الأرنب المغرور
تاريخ النشر: 27/04/16 | 0:32في مدينةِ الأرانبِ كانَ يعيشُ أرنبانِ معاً في بيتٍ واحدٍ .. أرنبٌ أبيضِ اللونِ واسمهُ بياضٌ والثاني أسودُ اللونِ واسمهُ سوادٌ .
كانَ الأرنبُ بياض يحبُ التباهي بلونهِ وفروهِ الأبيضُ الجميل، وهذا ما كانَ يؤلم سوادَ الأرنب الأسود .. لكنَّ سوادٌ لم يُظهِر انزعاجهُ أبداً من تصرفاتِ بياض، وكان يقولُ في نفسهِ: لوني هذا خلقهُ الله، ولن أنزعجَ منهُ ولابدَّ أن يأتي يوماً ويحسَ فيهِ بياض بخطئهِ .
وذاتَ يومٍ وبينما كانَ الأرنبانِ يقفزانِ ويلعبان ،وبينما كانَ بياض لا يُضيعُ فرصة للتباهي والاستعراض على سوادِ بجمالِ لونهِ ، إذ بهِ يسقطُ في بركةِ وحلٍ صغيرةٍ جعلتهُ يتسخُ من كلِّ ناحيةٍ في جسمهِ ويظهر بمظهرٍ مقرفٍ .. وبالقرب من الأرنبينِ كانَ مجموعةُ من صغارِ الأرانبِ .. أخذوا يضحكونَ على بياضِ ويستهزئونَ به ويصيحون :
“بياض أصبحَ قذراً .. بياض أصبحَ قذراً ” .
وعندها وقفَ سواد غاضباً مدافعاً عن بياضِ ، وقالَ للصغارِ: اسكتوا …من العيبِ أن نسخرَ منَ الآخرين .. وحقُّ بياض أن نساعدهُ لينظفَّ جسمهُ ، لا أن نسخرَ منهُ .. وطردَ الصغارُ المشاكسينَ بعيداً وساعدَ صديقهُ ليغسلَ فروهُ وينظفهُ .
وفي تلكَ اللحظاتِ .. أجهشَ بياضُ بالبكاءِ .. ليسَ فقط خجلاً من شكلهِ المقرف، بل خجلاً من نفسهِ حيثُ أن سوادَ ساعدهُ، ووقف بجانبهُ، في حين أنهُ سابقاً كانَ لا يُضيعُ فرصة للتباهي على سوادِ وجرح مشاعرهُ
وعلى الفورِ اعتذرَ بياض من صديقهِ على كل ما مضى، ووعدهُ بألا يكررَ أفعالهُ السيئة مع أحد .. وعاشا معاً كما يعيشُ الأصدقاء السعداء .