هواة الفلك يكتشفون نجما مميزا
تاريخ النشر: 09/05/16 | 0:02اكتشف القمر الصناعي “جايا” Gaia satellite نجميا ثنائيا binary system غريبا وفريدا حيث أن أحد النجوم يلتهم النجم المرافق، إضافة لذلك لا يوجد هيدروجين على الإطلاق في النجم الذي يعتبر الوقود الأساسي لمصدر الطاقة في النجوم، لذلك يعتبر هذا النجم الثنائي أداة مهمة للتعرف على عدد النجوم الثنائية التي يمكن أن تنفجر في نهاية حياتها.
كما شارك في الاكتشاف فريق دولي من علماء الفلك وبمساعدة بعض هواة الفلك، من خلال رصد عملية الكسوف لأحد النجوم للنجم المرافق، وينتمي هذا النجم الثنائي إلى “المتغيرات الكارثية” Cataclysmic Variable حيث أن أحد النجوم هو “قزم ابيض” white dwarf عالي الكتلة وجاذبيته هائلة يستخدمها في سحب مادة النجم الآخر والتهامها حتى يتفكك النجم المرافق.
ويمكن أن يكون هذا النجم الثنائي مختبرا مهما لدراسة النجوم المنفجرة اللامعة “السوبر نوفا” ultra-bright supernova التي تستخدم كأداة مهمة لقياس توسع الكون وتمدده، ومن المنتظر نشر نتيجة هذه الدراسة في النشرة الشهرية “للجمعية الفلكية الملكية” Royal Astronomical Society، التي أشارت إلى أن هذا النجم الثنائي الفريد الذي يسمى Gaia14aae يقع على مسافة 730 سنة ضوئية في كوكبة “التنين” Draco واكتشف بواسطة القمر الصناعي الأوروبي “جايا” في شهر أغسطس 2014 الماضي عندما أصبح ألمع بحوالي خمس مرات خلال يوم واحد فقط.
وحلل الفريق العلمي بقيادة “جامعة كامبردج” University of Cambridge المعلومات التي جمعها القمر الصناعي “جايا” وتوصلوا إلى أن النجم المرافق هو “قزم ابيض” ذو كتلة عالية بحيث أن وزن الملعقة الصغيرة منه تقارب وزن الفيل، يسحب مادة النجم الأخر ويلتهمه على شكل انفجار كوني هائل، كما استعان الفريق العلمي بهواة الفلك لرصد الاحتجاب الذي يحصل للنجم المرافق والذي يحدث كل 50 دقيقة.
الدكتورة “هيذر كامبل” Dr Heather Campbell من معهد علم الفلك في جامعة كامبردج قالت انه من النادر ان نرى نجما ثنائيا من هذا النوع ويحدث فيه كسوف حيث يحجب أحد النجوم المرافق ويشاهد من الأرض، وهي فرصة نادرة لكي يتمكن العلماء من دراسة تكوين النجمين وكيفية تطورهما.
استخدم الفريق العلمي المحلل الطيفي الموجود على تلسكوب “وليم هيرشل” William Herschel Telescope في جزر الكناري لتحليل النجم الثنائي Gaia14aae توصلوا فيها انه يتكون من كميات كبيرة من الهليوم وينعدم فيه الهيدروجين الذي يعتبر الوقود الرئيسي للطاقة في النجوم، لذلك اعتبر الفريق العلمي هذا النجم الثنائي بالفريد جدا وأطلق عليه AM Canum Venaticorum (AM CVn) (لم نجد مصطلح مقابل باللغة العربية) وهو اسم يطلق على النجوم الثنائية التي ينعدم فيها الهيدروجين.
إنها المرة الأولى التي يتم فيها رصد كسوف للنجم المرافق ويشاهد من الأرض، وبمساهمة هواة الفلك في رصد مدة التغير في اللمعان ومعرفة موعد حدوث الكسوف كل 50 دقيقة تقريبا يشير إلى الدور الكبير الذي يلعبه هواة الفلك في تطوير الدراسات الفلكية الحديثة، حيث أشارت التحاليل أن النجم القزم الأبيض الصغير والحار جدا يلتهم رفيقه، ونتيجة لذلك تتولد حرارة عالية جدا وانتفاخ النجم المرافق وينتقل نحوه مثل منطاد ضخم.
يزيد حجم النجم المرافق على حجم الشمس بحوالي 25 مرة، ووزنه بسيط للغاية يقدر بحوالي 1% فقط من وزن القزم الأبيض المرافق، وهذه النتائج تقود علماء الفلك إلى فك اهم ألغاز الفيزياء الفلكية الحديثة وهي الأسباب التي تؤدي إلى انفجار النجوم “السوبر نوفا” من نوع Ia supernova التي تحدث عادة في النجوم الثنائية، كما أن لمعانهم الغريب يقود العلماء لقياس تمدد الكون، لكن الفريق العلمي لم يتمكن من معرفة فيما اذا كان هذا الثنائي سوف يتحول إلى سوبر نوفا من نوع Ia supernova أو أن النجم القزم الأبيض سيلتهم مرافقه فقط لا غير.
وعلق الدكتور “مورجان فريزر” Morgan Fraser من معهد علم الفلك أن هذه النجوم الثنائية قد تنفجر على شكل سوبر نوفا، لذلك فأن دراسة النجم الثنائي Gaia14aae تساعدنا على فهم الانفجارات الضخمة في الكون، خاصة أن مدتها أسرع من دوران عقارب الساعة (كل 50 دقيقة) والتي تساعدنا على قياس حجمها وحركتها بشكل أدق من النجوم الثنائية الأخرى المشابهة، وهي فتحت الشهية لعلماء الفلك لدراسته واكتشاف نجوم ثنائية من نوع مماثل، إذ يعتقدون انه واحد من عدد كبير من النجوم الثنائية الشبيهة تحتاج إلى اكتشاف في المستقبل.