رصد ولادة كواكب سيارة جديدة حول النجوم الثنائية
تاريخ النشر: 12/04/16 | 5:55باستخدام التلسكوب الفلكي الراديوي “ألما” تمكن علماء الفلك من رصد أول كوكب سيار في المراحل المبكرة الأولى من ولادته يدور حول نجم ثنائي في المجرة، من خلال قرص غباري يحيط بالنجم الثنائي، وظهر القرص الغباري على شكل هلال يقترب رأسه كثيرا من النجم الثنائي، وقدم هذا الاكتشاف خلال اجتماع الجمعية الفلكية الأمريكية في واشنطن، ليقدم فكرة جديدة حول إمكانية ولادة كواكب سيارة جديدة حول النجوم الثنائية.
واجه علماء الفلك في ألماضي صعوبة في تفسير كيفية ولادة الكواكب السيارة حول النجوم الثنائية، حيث أن شد جاذبية النجمين من الطرفين التي تشبه عملية شد الحبل سوف تعمل على طرد القرص الغباري إلى الخارج أو يبتلعه النجم نفسه بطريقة عشوائية دون أن تتمكن الكواكب السيارة من الولادة، لكن بعد أن اكتشف الفلكيون هذا القرص الغباري حول النجم الثنائي وولادة كواكب جديدة فقد أثار استغراب علماء الفلك.
وحتى يفهم العلماء كيفية ولادة الكوكب الجديد حول النجم الثنائي، فقد استخدموا التلسكوب الراديوي الملميتر الضخم “ألما” لإلقاء نظرة مفصلة على القرص الغباري حول النجم الثنائي الذي يحمل الرقم HD 142527 الذي يبعد عن الأرض حوالي 450 سنة ضوئية في مجموعة من النجوم الصغيرة والشابة باتجاه مركز المجرة تسمى “العقرب-قنطورس” Scorpius-Centaurus.
يتكون النظام الثنائي HD 142527 من نجمين، النجم الرئيسي فيه كتلته أكبر من ضعفي كتلة الشمس بقليل، وكتلة النجم المرافق أصغر بحوالي 3 مرات من كتلة الشمس، والمسافة الفاصلة بين النجمين حوالي بليون ميل، أي أكثر بقليل من المسافة بين الشمس وكوكب زحل، وكشفت الأرصاد بواسطة تلسكوب ألما تفاصيل غريبة ومفاجئة حول القرص الغباري المحيط به.
منذ فترة طويلة والعلماء يعرفون أن هذا النجم الثنائي عبارة عن إكليلا لاحد الأقراص الغبارية الذي تتشكل منه الكواكب السيارة، بناء على قول الفلكي “اندريه اسيلا” Andrea Isella من جامعة “رايس” Rice University في هيوستن الأمريكية، لكن الصور التي التقطت بواسطة تلسكوب ألما كشف عن ملاحظات مذهلة وغريبة حول العمليات الفيزيائية التي تؤدي إلى ولادة الكواكب السيارة حول النجم الثنائية، وهي التي على الأرجح تنطبق على سائر النجوم الثنائية الأخرى في المجرة.
تتولد الكواكب السيارة من خلال قرص من الغبار الواسع المحيط بالنجوم الشابة، ومع مرور الوقت تتجمع حبيبات الغبار والغاز على بعضها بفعل قوة الجاذبية، لتتجمع بعد ذلك تكتلات أكبر وأكبر، وفي نهاية العملية تتولد الكواكب السيارة والكويكبات الأصغر حجما، ومع أن التفاصيل الدقيقة لهذه العملية لا زالت غير مفهومة حتى الآن، ويأمل العلماء من خلال الدراسات الجديدة من خلال تلسكوب ألما أن يتفهموا هذه التفاصيل حول ولادة الكواكب السيارة في الكون بشكل أفضل.
الصور الحديثة التي التقطها الفلكيون بواسطة تلسكوب ألما عالية الدقة والوضوح واستخدمت فيها تكنولوجيا “أتش دي” HD 142527 والتي كشفت عن وجود حلقة بيضاوية واسعة من الغبار حول النجم الثنائي، ويبدأ القرص من مسافة بعيدة عن مركز النجم بشكل لا يصدق حيث قدرت بحوالي 50 وحدة فلكية أي 50 مرة اكبر من المسافة بين الشمس والأرض، ويتكون القرص الغباري من الغازات بشكل رئيسي وخاصة شكلين من أول أكسيد الكربون وهما CO13 و C180 لكن يكون الغاز نادرا داخل قوس الغبار الذي يمتد إلى مسافة تقدر ثلاثة أضعاف المسافة بين النجمين.
ويعتقد العلماء أن القرص الغباري الذي يشبه الهلال تشكل بفعل القوى الفريدة للجاذبية في النجوم الثنائية، وربما يكون هذا القرص الغباري المفتاح الذي يمكن أن يقودنا للكشف عن حقيقة ولادة الكواكب السيارة فيه، حيث تتراكم الغازات في الخارج بعيدا عن القرص وتتجمد حول الذرات الغبارية، وبسبب تدني درجة الحرارة يتحول الغاز إلى جليد وتتحول من ثم إلى حبيبات من الغبار والجليد، ومن خلال تجمعها على بعضها تتولد الكواكب السيارة.