للعامل فرحتان

تاريخ النشر: 13/05/16 | 17:33

1– مقدمة حزن ….
للاسف الشديد كل سنة تزيد سوء عن سابقتها .فنرى حقوق العامل في اضطهاد اكثر .استعباد .وأكل ما تبقى من تعبهم وما زال العالم يتذكر ان هنالك شيء اسمه عامل .
كد وارهاق وصراخ وعدم رحمة واستغلال والعين رفرفة على حسابه اخر الشهر .والرؤيا ليست كالكلام … يخرج العامل بشق الفجر ويتيح نفسا له بما تبقى من قوة اليوم
كي يحتفظ بالرجوع لبرهة لخطوات الامام
اي عام ونحن نحتفل به بعيد العمال العالمي ..الموظفون في سهر وترحال وفكهنات وذاك الكادح في كده ينعم ويتقلب
اي كذبة كبيرة هي يوم العمال العالمي والاضهاد يملأ الكون والظلم زاحف حتى الركبتين كي يجر الهم بدمعه والاه على تنهيدته الصارخة
اي كذبة تقول ان العامل الكادح بعرقه الترابي المغبر والذي جاله جبل الصبح للمساء يصير لعبة بأفواه العالم وكانك اصبحت ايها العامل رمزا لا اكثر ورقما في بداية ايار ذاك الشهر المحتار بين بقية الطقوس
مقاول جليس على انفاسه بين المطرقة والمسمار بين الجارف والمجروف ..ينظر للساعة وتقدم العمل ..في البداية وقت الاكل .وعند نهاية الدوام ..ولا يعتذر عندما يخفي وقته اخر الشهر كي يتعمد الهجرة والسبب .تمثيلة جديدة والعامل في نظرة احتقان ويأس مشدود نحو التعب المعصور
2–الفرحة الاولى
دقت الساعة الى الذهاب للبيت والكل ينتظرها والفرحة على وجنتهم ساحلة ساهية تخفي اثارها خوفا من عين المقاول .. ما بال الكل في غبطة متناغية ومترنمة
الا حان وقت الهدوء من ضجيج المعاول والمطارق والات الطحن وانتظار الهروب بلجوء القلب له .اي سخونة وبرودة هيمنت على ذاك اليوم وها هو يتنحى للمساء كي يجدفنا نحو راحتة ويلقي بحتفه وينخر بعظم السؤال المتجاوب لنفسه
لملم تعبك ايها المسكين قد حاورتك الهموم بقضية رشوة ان العمل صحة ونفسيتك بعلياء الفرح اضحك اذا
3–الفرحة الثانية ..
تظق عقارب الساعة ذيل الشهر القابع الملتزق على عتبات اخيه وقد انصرمت ايامه بسرعة حتى نفذ المال سيالا لجزع النعل .. وال212حرب النفسية حادة الوطيس ..ناهيك عن عصبية المجاز بالملام والكلام .
اخر الشهر . المعاش .او القبضة .او الحساب
وهي كلمات التعب النازف .والمجازاة بطلوع الروح وكأنك غدوت بين المنجل والحلقوم ..جارح وعالق وغارق ..
يجلسون في التفكير حتى تنصل جلدة الراس من فكرتها . متى سنحشو كيس البنطلون بالمال .. ونشتري قوتا والعابا ولباسا ..ان بقي شيء سنتدلل قليلا حتى غرة الشهر ..
يغيب المقاول عن ذاك اليوم ..الهاتف مغلق .والانتظار سالت رضابه قلقا وخوفا وغضبا .. الحديث طال وجف والبداية برغي وشتيمة بهمهمات غير مفهومة ..
قسم يحاور الارض بداعبة عصا . والقسم الاخر يحمل عصاه هجوم الغازي المتصر
يصلون البيت وكأنه خراب لا تسمع الا صوت عصفور جائع لانثاه ..يخرج منه طفل لم يتعدى ستة اعوام يقول لهم
انتم العمال هذا ظرف لكم من ابي . قد ذهب ليشتري اغراضا للبيت وقد نسي هاتفه بالبيت وهو مغلق اعتذر..
(درس ملقن للولد يتناوله جرعات اخر كل شهر )
الظرف مغلق باسماء العمال والمبلغ كعادته ناقص كافر
…فاي عيد تنادون …هذه عينة من عينات العامل ..فهل لكم انصافه بشيء بسيط

عمار محاميد-أم الفحم

6

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة