"من الجامعة ننطلق" مؤتمر اقرأ للجامعيين
تاريخ النشر: 06/10/13 | 21:44
عقدت الإدارة الطلابية في جمعية "اقرأ" لدعم التعليم في المجتمع العربي في الداخل الفلسطيني اول أمس السبت مؤتمرًا للطلاب الجامعيين العرب تحت عنوان "من الجامعة ننطلق" شارك فيه طلاب الجامعات والمعاهد العليا من مختلف بلدات الداخل الفلسطيني.
وافتتح المؤتمر الذي أقيم في دار الأوبرا في مدينة طمرة بتلاوة من القرآن الكريم تلاها الطالب حسام محاجنة، فيما قام على عرافته الطالب أمين دقه، وألقى كلمة اقرأ الأستاذ منير عبدالهادي وكلمة البلد المضيف الشيخ مروان جبارة.
ويأتي المؤتمر عشية اطلاق السنة السنة الدراسية الجديدة 2013/2014 حيث، تخلل عددًا من الفعاليات والمحاضرات والندوات وورشات العمل وإلى جانب ذلك تمّ عرض فلم بعنوان "اقرأ والدور الثقافي والمجتمعي" عقّب عليه بعد عرضه الأستاذ محمد فرحان مدير الإدارة الطلابية في اقرأ، وألقى المحاضرة الأولى الدكتور مروان أبو غزالة بمحاضرة بعنوان "الطالب الجامعي من أكاديمي إلى مثقف" تلاها مداخلات ونقاش مع الطلاب حول المحاضرة.
الثقافة الإسلامية
وتحدّث أبو غزالة في محاضرته حول أهمية الثقافة، بداية من الأكاديمية ومن ثمّ الثقافة ومن ثمّ الثقافة الإسلامية، مشيرًا إلى أنّ مصطلح الأكاديمية مصطلح يعود إلى اللغة اليونانية حيث أوجد هذا المصطلح الفيلسوف الكبير أفلاطون وذلك من خلال استقطاب طلبة العلم إلى مكان يُسمى الأكاديمية التي باتت تعرف باستقطاب طلبة العلم في العلوم والفنون والمجالات المختلفة. وقال: "لكن جنبًا إلى جنب كانت الأكاديمية التي أزمع عليها أفلاطون، كانت تهدف أيضًا إلى مكارم الأخلاق والحقوق الإنسانية والمجتمع الصالح".
وأضاف: "أما الثقافة في القرون الوسطى فقد كانت أيضًا عند العرب الرغبة في التعلم وطلب العلم، فكانت الأكاديمية تعني طلب العلم، لكن طلب العلم يكون في جميع المجالات من جهة وأيضًا طلب العلم ليس فقط لجوانب دنيوية إنما أيضًا أخروية التي تعمل من أجل رفع الإسلام ونهضته".
ولفت إلى أنّ "مصطلح الثقافة يعود من تثقيف الشيء، والتثقيف في اللغة هو تقويم، فتعني الثقافة تقويم الأخلاق وتهديب السلوك وتزكية النفوس فبات مصطلح الثقافة هو المعنى العام والشامل"، موضحًا أنّ "المقصد من الثقافة الإسلامية هي في العلوم والفنون لكن حسب التعاليم الإسلامية، ولا تتنافى مع الإسلام البتة، إضافة إلى مكارم الأخلاق والعمل الدعوي والعمل التطوعي وكلّ ما يعود بالفائدة للمجتمع بأسره، فمصطلح الثقافة الإسلامية يحمل الأكاديمية والثقافة وتعليم الإسلام".
مشروعية العمل التطوعي
وألقى الدكتور أنس سليمان إغبارية محاضرة بعنوان "العمل الخيري ومشروعيته في الإسلام" بين في معرضها أنّ "العمل التطوعي في الإسلام ينطلق من دوافع عقائدية ومن دوافع شرعية وله من الأدلة الشرعية ما تحفّز على هذا العمل وتدلل عليه وتشرف عليه".
وقال: "إنّ العمل الخيري والتطوعي في الإسلام هو عمل يخرج من دوافع عقائدية ودوافع دينية ودوافع ثقافية وأخرى إنسانية، أيضًا العمل الخيري في الإسلام هو ركيزة أسياسية في بناء المجتمعات المسلمة وركيزة أسياسية في بناء منهج إسلامي يقوم على الشمولية".
العمل التطوعي في الحركة الإسلامية
وكانت مداخلة الأستاذ يوسف عواودة خلال المؤتمر تحت عنوان "دور الجمعيات الأهلية في تثبيت العمل التطوعي في المجتمع" عرج من خلالها في الحديث حول مؤسسات الحركة الإسلامية كنموذج من المجتمع المدني. وأظهر عواوده تنوّع مجالات العمل في مؤسسات الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني بما يعني أنّ مجالات عمل المؤسسات في الحركة تقابل التنوع الطبيعي عند شريحة الشباب الجامعي فالتنوع والأنماط الشخصية والميول والرغبات لدى الشباب المطوع يقابلها تنوع في مجالات وتخصصات هذه الجمعيات.
وتحدّث يوسف عواودة حول مسار تطور العمل التطوعي في مسيرة الحركة الإسلامية منذ نشأتها "حيث كان الاعتماد في المرحلة الأولى على العمل التطوعي بشكل كبير ثمّ لما توسع العمل الدعوي المبارك في الحركة الإسلامية صار لزامًا بأن يتم التحول إلى العمل المؤسساتي المنظم الذي يعتمد إضافة إلى العمل التطوعي أصبح يعتمد على عمل المؤسسات المنظم، على التوظيف والتفريغ".
وأشار في معرض محاضرته إلى أنّ "عنوان المرحلة القادمة يجب أن يكون تنظيم العملية التطوعية لكي يكون العمل التطوعي عملًا منظمًا وجزءً من عمل المؤسسات".
وأعقب المحاضرة نقاش وتوجيه أسئلة من قبل الطلاب أجاب عليها الأستاذ يوسف عواودة.
الطالب الجامعي والعمل التطوعي
وفي حديث مدير الإدارة الطلابية الأستاذ محمد فرحان، قال: "اقرأ كعادتها كما في كلّ عام دراسي تعقد مؤتمرًا سنويًّا قبل افتتاح السنة الدراسية تحاول طرق موضوع مركزي في مجتمعنا العربي وبما أننا نرى أن الطالب والمثقف العربي هو ركيزة نهضة هذا المجتمع، حاولنا أن نطرح موضوع العمل التطوعي ونحاول أن نحث طلابنا العرب في الجامعات أن لا يكتفوا فقط بالشهادات وإنما أيضًا أن يتحولوا إلى مثقفين لهم أثرهم وأصحاب مشاريع مجتمعية تنطلق من مجتمعنا مما هو فيه إلى مستقبل أفضل ويترك بصمته في مجتمعنا وليس فقط يحصل على منحة خلال تعليمهم الجامعي".
وأضاف في رسالة إلى الطلاب الجامعيين: "إنّ الحياة الجامعية هي حياة ممتعة جدًّا ومهمة ومرحلة يجب أن يستثمرها الطالب بشكل عالي جدًّا ولا يكتفي فقط بدراسة المواد التعليمية، يجب أن يعيش حياته التعليمية ويجعل موازنة ما بين العمل الطلابي وكسب المعرفة والعلم ويحاول أن يساعد زملائه الطلاب العرب في التأقلم مع الحياة الجامعية".