تحريض وفبركة معلومات لتأجيج الأوضاع بالأقصى

تاريخ النشر: 31/03/16 | 12:34

في فضيحة جديدة للإعلام الإسرائيلي تُبيّن فيه علاقته الوثيقة مع أجهزة المخابرات، واستعداده لتزييف الحقائق لخدمة أجندتها الأمنية والتحريض على الفلسطينيين ومقدساتهم، نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت صباح الأربعاء 30 آذار/مارس تقريرا صحفيا عن فيلم “تحت الأقصى” بعنوان “الفيلم الذي يهدد بإشعال القدس”، وأرفقت معه صورا ومعلومات مفبركة ادعت أنها مأخوذة من الفيلم، متهمة إياه بالتحريض وتأجيج الأوضاع في القدس.
وقد شنت مواقع إسرائيلية عديدة إلى جانب موقع “واينت”، منذ الصباح، حملة تحريض “منسّقة” على فيلم “تحت الأقصى”، الذي يكشف عن الحفريات الإسرائيلية التي تجري أسفل المسجد الأقصى. وزعمت أنه يهدف إلى إشعال الأحداث في مدينة القدس مع اقتراب فترة الأعياد اليهودية التي يشهد فيها المسجد الأقصى اقتحامات يهودية مكثفة، رغم أن الفيلم لم يتطرق إلى هذا الجانب أو يلمح إليه بأي شكل كان.
لكن الفضيحة التي تضع علامات استفهام كبيرة عن نوايا صحيفة يديعوت أحرونوت والمصدر الذي زوّدها بالصور والمعلومات، هي إرفاق الصحيفة لصورة يهودا غليك أثناء اقتحامه المسجد الأقصى مؤخرا وقد أحيط رأسه بدائرة حمراء – في إشارة إلى استهدافه -، مدّعية أن الصورة مأخوذة من الفيلم وتستهدف غليك للتحريض عليه.
فيلم “تحت الأقصى” الذي يكشف في 17 دقيقة عن الحفريات التي تجري أسفل المسجد الأقصى وتعرّض أساساته لخطر الانهيار، لم تظهر فيه أي صورة أو مشهد ليهودا غليك، كما لم يتم ذكر اسمه أو الإشارة إليه خلال الفيلم، عدا عن أنه لم تكن هناك أي دعوة للتحريض، وإنما جرى توثيق للحفريات أسفل المسجد الأقصى وإرفاق تعقيب من عالم الأثار اليهودي جدعون سليماني، الذي أكد على خطورة هذه الحفريات وأهدافها الغامضة غير المتعلقة بأي جانب ديني أو تاريخي.
لماذا إذن اختارت الصحيفة استخدام هذه الصورة المفبركة والمعلومات الكاذبة وكأنها مأخوذة عن الفيلم؟ وما هو مصدرها؟
توجهنا إلى صحيفة يديعوت أحرونوت للاستفسار حول الموضوع، ووقفنا أمام حالة من الاضطراب والبلبلة. فقد أكدت موظفة في قسم التصميم أنها أرفقت صورة للشيخ رائد صلاح – الذي كان له دور في الفيلم -، وأعربت عن حيرتها من كيفية وصول صورة غليك وإرفاقها بالتقرير.
بينما اكتفت إدارة الصحيفة بالإجابة على أنه حصل خطأ في التحرير! وأن الصورة أُرفقت بالخطأ في التقرير وهي غير متعلقة بالفيلم المشار إليه.
أما مراسل صحيفة يديعوت أحرونوت إليؤور ليفي الذي أعد التقرير، فقد بدا عليه الارتباك والتلعثم في رده حين استفسرنا عن مصدر الصورة والمعلومات المرفقة بالتقرير، وحاول التنصل من الإجابة. وأمام تكرار السؤال عن مصدر الصورة والهدف منها، ما كان منه إلا أن طرق الهاتف بعد إجابته بعصبية: “حسنا كذبت، سجل أنني كاذب”.
نحن نعلم أن ليفي كاذب ولا شك في ذلك، كما العديد من المراسلين والصحفيين الإسرائيليين الذين أثبتوا اليوم أنهم لا يمثلون أكثر من مجرد أداة تحركها أذرع المخابرات لخدمة أجنداتها الأمنية. لكن نشر هذه المعلومات في هذا التوقيت يشير إلى احتمالين مركزيين يهدف إليهما المصدر الذي يقف خلف نشر التقرير في العديد من وسائل الإعلام العبرية.
الاحتمال الأول هو استهداف الجهة التي انتجت الفيلم والتحريض عليها، بعد أن نجحت في كشف وإثبات ما يحاول الاحتلال إخفاؤه تحت الأرض لعشرات السنين.
أما الهدف الثاني فهو ذاته ما تدعي الصحيفة والشرطة الإسرائيلية تحذيرها منه؛ وهو إشعال الأحداث في مدينة القدس والسعي إلى مزيد من التصعيد لتنفيذ مآرب عنصرية في المسجد الأقصى ومدينة القدس، وبالتالي توجيه أصابع الاتهام إلى الفلسطينيين في ذلك، كما جرى في عدة حالات مشابهة في الفترة الماضية.
بدورها اعتبرت شركة “انتاج نت” التي أنتجت فيلم “تحت الأقصى”، أن موجة التحريض هذه تدل على المأزق الذي وصلت إليه السلطات الإسرائيلية، وفشلها في الامتحان الديمقراطي في التعامل مع الجهات الإعلامية التي لا تتماهى مع أفكارها وسياساتها العنصرية.
وأكدت “إنتاج نت” على التزامها بالجانب المهني والمسؤول في أدائها الإعلامي، كما نوّهت عن نيتها بمقاضاة وسائل الإعلام الإسرائيلية التي قامت بنشر أخبارًا كاذبة عن فيلم “تحت الأقصى” وفبركة الصور وتشويه لما ورد فيه من معلومات.

كيوبرس

222

1

3

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة