إكتشاف حلقة ضخمة بعيدة من المجرات لا يفترض وجودها
تاريخ النشر: 29/04/16 | 5:41منذ سنوات ونحن نسمع أن علماء الفلك يكتشفون مجرات أبعد وأضخم حجما بالإضافة للعديد من الاكتشافات المهمة في علم الكون، ولكن اليوم قدم الفلكيون اكتشافا مغايرا تماما وغير مسبوق، حيث اكتشفوا “حلقة من المجرات” ring of galaxies يقدر بعدها عن الأرض بحوالي 7 مليار سنة ضوئية، وتطلق سيلا قويا من أشعة غاما gamma-ray bursts قدر عددها بحوالي 9 مصادر، ويبلغ قطر هذه الحلقة 5 مليارات سنة ضوئية وتغطي مساحة واسعة من السماء تقدر بحوالي 70 مرة مثل قطر القمر البدر في السماء.
البقعة الباردة الغامضة هي بصمة على أثبات أكبر المكونات المادية في الكون
أن انطلاق السيل القوي من أشعة غاما GRBs ناتج عادة عن انفجار النجوم الضخمة (السوبر نوفا) Supernova في نهاية حياتها، حينما ينفذ الوقود من داخلها، وبعد انفجار هذه النجوم الضخمة يتكون “الثقب الأسود” black hole الذي يطلق كميات كبيرة من الطاقة والإشعاع في المجرة يمكن أن تصل الأرض، ومن هذا السيل القوي من الإشعاع والطاقة الناتجة عن الثقب الأسود يمكن لعلماء الفلك إجراء القياسات المختلفة للمجرات التي تأوي هذه الثقوب السوداء.
وقد رسم علماء الفلك خارطة لمصادر أشعة غاما القوية القادمة من جميع أنحاء الفضاء الكوني، وفيها تفصيل جيد لموقع مصادر هذه الأشعة والمسافة عن الأرض وقوة الأشعة القادمة.
يعتقد علماء الفلك أن انفجارات أشعة غاما التسعة والمجرات التي تستضيفها مرتبطة مع بعضها البعض لكونها متساوية في البعد عن الأرض، ووفقا لمكتشف هذه الحلقة المجرية فان احتمال أن يكون توزيع هذه المجرات جاء بالصدفة تصل إلى نسبة 1/20000 أي بعبارة أخرى فانه على الأغلب أن تكون مصادر أشعة غاما هذه جاءت من جسم أو هيكل طبيعي واحد، كما تشير النماذج الكونية عدم وجود هياكل جاءت بالصدفة بهذا الحجم الضخم.
ولكن ما سبب حدوث هذا المكون غير المسبوق الذي يبلغ قطره 5 مليارات سنة ضوئية؟
وفقا لمعظم النماذج الكونية الحديثة، فانه ينبغي أن تكون المادة الكونية موزعه بشكل واحد ومتساوي ومتناسق حتى بالمقاييس الكونية الكبيرة، وتعرف هذا الحالة “المبادئ الكونية” Cosmological Principal كما أن الأرصاد التي أجراها تلسكوب الفضاء الأمريكي “ويلكيلسون” NASA’s Wilkinson Microwave Anisotropy Probe (WMAP) وتلسكوب الفضاء الأوروبي “بلانك” Europe’s Planck space telescope للانفجارات الكونية وخاصة أشعة الميكروويف في الخلفية الكونية توافقت تماما مع المبادئ الكونية أي أن الكون متناسق في المقاييس الكونية الكبيرة، ومع ذلك فقد المحت بعض الدراسات الحديثة أن الهياكل الكونية بحجم 1.2 مليار سنة ضوئية قد تكون موجودة في الكون فعلا، لكن ومع ذلك فقد كشفت بعض الدراسات الحديثة عدم وجود أجسام بقطر 1.2 مليار سنة ضوئية لأنه الحد الذي لا يمكن تجاوزه.
الفلكيون يكتشفون أضخم الهياكل المادية في الكون:
ومع ذلك فان الهيكل الكوني الضخم الذي اكتشفه الفلكيون GRB أضخم من الحد الكوني 1.2 بحوالي 5 مرات، وهي نتيجة شاذه قياسا لهذا المعيار، وفي سنة 2013 اكتشف الفلكيون هيكلا كونيا أخر يصل قطره إلى حوالي 10 مليارات سنة ضوئية، وهي بذلك تتحدى الحدود النظرية لأضخم الهياكل المادية في الكون.
والسؤال المطروح بقوة الآن وهو ما الذي شكل حلقات GRB الضخمة في الكون؟ يعتقد علماء الفلك أنها عبارة عن تجمع لعدد كبير من المجرات مترابطة مع بعضها البعض على شكل شبكة ضخمة، ومحيطة بالمادة المظلمة من جميع جوانبها، وتوجد فيها ثقوب على شكل فراغات، وهي مناطق شبه فارغة من المادة في الكون، ويطلق على أضخم الفراغات مساحة في الكون اسم “الفراغات الفائقة” super-voids.
ولكن ألا يقزم هذا الهيكل الجديد الفراغات الفائقة؟
إذا كان اكتشاف الفلكيون لهذا المكون الطبيعي صحيحا، فإن اكتشاف هذا الهيكل يتناقض مع النماذج الرياضية ويشكل مفاجأة كبيرة في وجود هيكل طبيعي بهذه الضخامة، ومع ذلك فالعلماء لا يفهمون كيف جاء وتشكل هذا الهيكل المادي الضخم حتى يومنا هذا.