شعائر خطبة الجمعة من كفرقرع بعنوان الحج دروس وعِبر

تاريخ النشر: 01/10/13 | 7:23

بحضور حشد غفير من أهالي كفرقرع والمنطقة؛ أقيمت شعائر خطبة وصلاة الجمعة من مسجد عمر بن الخطاب في كفرقرع؛ حيث كان خطيب هذا اليوم فضيلة الشيخ أ.عبد الكريم مصري آل أبو نعسه، رئيس الحركة الإسلامية في كفرقرع، هذا وأم في جموع المصلين، فضيلة الشيخ صابر زرعيني، إمام مسجد عمر بن الخطاب.

حيث تمحورت الخطبة حول: لقد مكث إبراهيم – عليه السلام – يدعو ربه أن يرزقه الولد الصالح طوال حياته..فلطالما اشتاقت نفسه إلى هذا الولد فيداعبه ويلاعبه ويضاحكه ويستعين به على تبليغ رسالة ربه ويكون براً به عند كبر سنه وظل هكذا يدعو: ((رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ)) واستمر في الدعاء وقد بلغ به العمر عتيا وكبر سنه ورق عظمه فاستجاب الله له ورزقه بغلام حليم ثم أنعم الله عليه بعد فترة من الزمن بغلام آخر عندها قال: ((الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ)).".

وتابع الشيخ قائلاً:" عباد الله: إنه لدرسٌ عظيم نتعلمه من دروس الحج ومن هذه الحادثة وإن أعظم هذه الدروس قضية التوكل والإعتماد على الله والثقة به وما أحوجنا إلى هذه العقيدة في زمنٍ ضعف فيه الإيمان وتبدلت فيه القيم وكثرت فيه الأمراض الإجتماعية والنفسية كالقلق والاضطراب والخوف من المجهول ومن فوات الرزق وتسلط العدو، بل وارتكبت كثير من المحرمات بسبب ضعف عقيدة التوكل على الله وظهر اليأس عند كثير من الناس وضعف الأمل وقل التفاؤل فقد كثر المتوكلون على الملوك والأمراء والوجهاء و الوزراء في قضاء حوائجهم، وكثر المتوكلون على الأطباء في شفاء مرضاهم، كما كثر المتوكلون على الموتى والأولياء في تلبية مطالبهم ورغباتهم، كما يحصل من عباد القبور في طول العالم الإسلامي وعرضه وكثر المتوكلون على حنكتهم وذكائهم وأموالهم، والله – سبحانه وتعالى – يقول: ((وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً))؛ ويقول – تعالى:((وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ)).

بل إن الله – تعالى – جعل التوكل شرطاً لصحة الإيمان، فقال – سبحانه: ((وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)). وفي الترمذي عن عمر – رضي الله عنه – مرفوعاً: ((لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصاً، وتروح بطاناً). ومعنى " خماصاً " أي فارغة البطون..".

أخي الحاج: إن أعظم ما في تلك الأيام المباركة يوم عرفة، ذلك اليوم الذي ينتظره الصالحون وقد أعدُّوا السؤال واستحضروا الحاجات، فيسألون ربهم تعالى خير الدنيا والآخرة، قال صلى الله عليه وسلم: (خير الدعاء دعاء يوم عرفة).

أخي الحاج: وأنت تقف بتلك الربوع الطاهرة لا بد أن أذكرك ببعض آداب الدعاء لعل الله تعالى أن يرحم ضعفك وأنت بين يديه، فعليك أخي الحاج أولاً: أن تقبل على الله خاشعاً متضرعاً راغباً راهباً:((إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ)). ثانياً: استقبال القبلة. ثالثاً: وهو قبل دعائك: تمجيد الله تعالى والثناء عليه بما هو أهله ثم الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم ثم تدعو. رابعاً: الإقرار بالذنب والاعتراف بالخطيئة. خامساً: الدعاء ثلاثاً. سادساً: رفع الأيادي وهو دليل المسكنة والتضرع، فعن سلمان الفارسي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إن ربكم تبارك وتعالى حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفراً خائبتين).

ولكن أخي الحاج: هنالك زاد لابد لك منه، وإن لم تتزود به ذهب حجك باطلاً، أتدري ما هو هذا الزاد؟ إنه:(التقوى). فلا خير في حج يخلطه صاحبه بالمعاصي، فإنها أيام الطاعات وأسواق التقوى، فالذي يعصي الله فيها هو الخاسر عاجلاً وآجلاً. قال تعالى: ((الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ))..".

للمزيد شاهد الفيديو الكامل للخطبة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة