هل الرطوبة في المريخ كافية لدعم وجود الحياة عليه؟
تاريخ النشر: 11/05/16 | 5:31على الرغم من أن كوكب المريخ يبدو جافا عند النظر إليه للوهلة الأولى، إلا أن علماء الفلك قالوا إن كوكب المريخ ربما يكون رطبا بما فيه الكفاية لكي يكون صالحا لنشوء الحياة واستمرارها على سطحه، معتمدين في توقعاتهم هذه على زيادة في الرطوبة المريخية التي رصدوها عند شروق الشمس على الكوكب الأحمر.
وقد قال الفلكي “جون راميل” John Rummel لموقع Space.com أن الرطوبة النسبية على المريخ عالية كما أن بخار الماء القابل للترسب تصل نسبته إلى حوالي 100 ميكرون وهي نسبة مكافئة لنسبة بخار الماء في صحراء “أتاكاما” Atacama Desert في تشيلي، وهي نتائج تعني وجود مناطق على المريخ قابلة لنشوء الحياة.
وطبقا لمؤتمر علمي أقيم في الولايات المتحدة الأمريكية الشهر الماضي، فقد أشار الباحث راميل إن نتائج الأرصاد العلمية لكوكب المريخ التي أجريت سنة 2014 الماضي ضمن مشروع “مجموعة تحليل برامج استكشاف كوكب المريخ” Mars Exploration Program Analysis Group (MEPAG) أن هنالك مناطق محددة على كوكب المريخ نسبة الرطوبة فيها مناسبة لنشوء الحياة ووجودها هناك بشكل كبير، خاصة أن الماء الضروري لنشوء الحياة على الأرض كان متوفرا على سطح المريخ في الماضي من خلال مجاري الأنهار الجافة الموجودة في الوقت الحالي.
وأضاف الباحثون أن موضوع الهواء على المريخ له قصة مختلفة أيضا، حيث إن الرطوبة على المريخ تتغير بحسب درجة الحرارة، ففي الليل تصل الرطوبة الجوية إلى ما بين 80-100%، وفي النهار يصبح الهواء شديد الجفاف بسبب الحرارة الأعلى نسبيا.
على الأرض يمكن لبعض أصناف الحياة البقاء حية في المناطق الجافة بسبب تبخر الماء نتيجة الحرارة العالية، وفي هذه الأثناء تسيطر عليه “الأشنات” lichens وتسمى أيضا “الحزاز” وهو أسم يطلق على عضويات تشكل تجمعا بين الفطر وعضويات التخليق الضوئي أحادية الخلية مثل الجراثيم الزرقاء أو الطحالب، وقد تكون علاقتها شكلا من أشكال التعايش حيث يمنع الفطر الطحالب أو الجرثومة الزرقاء من الجفاف، ويستفيد بدوره من الغذاء الناتج عن التخليق الضوئي، وتبقى الأشنات في المناطق القاحلة وذات المناخ الجاف جدا. بل إن بعض البحوث تقول إنها تتكيف معها وفقا لطبيعة الرطوبة في كوكب المريخ.
ويقول الباحث “راميل” أيضا إن هذه النتائج لا تعني بالضرورة حسم وجود الأشنات على المريخ تأكيد وجود الحياة على سطحه، حيث أن هبوط درجات الحرارة بشكل كبير في الليل يعني تجمد الماء السائل، وعندما ترتفع درجة الحرارة في ساعات الصباح حيث يذوب الثلج وقد يتبخر الماء في النهاية، وهي عملية تستغرق دقائق أو حتى عدة ساعات، وفي سبعينيات القرن العشرين الماضي لاحظ المجس الأمريكي “فايكنغ 2″ NASA’s Viking 2 lander الذي رصد كوكب المريخ لمدة 200 يوما أن الصقيع يعمل على تشويه المنظر الطبيعي على المريخ، ومثل هذه الفترات الرطبة القصيرة ثم تليها فترات دافئة طويلة ربما تكون كافية للسماح للكائنات الحية الأرضية ” التمثيل الغذائي ” metabolize وإعادة الإنتاج reproduce أيضا.
كما أن الجفاف ليس هو العائق الوحيد أمام تطور الحياة على سطح المريخ في العصر الحالي، بل لأسباب أخرى مثل الغلاف الجوي الرقيق للمريخ والحقل المغناطيسي الضعيف أيضا، حيث يمكن أن يكون مستوى الإشعاع هناك مميتا، لذلك فإن أي كائنات حية إذا ما وجدت على المريخ فلا شك ستكون أسفل سطح الكوكب أو بين الصخور، كما أن أشعة الشمس الساقطة على المريخ تحول الماء السائل المنتج للحياة إلى “بيروكسيد الهيدروجين” hydrogen peroxide التي تعمل على إيقاف الدورة المنتجة للحياة.