العنف الأسري

تاريخ النشر: 16/09/13 | 7:15

إن قضية العنف الأسري هي مسؤولية اجتماعية يتحمل كل فرد من افراد المجتمع مسؤولية الحد منها و إيقافها.. فأيا كان موقعك و ايا كان دورك في المجتمع فإن إسهامك في مكافحة هذه الظاهرة السلوكية هو واجب وطني.

إذا كنت على اطلاع أو معرفة بإحدى حالات ضحايا العنف:

قد تكون الضحية إحدى أصدقائك أو معارفك أو زملائك أو طلابك.. مهما كانت الوسيلة التي عرفت بها عن حالة الضحية فإن تبليغك الجهات الأمنية ليس فقط مسؤولية وطنية بل هي أيضا مسؤولية إنسانية محتمة على كل من له ضمير حي .. قد تكون أنت هو خيط الأمل الذي أرادت الضحية دوما أن تجده لتتشبث به فينتشلها الى بر الامان.

تبليغك لن يترتب عليه اي أجراءات امنية بحقك .. حتى لو لم ترغب بالتعريف عن إسمك أو رقمك سيتم التعامل مع اتصالك على أنه من مجهول أو فاعل خير..

من المهم جدا تزويد الجهات الامنية عند الاتصال بمعلومات و عناوين واضحة و أسماء إن امكن ليتم اتخاذ الاجراء المناسب.

إذا كنت من ذوي الضحية:

من المؤسف أن عدد كبير من حالات العنف التي تحدث داخل الأسرة لا يتم التبليغ عنها .. خاصة تلك التي تتعلق بقضايا السفاح ( زنا المحارم) . و يعزى السبب وراء هذا التكتم في معظم الحالات الى الخوف من الفضيحة والعار و كذلك الخوف من فقدان المعيل( العامل الاقتصادي). إن عدم اتخاذ إجراء رادع من قبل ذوي الضحية ( خاصة إذا كانت قاصر) سيقود الجاني الى التمادي. التبليغ سيحد هذا النوع من الجرائم مع التأكيد على ان التعامل مع هذه الحالات يتم بسرية من شانها ان تحفظ للعائلة خصوصيتها و كرامتها.

إذا كنت الضحية:

إن كنت أنت الشخص الذي يخفي معاناته عن الجميع و يعيش بألم وسط مجتمع أقنعه بأن الصمت هو أفضل الحلول، و أن الخوف من الجاني و الناس هو الشعور الأمثل الذي سيفرض عليك أن تبقى أسيرا له طوال العمر. إن كنت أنت الضحية التي أحيطت بحاجز اصطنعه الناس و زعمته التقاليد الرجعية، فاعلم أن هذا ليس إلا حاجزا وهميا . قد يبدو مخيفا في ظاهره لكن سرعان ما سينهار إن أظهرت أمامه قليلا من الشجاعة.. صمتك واستسلامك للجاني لن يزيده إلا تجبرا و قسوة.. لن يحمل الناس شيئا من معاناتك و لن يشعرو بالقهر الذي يعتصرك.

فكر بنفسك بعيدا عن مخاوفك و اعلم أنكك ستكون بين أيدي أمينة حيث سيتم التعامل مع حالتك بسرية وخصوصية.كما سيتم تأمين حماية أمنية كاملة لك و لأسرتك ( إن تطلب الأمر) تضمن لك البقاء بأمان بعيدا عن الجاني و تهديده.

المصداقية في التبليغ:

كن حريصا على أن توصل المعلومة الصحيحة، فإدارة حماية الأسرة ستتعامل مع بلاغك بمنتهى الجدية لذلك لابد من توخي الحذر أثناء نقل المعلومة تجنبا لإزعاج السلطات أو إضاعة وقتها على حساب حالات أخرى حقيقية. إن كان هناك من تسول له نفسه التجني على الآخرين لدوافع شخصية أو غيرها.. فإن الكذب و الافتراء قد يعرضك للمسائلة القانونية.

نحو أسرة خالية من العنف:

الأسرة هي القاعدة الأساسية فالتوعية والإرشاد يجب أن يبدأ منها. إن معظم حالات العنف الأسري تظهر نتيجة عدم الفهم الصحيح للعلاقة الزوجية، وقصور التفاعل و الحوار بين أفراد الأسرة الواحدة مما ينجم عنه اختلاف في الآراء و عدم التوصل الى حلول سوية.

ولا ننسى بأن أطفالنا بحاجة الى وجودنا الدائم معهم و رعايتنا المستمرة، لذلك فمن الضروري:

– تفعيل لغة الحوار بين الزوجين و حل المشاكل بهدوء و تروي.

– بناء جسور الثقة بين الآباء و الابناء مع محاولة التقرب من الأبناء خصوصا في سن المراهقة.

– تعزيز ثقة الطفل بنفسه و تشجيعه على الصدق.

– مراقبة أجساد الأطفال و ملاحظة أي تغير مفاجىء في سلوكهم.و تعليمهم التفريق بين اللمس المسموح و غير المسموح سواء من الأغراب أو الأقارب.

خاتمة:

إن جميع فئات المجتمع في موقع مسؤولية. مع التركيز على الدور الرئيسي للأسرة و كذلك المدرسة و الجامعة. و الجهات الامنية قد وجدت لاتخاذ كافة الإجراءات اللازمة حيال أي قضية يتم التبليغ عنها. و أخيرا فإن تعاون الافراد ووعيهم حتما سيخلق بيئة مثالية صالحة للعيش الكريم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة