إكتشاف أبعد كوكب قزم في المجموعة الشمسية

تاريخ النشر: 29/03/16 | 0:00

اكتشف الفلكيون جرما سماويا جديدا في المجموعة الشمسية يعتقد أنه ابعد جرم سماوي معروف في المجموعة الشمسية حتى الآن.
الجرم السماوي الجديد يحمل الرمز V774104 تمهيدا لإطلاق اسم جديد مناسب له من قبل الاتحاد الفلكي الدولي في المستقبل، يبعد عن الشمس حوالي 9.5 مليار ميلا عن الشمس، أي انه أبعد من بلوتو Pluto بمرتين إلى ثلاث مرات، وقطره اقل بقليل من نصف قطر كوكب بلوتو، ويعتقد أن يكون مداره حول الشمس مفلطحا جدا مثل مدار بلوتو لكن لا تزال هذه المعلومات عن المدار غير مؤكدة.
وقال الفلكي “سكوت شيبارد” Scott Sheppard من معهد كارنجي للعلوم وأحد المشاركين باكتشاف الكوكب القزم الجديد في تصريح لموقع Space.com أن المعلومات عن الكوكب الجديد لا تزال محدودة لان الاكتشاف كان قبل قترة بسيطة فقط ولم يتمكن العلماء من دراسته بشكل موسع حتى الآن، لكن الظاهر أننا رصدنا ابعد كوكب قزم في المجموعة الشمسية بعد بلوتو وهو موجود في منطقة باردة حيث توجد المادة الأولية التي تكونت منها المجموعة الشمسية.
وكان الفلكي شيبارد قد أعلن عن هذا الاكتشاف في اجتماع قسم علوم الكواكب السيارة في الجمعية الفلكية الملكية يوم الثلاثاء 10 نوفمبر 2015 حيث قال انهم تمكنوا من اكتشاف كوكب قزم مثل بلوتو لكنه الجرم الأبعد في المجموعة الشمسية حتى الآن، بواسطة مرصد “جيميني” Gemini Observatory في جزر الهاواي بمساعدة الفلكي في مرصد جيميني “شادويك تروجي للو ” Chadwick Trujillo والفلكي “ديف ثولين” Dave Tholen من جامعة هاواي.
وأضاف الفلكي شيبارد في تصريحه الصحفي انهم يبحثون عن الأجرام السماوية التي تقع خارج مدار بلوتو وفي حزام كويبر Kuiper Belt وهذه الأجرام شديدة البرودة وخافتة ونادرة، وعادة ما يستخدم الباحثون التلسكوب “سوبارو” Subaru Telescope في جزر الهاواي الذي يجمع أكبر كمية من الضوء خلال فترة زمنية قصيرة، ويمكنه أيضا مسح مناطق واسعة في السماء بسرعة كبيرة، لذلك فهو الأفضل للبحث عن هذه الأجرام السماوية الخافتة.
إن الأجرام السماوية الخافتة والباردة والصغيرة التي تدور حول الشمس في مدارات ابعد عن كوكب الأرض ومن ضمنها الكوكب القزم بلوتو تنتمي إلى “حزام كويبر” ويبعد بلوتو عن الشمس حوالي 3.67 مليار ميلا عن الشمس، ويستخدم الفلكيون وحدة قياس خاصة في المجموعة الشمسية تسمى “الوحدة الفلكية” astronomical units وتختصر بالرمز (AU) وهي معدل المسافة بين الأرض والشمس أي 93 مليون ميل (149.5 مليون كيلومترا) ونلاحظ أن كوكب نبتون يبعد عن الشمس 30.1 وحدة فلكية، ويبعد مدار بلوتو عن الشمس ما بين 29 إلى 49 وحدة فلكية.
وإذا كانت القياسات للكوكب القزم الجديد V774104 صحيحة فأنه يبعد عن الشمس 103 وحدة فلكية، وهذه المسافة البعيدة جدا تعني انه ينتمي إلى “سحابة أورت” الداخلية Inner Oort Cloud المكونة من عدد كبير من الأجرام الصخرية الجليدية تلف حول المجموعة الشمسية، ويدور الكوكب القزم “إيرس” Eris حول الشمس داخل سحابة أورت الداخلية، على مسافة تتراوح ما بين 37 إلى 97 وحدة فلكية، أما الكوكب القزم “سيدنا” Sedna الذي اكتشف سنة 2003م فله مدار مفلطح جدا يتراوح ما بين 76 إلى 940 وحدة فلكية، وفي العام الماضي اكتشف شيبارد وتروجي للو كوكبا قزما اطلق عليه الرمز 2012 VP113 الذي يدور حول الشمس في مسافة تتراوح ما بين 80 إلى 458 وحدة فلكية.
وقال شيبارد أن هنالك مذنبات ذات المدارات طويلة الأجل long-period comets التي تتولد في سحابة أورت تبعد عن الشمس ما بين 5000 إلى 100 ألف وحدة فلكية، لذلك يمكن اعتبار هذه المذنبات بانها ابعد الأجرام السماوية في المجموعة الشمسية، وذلك على الرغم من أن هذه المذنبات لا تبقى معظم حياتها في تلك المناطق الخارجية، لذلك ليس من الممكن أن نقارن هذه المذنبات بالكواكب القزمة التي تحافظ على وجودها في مكانها.
كما أن سيدنا وVP113 هما الكوكبان القزمان الوحيدان اللذان يمكن مقارنتهما بالكواكب الكبيرة، على الرغم من مدارهما المفلطح جدا حول الشمس، وهي كواكب مهمة جدا لان مداراتها في المجموعة الشمسية ليست مضطربة أو مشوشة، كما انه من المستبعد أن تكون هذه الكواكب قد تشكلت في نفس منطقة مدارها حول الشمس، وكأن هنالك شيء دفعهم من مكانهم الأصلي إلى هذه المناطق.
هذه النتائج هي من دفعت الفلكي شيبرد وزملاءه إلى البحث عن الأجرام السماوية الصغيرة في حافة النظام الشمسي، وهي أجسام تحمل صفات المادة الأولى التي نشأت منها المجموعة الشمسية قبل حوالي 4.6 بليون سنة، وبناء على هذه المعلومات يسعى شيبارد لوضع نظرية جديدة حول نشوء المجموعة الشمسية تقول إن الشمس ولدت في بيئة نجمية كثيفة للغاية حيث كانت نجوم أخرى تتشكل حولها، وقوة سحب الجاذبية لهذه النجوم عملت على خلق اضطراب وتشويش في مدار بعض الكواكب القزمة مثل سيدنا وغيره.
كما يعتقد الباحثون أيضا وجود جسم ضخم غير معروف خارج مدار كوكب بلوتو يؤثر بجاذبيته على الأجسام في سحابة أورت ليحدث اضطراب في الأجرام فيها فتغير من مدارها وتخرج منها إلى مدارات أخرى بعيدا عنها، كما أن حجم بعض الأجرام في سحابة أورت مثل حجم كوكب المريخ، وهذا ما يجعلها خافتة جدا يصعب رصدها.

14

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة