أبي

حَرَثَ الزّمانُ

تَجاعيدَ وَجهِ أَبِي

وأَسْكَنَ فِيْ جَبينِهِ

كآبةً خرساء

كانَ أَبِي لا يُرضع بَسْمَتَهُ

إلا لأختي الصغيرة

عاشَ أبي في سلامٍ

مَعَ الناسِ

وفي حربٍ مع بيت مَعدِتِهِ

وكانَ إذا جاعَ يَعُض

على بَطنِهِ بًحَجَر

وكانَ يَصنعُ لنا الزاد

من الصخر

وإذا ظلمهُ أحد

لم يَرْمِِ بِلسانِهِ

الى الكلاب الشاردة

لم يَحْنِ أبي قامَتَهُ

إلا لصلاةٍ

ولم يُساوم على دماغهِ

بعرضٍ من الدنيا

وكانَ أبي لا يشترِ لنا الحلوى

ثَمَنَ عرقَ جبينهِ

لكنه كان يَشْتري لنا

رغيفَ خبزٍ ..كوفيّة .. و كتاب

فخري هواش