لم أُذْنْب ..فمِمَّ أتوب !!
تاريخ النشر: 20/04/16 | 18:00لا أعتقد أني أذنبت .. بل مضى وقت طويل على توبتي و منذ ذلك الوقت .. لم أستغفر الله ..
لم أتضرع إليه .. لم أنطرح مكسورة بين يديه …
لم أسأل الله أن يتوب علي منذ ذلك الوقت … !!
أين تلك الكلمات التي كانت تلين القلب و تقرب العبد” اللهم اغفر لي و تب علي .. إنك أنت التواب الرحيم ”
كيف ننساها بل نتناساها .. و نحن عباده الخطاؤون المذنبون !!
نخطئ .. نذنب .. نسيئ .. . العيب أن نبقى على ما نحن عليه
والأسوء أن نظن أننا لا و لم نذنب قط .. و كأننا احتقرنا ذنوبنا و استصغرناها
وكأن التوبة باب ندخله مرة في العمر ثم لا نعاوده … و لا نراوده
ألم تسمعي قول رسول الله صلى الله عليه وسلم 🙁 والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم )
ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم:(إياكم ومحقرات الذنوب، كقوم نزلوا بطن واد فجاء ذا بعود وجاء ذا بعود حتى أنضجوا خبزهم،
وإن محقرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها تهلكه)رواه أحمد
فما بالنا نعدد الحسنات و نتذكرها و لا ننساها أبدا .. و نحمد الله سبحانه ليل نهار أن وفقنا لعملها
نتذكر على من تصدقنا .. و كم أعطيبنا و أنفقنا و متى صمنا و صلينا و دعونا ..
وبالمقابل نتهاون بذنوبنا .. لا نحصيها و لا نحاسب أنفسنا عليها !
ولا نتوب لله تعالى منها .. و هكذا نحن نسير الى ما شاء الله لنا من أجل ..
نحن نذنب .. نخطئ .. قد ننتبه و ندرك و قد لا نحس و لا نشعر
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: قال الله تبارك وتعالى:(يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي،يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي،يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة) .رواه الترمذي
ما أحلمك يا الله بعبادك العاصين المذنبين … ما ارحمك يا رب بعبادك التائبين المستغفرين
يدعونا ربنا للتوبة و الاستغفار .. فحي على تلبية النداء يا غاليات
أختي العزيزة .. نبي الرحمة صلوات ربي و سلامه عليهكان يستغفر الله مائة مرة أو أكثر من سبعين
فلم لا تستغفرينه سبحانه
لنجعل التوبة سارية على ألسنتنا ما تعاقب الليل و النهار .. و لنجعل الاستغفار ملاذ قلوبنا و سقيا أرواحنا ..
في ذهابنا و إيابنا في مجالسنا و أحاديثنا .. عند نومنا و حين يقظتنا
لنطهر أنفسنا .. لنغرس في أرواحنا بذور النقاء و الصفاء
لنقبل على الله في كل حين .. لا ننتظر وقوع خطئ كبير او ذنب عظيم لنستفيق
وفي الصحيحين عن ابي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(أذنب عبد ذنبا فقال اللهم اغفر لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب، ثم عاد فأذنب فقال: أي رب اغفر لي ذنبي،
فقال تبارك وتعالى: عبدي أذنب ذنبا فعلم أن له ربا
يغفر الذنب ويأخذ بالذنب، ثم عاد فأذنب فقال: أي رب اغفر لي ذنبي،
فقال تبارك وتعالى أذنب عبدي ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب
اعمل ما شئت فقد غفرت لك)متفق عليه
والمعنى أنك ما دمت على هذ الحال كلما أذنبت استغفرت من ذنبك، قال بعض الصالحين:
“من لم يكن ثمرة استغفاره تصحيح توبته فهو كاذب في استغفاره”،
وكان بعضهم يقول: “استغفارنا هذا يحتاج إلى استغفار كثير”