلامها باقتباس لنلسون منديلا: ”لو تحدثت إلى شخص بلغة يفهمها، يدخل حديثك رأسه. ولو تكلمت إليه بلغته، يدخل حديثك قلبه“.