مجرة إهليلجيه عملاقة في حالة السكون تؤوي سر مظلم

تاريخ النشر: 27/03/16 | 0:06

على مسافة تقدر بحوالي 300 مليون سنة ضوئية من الأرض، توجد مجرة إهليلجيه عملاقة giant elliptical galaxy تحمل الرقم التصنيفي NGC 4889 تقع ضمن عنقود يسمى الذؤابة أو (ضفيرة برنيس) Coma Cluster وهي أضخم مجرة إهليلجيه في العنقود الذي يتكون من حوالي 100 مجرة إهليلجيه، وهذه المجرة تعتبر من المصادر الراديوية القوية في السماء، ويوجد في مركز المجرة ثقب اسود عملاق supermassive black hole وفقا للسجلات الفلكية الحديثة.
يعتقد الفلكيون أن كتلة الثقب الأسود في مركز المجرة أكبر من كتلة الشمس بحوالي 21 بليون مرة، ويبلغ قطر “أفق الحدث” event horizon وهي المنطقة المحيطة بالثقب الأسود التي إذا دخلها الضوء لا يمكنه الإفلات منها بسبب جاذبية الثقب الأسود الهائلة ونفس الحال سيحدث مع الإشعاع والمادة حوالي 130 بليون كيلومترا وهي مسافة تقدر بحوالي 15 مرة اكبر من مدار كوكب نبتون حول الشمس في المجموعة الشمسية، وللمقارنة فان كتلة الثقب الأسود الموجود في مركز مجرتنا درب التبانة اكبر من كتلة الشمس بحوالي 4 ملايين مرة، بينما يقدر قطر أفق الحدث المحيط به بحوالي خمس مدار كوكب عطارد اقرب الكواكب السيارة من الشمس.
يعتقد العلماء أن الثقب الأسود العملاق في مركز المجرة الإهليجية العملاقة NGC 4889 الذي كان يلتهم الغبار والنجوم قد توقف حاليا عن ابتلاع الغبار والنجوم، وهو الآن يمر في مرحلة هدوء وسكون تام، والبيئة في مركز المجرة حاليا هادئة حتى أن النجوم التي تولد حديثا من الغبار المتبقي في المجرة لا تواجه مشاكل في حركتها التي كانت تتأثر بجاذبية الثقب الأسود.
عندما كان الثقب الأسود نشطا في الماضي كان له دور قوي في تسخين القرص الغازي في المجرة، حيث كانت المادة المجرية مثل الغبار والغاز تنسحب نحو الثقب الأسود، ومن ثم تتجمع حول الثقب الأسود مشكلة قرصا ساخنا تصل درجة حرارته إلى ملايين الدرجات المئوية.
وتعمل هذه المادة الحارة على إطلاق النفاثات القوية ذات الطاقة العالية، وخلال فترة نشاطها، فان العلماء صنفوا المجرة NGC 4889 كنجم كوازار quasar أو شبه النجم، لأن القرص المحيط بالثقب الأسود أطلق كمية هائلة من الطاقة تقدر بحوالي الاف المرات أكبر من الطاقة المنبعثة من مجرتنا درب التبانة.
لقد استنزف الثقب الأسود القرص المحيط به بعد أن التهمه بالكامل بشهية كبيرة، ويمر الثقب الأسود الهائل حاليا بفترة قيلولة وينتظر طعاما جديدا من السماء في المستقبل، لذلك يمكن اعتبار الثقب الأسود الضخم الآن نائم بعد الوجبات الكبيرة، وتسمح هذه الفترة للفلكيين بدراسة الكوازارات التي لا زالت مجهولة من حيث كيفية ولادتها والمكان الذي جاءت منه، ويعتقد أنها ولدت في المراحل الأولى من عمر الكون.
بالطبع فانه لا يمكن رصد الثقوب السوداء مباشرة كونها لا تسمح للضوء والإشعاع بالإفلات منها، ولكن يمكن تحديد كتلتها بشكل غير مباشر من خلال قياس سرعة النجوم في دورانها حول مركز المجرة NGC 4889 والتي كشفت عن وجود ثقب اسود ضخم في مركزها.

12

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة