بيان النائب جبارين حول كتاب المدنيات الجديد

تاريخ النشر: 10/05/16 | 12:33

“كتاب المدنيات الجديد يهدف إلى وضع تبرير نظري لنموذج الدولة الاثنية وضمها عنوة إلى النظم الديمقراطية وبذلك يتم إضفاء شرعية على سياسات الدولة التي تبلور الحيز العام وفقًا لهوية ثقافية ومنظومة قيّميّة يهودية حصرية، تتماهى مع خصوصية مجموعة الأغلبية وتتنكر لخصوصية مجموعة الأقلية، مما يؤدي إلى ترسيخ علاقات القوى القائمة بين المجموعتين”. هذا ما قاله النائب د. يوسف جبارين في أعقاب اعلان وزارة التربية والتعليم عن اصدار كتاب جديد لتدريس المدنيات باللغة العبرية. ويأتي الكتاب الجديد تحت عنوان “ان نكون مواطنين في دولة إسرائيل، دولة يهودية وديمقراطية”.
وقال النائب جبارين: “تتسم مادة المدنيات الجديدة بالأخطاء النظرية والمغالطات التاريخية ومن الواضح ان معدي هذه الصيغة يهدفون الى تعزيز الطابع اليهودي والجوهر الاثني للدولة، وتغليبه على مفاهيم ديمقراطية وذاك خضوعًا لضغوطات اليمين المتطرف التي باتت تسيطر على مواقع اتخاذ القرار في الدولة، بما في ذلك وزارة التعليم”.
وأضاف جبارين: “بدلًا من تعزيز النقاش حول المواطنة وطرح قضايا المساواة والعيش المشترك يقوم الكتاب على ترسيخ الشروخ والتصدعات بين مجموعة الأغلبية اليهودية والأقلية العربية مما يؤدي إلى شرعنة عمليات الاقصاء والتمييز ضد المواطنين العرب”. وأشار جبارين إلى أنه لم يكن تمثيل للمواطنين العرب في كتابة المواد الجديدة وبالتالي تم ابعاد وجهة النظر العربية من كتاب المدنيات، الذي من شأنه أن يبلور مواقف سياسية واجتماعية للطلاب الذين يمرون بمرحلة التنشئة المجتمعية.
وتطرق جبارين الى عدة أمثلة تبين القصورات في كتاب المدنيات من حيث الحقائق والوقائع ومن حيث المنهجية العلمية المغلوطة فيه، حيث ينظر الكتاب إلى اللغة العربية على أنها بلا مكانة رسمية على المستوى القانوني في الدولة، وينظر الكتاب إلى المجتمع العربي على أنه مجموعة من الأقليات الدينية والاجتماعية ويطعن عمليًا بكونها أقلية قومية أصلانية، مما يبرر سياسات التمييز وهضم الحقوق القومية والجماعية للأقلية العربية الفلسطينية في إسرائيل.
ويغيب عن الكتاب اي نقاش حول سياسات الدولة العنصرية والتمييزية بل ان الكتاب ينظر إلى أن مكانة المجتمع العربي المتدنية اقتصاديًا وكأنها نتاج لعوامل داخلية تتعلق بالمجتمع العربي نفسه ويعفي حكومات إسرائيل المتعاقبة من سياساتها التمييزية المنهجية تجاه الأقلية العربية، ويحاول الكتاب ترسيخ الصورة النمطية على أن المجتمع العربي يهدد أمن الدولة.
وقال جبارين انه يجب تكثيف العمل من اجل الغاء هذا الكتاب، والبدء بالعمل على كتاب جديد يأخذ بعين الاعتبار النماذج النظرية بشكل علمي وموضوعي من اجل عدم تطويع المادة لخدمة أجندات سياسية. كما وأكد جبارين على حيوية ضمان تمثيل ملائم ومؤثر للتربويين العرب في “لجنة موضوع المدنيات” في كتابة اية مادة مستقبلية. كما وأشار جبارين أن لجنة المتابعة للجماهير العربية بالتعاون مع مؤسسات أهلية عربية ومجموعة من الأكاديميين يعملون في هذه الأيام على تحضير كتاب بديل لموضوع المدنيات يعبّر عن القيم الديمقراطية وقيم حقوق الانسان الحقيقية.
من الجدير بالذكر أن لجنة المعارف البرلمانية كانت قد عقدت جلسة خاصة لبحث قضية الكتاب الجديد بمبادرة النائب د. يوسف جبارين، وشهدت الجلسة في حينه نقاشات ومشادات كلامية بين النواب على أثر محاولات وزارة المعارف فرض المادة الجديدة بالرغم من المعارضة الشديدة لها في أوساط المختصين والأكاديميين، بالإضافة إلى معارضة ممثلي المجتمع العربي لهذه المادة. وقد تم في الفترة الأخيرة ادخال العديد من التعديلات على الكتاب استجابة للانتقادات ضده، لكن الكثير مما يحمله من تشويهات وأخطاء بقي ضمن الكتاب.

yosefjbareen

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة