إركب معنا في سفينة التوحيد لله

تاريخ النشر: 16/04/16 | 6:45

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.. وبعد:
أما الأول: فقد جلس إليَّ مهموماً مغموماً.. ثم قال:يا شيخ.. مللت من الغربة..
فقلت: عسى الله أن يعجل رجوعك إلى أهلك وبلدك..فاستعبر وبكى.. ثم قال: أما ولله يا شيخ لو عرفت بقدر شوقي إليهم وقدر شوقهم إليَّ..
هل تصدق يا شيخ أن أمي قد سافرت أكثر من أربعمائة ميل لتدعو لي عند ضريح قبر الشيخ فلان.. وتسأله أن يردني إليها..!! فهو رجل مبارك تقبل منه الدعوات.. ويقضيالكربات.. ويسمع دعاء الداعين.. حتى بعد موته..!!

أما الثاني:
فقد حدثني شيخنا العلامة عبد الله بن جبرين رحمه الله.. قال:
كنت على صعيد عرفات.. والناس في بكاء ودعوات.. قد لفوا أجسادهم بالإحرام.. ورفعوا أكفهم إلى الملك العلام..
وبينما نحن في خشوعنا وخضوعنا.. نستنزل الرحمات من السماء..
لفت نظري شيخ كبير.. قد رق عظمه.. وضعف جسده.. وانحنى ظهره.. وهو يردد: يا شيخ فلان.. أسألك أن تكشف كربتي.. اشفع لي.. وارحمني.. ويبكي وينتحب..
فانتفض جسدي.. واقشعرّ جلدي.. وصحت به: اتق الله.. كيف تدعو غير الله !! وتطلب الحاجات من غير الله !! الجيلاني عبدٌ مملوكٌ.. لا يسمعك ولا يجيبك.. ادعُ الله وحده لا شريك له ..
فالتفت إليَّ ثم قال: إليك عني يا عجوز.. أنت ما تعرف قدر الشيخ فلان عند الله !!.. أنا أؤمن يقيناً أنه ما تنزل قطرة من السماء.. ولا تنبت حبة من الأرض إلا بإذن هذا الشيخ..
فلما قال ذلك.. قلت له: تعالى الله.. ماذا أبقيت لله..
فلما سمع مني ذلك.. ولاني ظهره ومضى..
وأما الثالث.. والرابع.. والخامس.. فأخبارهم فيما بين يديك من أوراق..
فسبحان الله.. أين هؤلاء اللاجئين إلى غير مولاهم.. الطالبين حاجاتهم من موتاهم..
المتجهين بكرباتهم إلى عظام باليات.. وأجساد جامدات.. أينهم عن الله..!! الملك الحق المبين !! الذي يرى حركات الجنين.. ويسمع دعاء المكروبين.. ولا يرضى أن يدعوا عباده سواه..
فابكِ إن شئت على حال الأمة.. وقلب طرفك في بلاد الإسلام.. لترى أضرحة ومقامات.. وقبوراً ورفات.. صارت هي الملجأ عند الملمات.. والمفزع عند الكربات..
نشأ عليها الصغير.. وشاب عليها الكبير..
فهذه كلمات لهم وهمسات.. وأحاديث ونداءات.. بل هي صرخات وصيحات.. وابتهالات ودعوات.. للغارقين والغارقات..
الذين تلاطمت بهم الأمواج.. وضلوا في الفجاج..
حتى تخلفوا عن سفينة النجاة.. وماتوا وهم مشركون.. وهم يحسبون أنهم مسلمون..
إنها سفينة التوحيد.. التي هي كسفينة نوح.. من ركبها نجا ومن تخلف عنها هلك..
وكم رأينا في بلاد الإسلام.. من أقارب وإخوان.. وجيران وخلان.. ضلَّ سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً..

لو تأملت أخيتي هذا المقال ؟؟
سبحان فعلا نحن في زمن كثرت فيه الفتن والطوائف والملل التي تدّعي الإسلام وماهي من الإسلام بصلة أبدا
فما رأته عيني وسمعته أذناي من كلمات تئن منها القلوب الحيّة المحبة لله ورسوله
فذاك يقول أن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يحقق كامل العدالة ؟؟ لاإله إلا الله
ومنهم من يستغيث ويطلب العون من مخلوق ليس له حول ولاقوة كما ذكر الشيخ في المقال الفائت ؟؟
سبحان أي عقول هذه وأي طائفة وبعد كل هذا تقول أنها مسلمة
الإسلام براء مماقالوا ويقولون إلى يوم الدين
تذكرت أثناء كتابتي الآن قول الرسول عليه الصلاة والسلام ” لئن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم ”
هل نحن مقصرون ؟
أم هم المتكبرون المدبرون ؟

بقلم الشيخ : محمد العريفي

100

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة