البركة في السكان وليس في المكان

مما اغاظني واستفزني، في الأيام الأخيرة، مسابقه عبر مواقع التواصل الأجتماعي لأجمل تصميم بيت …فنقول أن البركة في السكان ،وليس في المكان. للأسف فان الأمر يفوق الذوق واصبحت القشور سيدة الموقف. فكروا باولادكم وعلاقاتكم مع الجيران والاقارب أو فكر بغيرك أخي.
التصاميم الجميلة للبيت لا تجلب السعادة ولا تدخل البهجة لروح أهل الدار بقدر هداة البال والقرش الحلال.
زمن القشور والشقلبة وربما فسق وبتر والله يستر من القادم ربما حرب او سوء حال والله أعلم.
اتقوا الله.هناك الحسد وهناك من لا يملك حد ادنى من ظروف في بيوتهم المستورة.
خير الكلام ما قل ودل، ورأيت من الواجب قول رأينا فيما نشاهده أمام اعيننا من تهافت وتنافس في عرض صور لصالونات البيوت وغرف النوم للفوز في المسابقة.فلنتنافس في عمل الخير في مساعدة من هم بحاجة للقمة عيش او طالب علم.
(واما بنعمة ربك فحدث) .نشكر الله على نعمه ، لكن هناك حدود وذوق وأصول.التباهي في فخامة البيوت وترك ما هو أهم منها فهنا المصيبة.
نعم الله كثيرة ولا تنسى اخي الكريم ، أو بالذات اختي الكريمة ،أيتها الأم المربية الصانعة للأجيال : استثمروا طاقاتكم في البشر وليس في الحجر.ومثلما فخامة المساجد لا تعني تقوى وخشوع المصلين ومدى ايمانهم وصدق صلاتهم كذلك البيوت التي انعم الله بها على عباده ، ومن يدري فقد يأتي يوم فيه نكبة ثانية ،فانظر ما جرى لأهلنا في سوريا ،وأنظر لأهلنا في مخيمات النسيان. أحمد ربك على نعمه ولا تبطر واحذر الحسد وراعي شعور جارك، وابن بلدك وبيته المتواضع المستور ففيه أطفال لديها شعور يا أخي الكريم، يا أختي الكريمة.

محمد غالب يحيى/ محامي