رصد إصطدام فلكي غريب الأطوار

تاريخ النشر: 26/03/16 | 7:08

رصد الفلكيون بقايا اصطداما كونيا غريب الأطوار وقع قبل حوالي 360 مليون عام، بتفاصيل مدهشة بواسطة الصور التي التقطت بواسطة التلسكوب العملاق “إيزو” ESO’s Very Large Telescope التابع لمرصد بارانال الفلكي Paranal Observatory، وكشفت هذه الصور انه من بين بقايا الاصطدام مجرة قزمة صغيرة السن young dwarf galaxy والتي تعتبر عينة ممتازة لعلماء الفلك في التعرف على المجرات المشابهة التي ولدت في المراحل المبكرة من عمر الكون، والتي عادة ما تكون باهتة جدا لبعدها في الكون حيث لا تستطيع مراصدنا الفلكية العادية اكتشافها.
ظهرت المجرة القزمة الصغيرة السن التي تحمل الرمز NGC 5291 في الصورة محاطة بالضباب على شكل بيضاوي بلون ذهبي في وسط الصورة، وتقع في كوكبة “قنطورس” Centaurus (The Centaur) على مسافة 200 مليون سنة ضوئية من الأرض، ومنذ أكثر من 360 مليون سنة، تعرضت المجرة NGC 5291 لاصطدام عنيف مع مجرة أخرى والتحمت معها وتركزت في نواتها، ونتيجة لهذا الاصطدام الكوني العنيف تم طرد كميات ضخمة من الغازات والأتربة إلى الفضاء المحيط بها، ثم اندمجت مع بعضها بعد ذلك لتتشكل الحلقة المضيئة حولها.
ومع مرور الزمن تجمعت هذه الغازات والأتربة على بعضها لتتشكل بعد ذلك النجوم والمجرات القزمة، وتكشف المناطق الزرقاء والبيضاء الشاحبة في الصورة المنتشرة في كافة أنحاء المجرة NGC 5291 التي انتتجت بواسطة معدات خاصة تسمى FORS على متن التلسكوب، وجود مادة ضخمة عالية الكثافة واللمعان تظهر يمين المجرة والتي تشكل احدى المجرات القزمة التي تحمل الرمز NGC 5291N.
أن مجرتنا درب التبانة مثل معظم المجرات الكبيرة في الكون التي يعتقد أنها تكونت من خلال التحام المجرات القزمة في المراحل الأولى من عمر الكون، ولكن هذه المجرات القزمة وإذا ما كانت قد نجت من الالتحام حتى يومنا هذا إلا أن نجومها عادة ما تكون قديمة جدا.
لكن على ما يبدو فأن النجوم في المجرة القزمة NGC 5291 ليست قديمة، فقد أشارت التحاليل الطيفية أن الأطراف الخارجية للمجرة تترافق عادة مع وجود النجوم الحديثة، لكنها للأسف لا تتوافق مع النماذج النظرية الحديثة، ويعتقد العلماء أنها ربما ناتجة عن اصطدام هائل بين الغازات في المنطقة.
ولا تبدوا المجرة NGC 5291N مجرة قزمة نموذجية عادية، ولكنها تتوافق مع هياكل المجرات التي تكونت في المراحل المبكرة من عمر الكون، وهذا يجعلها نظاما فريدا ونادرا للمجرات القديمة في الكون الحالي، وهي بمثابة عينة في مختبر لدراسة المجرات الغنية بالغاز التي ولدت في وقت مبكر من الكون، وهي عادة ما تكون باهتة جدا وبعيدة في أعماق الكون بحيث لا يمكن لمراصدنا الفلكية الضخمة الحالية رؤيتها ورصدها.
وقد سبق أن تم رصد هذا النظام بواسطة العديد من المراصد الفلكية الأرضية، منها تلسكوب “إيوس” ESO’s 3.6-metre telescope التابع لمرصد “لاسيلا” La Silla Observatory لكنها لم تتمكن من رؤية التفاصيل الدقيقة، لذلك يأمل العلماء التعرف أكثر على هذا النظام المجري الغريب في المستقبل حيث سيتم بناء مراصد ضخمة مثل “مرصد إيزو الأوروبي الضخم” ESO’s European Extremely Large Telescope (E-ELT) إن شاء الله.

12

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة