النقد البناء والمدح الرياضي الهدام

تاريخ النشر: 27/03/16 | 19:40

يقول الشافعي رحمه الله ” رحم الله رجلاً اهداني عيوبي ” ويقول اخرون عندما يكثر المدّاحون تكثر العيوب والنواقص ” في حالتنا المجتمعية الفلسطينية اضحينا ننفر من النقد بكل اشكاله سواء السياسي او الاقتصادي حتى وصلنا الشق الرياضي الذي من المفترض ان تحرّك به بحرية وشفافية مطلقة , والتي اصبحت تحيط به هالة من المجاملات والكلمات السطحية المعسولة والتي لا ترتقي الى المضمون والعمق الرياضي الذي يتكسر امام كل مواجهة ضمن المنافسات الكروية , الغرابة التي وصلنا اليها اننا فقدنا النقد البنّاء الذي يحلل الوقائع بموضوعية واسلوب منطقي بعيداً عن العشوائية والغوغائية المرفوضة اصلا بقاموسنا الفلسطيني , لا زلت اذكر محاضرة لاحد السياسيين او جملته التي وصف بها حالة فلسطينية معينة في فترة ما ” قال :التقدم افضل من الاستقرار الذي هو افضل من التأخر ” اذا اعتقد البعض ان النقد الرياضي, هو اضرار وصمة عار بحالتنا الرياضية التي نفرح لتقدمها ونحزن لتاخرها , هذا معناه ان وضعنا الثقافي الرياضي بخطر ولا بدعلاجه من الجذور قبل التغلغل اكثر في وسطنا الرياضي و يصبح تصنيفه ضمن الاولويات المتقدمة ,ويعتقد البعض ان غياب النقد البناء اضر كثيراً ببنية بعض الاندية التي كانت لها اليد الطولى بمحتلف المنافسات الرياضية وخاصة الكروية , وهذه الاندية تترنح وتتقهقر للخلف بطريقة سريعة كالعربة التي تنفلت من عقالها , ولا اريد ذكر الامثلة لا ن ذلك سيولد مشاعر الطفولة لدى من يديرون الاوساط الرياضية , وتتغلب افكاري او ذكرياتي على عاطفتي الصادقة والوفية لاندية تعلقت بها وتابعتها اعلاميا ورياضياً ,كانت تتنافس على المراكز الاولى في دوري كرة القدم والطائرة والسلة والان ليس لها أي صولات ولا جولات ولا يذكرها القاموس الاعلامي الا في بعض النشاطات السنوية الهامشية هنا وهناك ,الى هنا نقول لا تتورعوا عن النقد البناء ولا تتركوه من اجل ارضاء الاشخاص بل تمسكوا به من اجل البلد ورفعة الوطن , واياكم من المدح الزائف الذي لا طائل منه . فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم ” حثوا بوجه المدّاحين التراب “دمتم بخير .

بقلم: رضوان علي مرار/ أريحا

99

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة