انا من تراب هذا الوطن
تاريخ النشر: 06/06/10 | 10:34المياه زرقاء هائجة ، غيوم السماء سوداء متلبدة وأصوات رصاص وقنابل وكل شيئ متداخل . لا شيئ واضح ..والكل يتساءل: دخان بارود ام دخان سفن؟ لا احد يعرف. فالكل كان ينتظر الا هي….!!! فليست هذه المرة الأولى التي تبحر بها الى غزة. لنقل المساعدات الطبية والمؤن لاهلها ، بل هي الخامسة.
عندما ذكر اسمها في الاعلام لم نعرف من تكون لكنها الان ” اشهر من نار على علم”.
انها الانسة لبنى مصاروة، بالاصل هي ابنة كفر قرع وحاليا تسكن القدس الشرقية. انهت تعليمها الابتدائي والثانوي في كفر قرع. وبعدما انهت تعليمها الجامعي بموضوع علم الاجرام انخرطت في العمل في اللجان الشعبية وفي توجيه المجموعات في القدس والضفة الغربية. هي عضوة رئيسية في لجنة تنسيق اللجان الشعبية الفلسطينية وعضوه إدارية في حركة غزة الان, مهتمة وتواكب ايضا موضوع التعليم في القدس الشرقية وخاصة تعليم الاطفال، ومبدأها الأساسي ” العمل من اجل مساعدة المظلومين والمقموعين”.
هي معروفة جدًا في الأوساط الوطنية وفي القدس ومحيطها، فقد كرّست سنواتها الأخيرة لمساعدة أهالي سلوان وبلعين ونعلين وكل الفلسطينيين الذين بحاجة للمساعدة.وهذه المرة كانت هي المحرك الرئيسي لاسطول الحرية وقد ساهمت بشكل فعال على تنظيمه . وكانت احدى الأشخاص الذين اهتموا وبشدة بان تقوم لجنة المتابعة العليا بإرسال وفد رسمي لها إلى أسطول الحرية، لإيمانها بأهمية دور عرب ال 48 في تعزيز التواصل مع الشعب الفلسطيني في غزة وكسر الحواجز بين الشعب الواحد..
وتحدثت الآنسة لبنى في مقابلة لها مع مراسلنا في بيت أهلها في كفر قرع عن تسلسل الأحداث لاسطول الحرية فقالت: ” انطلقت السفن من تركيا ومن اليونان وعلى متنها مئات من المتضامنين العرب والأجانب ، كنا منفعلين ونشعر بحماس شديد ولم نتوقع ما ستقوم به إسرائيل بتلك اللحظات، واعتقدنا ان إسرائيل ستتعدى على السفن في ساعات الصباح وليس بساعات الليل . بدأنا الرحلة ومكثنا بالبحر مدة طويلة حتى لا نصل للمياه القريبة من إسرائيل في ساعات الليل، لكن الظاهر أن الحسابات لم تكن دقيقة كفاية.ففي تمام الساعة الحادية عشر ليلا من يوم الأحد الموافق ل 30/5/2010 بدأت سفينتان عسكريتان اسرائيلية تقتربان باتجاه سفينة غزة التركية، اعتقدنا في بداية الأمر أنها محاولة تخويف فقمنا بتجاهلها في البداية، لكن بعد عدة دقائق من اقتراب السفن قدمت طائرة بدون طيار لتحلق فوق السفينة التركية، وفي تمام الساعة الثانية عشرة ليلا ا اخبرنا المسافرين انه يمكنهم الذهاب إلى النوم لاعتقادنا بان إسرائيل لن تقوم بالتصدي لأسطول الحرية في عمق المياه الدولية .
وأضافت لبنى: في تمام الساعة 4:02 صباحا انقطعت جميع الاتصالات مثل الساتالايت والانترنت ورأيت أن هناك خمسة سفن وتسعة زوارق بحرية صغيرة إسرائيلية تقترب وتاتي باتجاهنا “.
كان اقتحام السفينة بعد صلاة الفجر مباشرة حيث قام المؤذن برفع الآذان وخرج أغلبية المسلمون لصلاة الفجر،أي في تمام الساعة الرابعة والنصف حيث سمعنا أصوات انفجارات. لا اعرف إن كانت تلك أصوات صب رصاص أم أنها قنابل غاز آو صوتية.
كنت أتواجد حينها في بطن السفينة حيث كان يتواجد هناك اغلب المسافرين.خلال دقائق تحولت السفينة إلى ساحة حرب، فقد قام الإخوة بنقل المصابين إلى قاع السفينة بشكل متواصل حتى أصبح هناك أربعة جثث تسيل منها الدماء ممددة أمامنا، و عشرات الجرحى والمصابين..
فقام الأخوة في السفينة بتخصيص إحدى الغرف للجرحى حيث قام بعض الأطباء بمعالجتهم وكان من بينهم أشخاص ملقون على الارض بوضع طبي خطير ثم قام بعض المنظمون الأتراك بمناداة الإسرائيليين لوقف إطلاق النار كون من على متن السفينة مدنيين. كما وطلبنا منهم أن يفسحوا المجال إمام المساعدات الطبية لكي تدخل إلى السفينة، لكن أحدًا لم يصل لمدة ساعتين.
وقالت لبنى: وضع الجرحى كان في غاية السوء في بطن السفينة، وأصوات القنابل والرصاص مستمرة على متن السفينة. لم أتوقع بتاتا أن تقوم إسرائيل بهذا التصرف الأحمق وتتعرض لمدنيين أتوا من أربعين دولة مع رسالة محبة وعدل وسلام لمناصرة غزة بأسطول إنساني لا يحمل سوى متضامنين ومواد غذائية وطبية ودراسية.
وأضافت لبنى: وفي تمام الساعة السابعة صباحا قامت السفن الحربية الإسرائيلية بمحاصرة السفينة من كل الجهات، حيث تمكنا من مشاهدتها من نوافذ السفينة المتواجدة في الغرف. وطلبت القوات الإسرائيلية أن يقوم كل من هو على متن السفينة بالخروج بانفراد ليتم تكبيلنا، فقمت بالتوجه إليهم وطلبت أن يبقى الأطباء مع الجرحى فشتموني وأهانوني وبعد عدة دقائق نادوني وطلبوا مني إيصال رسالة إلى الجرحى مفادها “إن كانوا يريدون أن يبقوا على قيد الحياة فمن الأفضل لهم أن يخرجوا من قاع السفينة كلٍ على انفراد”.وفعلا بدا الأخوة بنقل الجرحى، وإفراغ قاع السفينة حيث قاموا بعدها بتكبيلنا جميعا.
كان على متن السفينة العديد من الكلاب والمروحيات و قوات عسكرية مخيفة لم أشاهدها من قبل، كما وكان هناك العديد من الوحدات من بينها الكوماندوز (الوحدات الخاصة)، وكان كل منهم يلبس لباس مختلف، لكن من المؤكد وعلى الرغم من اختلاف لباسهم إلا انه كان هدفهم واحد وهو قتلنا جميعا، فلم يكن لهم أي اعتبارات إنسانية أو دولية أو دبلوماسية.
وتابعت لبنى: في تمام الساعة الخامسة عصرا الموافق ل 31/5/2010 رست السفينة في ميناء اشدود وأبقونا مكبلين على متن السفينة حتى الساعة الواحدة وأربعين دقيقة بعد منتصف الليل أي الى صباح 1/6/2010، وبعدها قام العسكريون بإبلاغنا بانتهاء مهمتهم وأنهم سوف ينقلوننا إلى شرطة الهجرة التي كانت بانتظارنا في ميناء اشدود .
وبقينا هناك حتى الساعة السادسة صباحا لينقلونا إلى سجن شيكما في عسقلان حيث تم احتجازي بغرفة سيئة للغاية مليئة بالحشرات والقوارض، ولم أجد بتلك اللحظات احد استعن به الا الله، فلم يكن من السهل عليّ بان انتقل إلى اسطنبول ومن ثم إلى انطاليا وخمسة أيام في البحر ومواجهة بحر الدماء الذي كان على متن السفينة ومن ثم أن أكون بغرفة مترين بمتر، ولكن الحمد لله بفضل جهود المحاميين وبفضل أهلنا بالداخل الفلسطيني والضغط الدولي الذي كان على إسرائيل تم إطلاق سراحي.
وأضافت لبنى: انا ارفض أن نقزم القضية الفلسطينية وبأن نقوم بتحوليها لقضية إنسانية وكما وارفض بان يتعامل معنا العالم الخارجي على أننا شعب لا يريد إلا أن يأكل ويشرب، كما وارفض بان ينظروا الينا كشعب يريد ان يقف بطوابير الطحين والماء فنحن نستحق حرية، نحن نستحق كرامة، والهدف من أسطول الحرية أولا هو إبقاء ممر بحري مفتوح بين غزة والعالم الخارجي.
ومن خلال حديثها مع مراسلنا وجهت لبنى تحية اجلال وتقدير لوفد لجنة المتابعة الذي رافق اسطول الحرية وقالت: اعتقد أن هناك تغييب جزئي لعرب ال 48 في العالم، فالعمل على مشاركة وفد من عرب ال 48 في الاسطول كان في غاية الأهمية، فقد تم التوضيح للكثير من الأجانب وللعرب من هم عرب ال 48، وباعتقادي ان احد مكاسب هذه الرحلة انه بني جسر بين فلسطينيي ال 48 تحت اسم لجنة المتابعة العليا مع العالم الخارجي، إن كان على مستوى حكومات وان كان على مستوى قيادات وان كان على مستوى دبلوماسيين وهذا بلا شك يعتبر تعزيز قوي لعرب ال 48″.
كتب في هذا السياق:كفرقرع تفتخر بابنتها لبنى احمد مصاروة منظمة اسطول الحرية
حسبنا الله ونعم الوكيل على الظالمين .. الله كبير !
حياك ِ الله يا أخت لبنى .. وكفرقرع بتفتخر ببناتها إلي مثلك !
فكُلنا معاً من تراب هذا البلد الأصيل .. وأرض هذا الوطن الجليل !
الله يعزك !
نطالب من حضراتكم تكريس امسيه تكريميه للاخت لبنى ليتسنى لنا التعرف عليها اكثر ولتقص علينا الواقع الذي عاشته من خلال البدء في تنظيم السفينه حتى ابحارها وعملية الهجوم عليها.
نحن من النساء اللواتي زرن لبنى في البيت وهناك ايضا الكثير الكثير الذي يمكن ان تحدثنا عنه.
الى الغاليه لبنى –
رائعه يا لبنى قدما والى الامام.
الى ادارة موقع بقجه –
لا اجد الكلمات لاعبر عن شكري لكم عن هذه التغطيه . الموقع على مستوى عال جدا ويفوق كل المواقع العربيه المحليه السابقه من حيث مستوى تقديم الاحداث, اللغه السليمه والاكثر الكتابه والتعليق في لغتنا العربيه الجميله لغة الضاد.
احيي جميع القراعنه ونرجو ان نتوحد جميعنا لنقدم الكثير لابناء هذا البلد الطيب
انت فعلا من تراب وطينة الموطن . نعتز بامثالك وافعالكم
وكلنا ثقة أنكم اقوياء بقوة عدالة القضية والتضامن الواسع معها. نحن هنا مهنئين بالسلامة ومعتزين بكونك ابنة كفر قرع حيث كنت ومن معك سفراء عن كل وسطنا العربي في واحد من أهم المضامير العالمية, هويتنا واحدة ونحن متكاتفون أمام كل خطر على أي منا.
الله يحييك يا لبنى