كارلوس ريغيف إخصائي طب الأقدام

“إن القدم ربما يبدو وكأنه جزء بسيط من الجسم ولكنه في الحقيقة معقّد وذو تأثير كبير، ليس في توزيع الضغط على القدم بشكل صحيح فحسب بل في بنية الهيكل العظمي بأكملها”، هكذا يقول كارلوس ريغيف وهو إخصائي طب الأقدام المتخصص في الفرع الجديد لمعهد أفيدور في بين أورين في كاركور. “مشاكل الركبتين، مشاكل الورك، مشاكل العضلات في أسفل الظهر وغيرها تتأثر مباشرة بالوضعية غير الصحيحة للقدم”.
بدءًا بجنود ما قبل مرحلة التجنيد، مرورًا بأبناء الجيل الثالث وانتهاءً بمن يبلغ 40 عامًا وأكثر من عمره الذين يشرعون بممارسة النشاط الرياضي المكثف، وسط كافة الفئات العمرية والسكانية يجب أن يكونوا واعين بشأن القدم وأهميته. “الناس الذين يشرعون بممارسة نشاط رياضي قاسٍ يكتشفون أكثر من مرة أن الأمر مصحوب بحدوث مشاكل بدنية مختلفة يمكن حلها من خلال التشخيص المهني، الإرشاد وملاءمة الضبانات المناسبة”، يقول كرلوس مبتسمًا كالعادة ويقترح علاجًا بسيطًا وسهلاً لمشاكل متكررة وشائعة.

انطلق كارلوس ريغيف وهو من مواليد الأرجنتين وعضو كيتوتس يفعات إلى السوق الحرة مع خصخصة الكيبوتس كعالم اقتصاد متخصص في إدارة الكيبوتسات، وكان يبحث عن مجال آخر. بتوصية من صهره المعالج الفيزيائي وصل إلى مجال مبحث المقاويم. بالتزامن مع مسيرته الدراسية، بدأ كارلوس يشتغل مع شبكة أفيدور التي تُعتبر أكثر وأقدم شبكة في البلاد في مجال الأحذية الطبية وتشخيص القدم.
عندما دعت الحاجة لافتتاح فرع جديد في منطقتنا، وبعد أن أدار فروع في حيفا ورمات يشاي، وبفضل كونه متخصصًا في القدم لدى مرضى السكري، دشن كارلوس الفرع السادس عشر في بيت أورين شارع هاموشاف في كاركور. في الطابق الأول من الفرع الجديد، التحق كارلوس بالمعالج الفيزيائي الرياضي والمتخصص في الميكانيكا الحيوية السريرية الدكتور يارون باراك (بوكي) وبالمعالج الفيزيائي المتخصص في إعادة تأهيل العظام لدى الرياضيين يفتاح ألموغ، حيث يكون كلهم موجودين في الطابق الأول في بيت أورين في كاركور.
الضبان والحذاء
في المعهد المتقدم التابع لأفيدور، ينفذ كارلوس فحوصات شاملة وفريدة من نوعها لصالح الشبكة والتي تتم بالتعاون مع معهد فينجيت. “إن الحكمة لا تكمن في بيع الضبان فحسب بل في ملاءمة الضبان والحذاء لاحتياجات الزبون”، يصف كارلوس عملية الفحص والملاءمة. تقدم الفحوصات مجانًا بلا مقابل، في حين أن المعهد يعمل حسب ترتيبات مع صناديق المرضى وشركات تأمين الحياة المتنوعة.
أهمية الملاءمة
عدا عن الفحص الذي يتم في حالة السكون ويقيس القدم من ناحية طولها وعرضها، تجرى فحوص إضافية واسعة النطاق خاصة بشبكة أفيدور. “نجري فحوصات ديناميكية عند المشي والركوض وعندما يكون الشخص مرتديًا لأحذيته وحافيًا، ثم نقوم بتحليل اختبار وضعية القدم المنتج ونستخرج منه تقريرين يكون أحدهما للحالة الساكنة والآخر للحالة الحركية”. نفس الأمر ينطبق على عملية أخذ المقاسات التي تنجز بشكل خاص بالشبكة وبأياديه اللطيفة والماهرة لكارلوس نفسه، عندما يكون الشخص جالسًا على كرسي تلفزيون ليصبح وزن جسمه محايدًا ويقاس القدم في وضعيته الطبيعية بعد أن يتم لبس جورب مبلمر (ما يشبه الجص) عليه. بعد ثلاث دقائق نحصل على شبه حذاء باليه يشكل الوضعية الصحيحة والقوس الصحيح للقدم المعين، بينما يشكل هذا الجورب أساس صناعة الضبان. “هناك أهمية كبيرة في كون الحذاء ملائمًا للضبان والشخص المعين”، يفسر كارلوس، “أنا لا يهمني الماركة، أو الجمال أو ثمن الحذاء وإنما فقط مدى ملاءمته للشخص بعينه”.
خصيصًا لمرضى السكرى
منذ سنوات طويلة يؤكد كارلوس للناس حاجة الحفاظ على الأقدام من خلال ارتداء أحذية صحيحة، سواء من ناحية ملاءمة الحذاء للحجم، العرض، نعومة الجلد وراحة النعل. مجموعة خاصة من الناس يكون هذا الموضوع في غاية الأهمية بالنسبة لها هم مرضى السكري.
لأسباب شخصية كمريض بالسكري يعتمد على الأنسولين منذ أكثر من 40 سنة، لا يوجد مثال أفضل من كارلوس لشخص يعرف شعور الإنسان المريض بالسكري. “يتميز مرضى السكري بجروح يصعب علاجها، خاصة في الأقدام”، يشرح كارلوس صلة هذا المرض القاسي بالأقدام، حيث تشرّف كارلوس على مر السنين بإنقاذ أقدام العديد من مرضى السكري من حالات صعبة وحتى من البتر.

التسهيل والحيلولة دون المضاعفات
يعاني مرضى السكري غالبًا من مشاكل في تدفق الدم إلى الأقدام، مما قد يتسبب بمضاعفات طبية في الأقدام، مثل اعتلال الأعصاب، وهو عبارة عن فقدان الإحساس لدى الأقدام ولذلك فإن خطر تكوّن الجروح دون انتباه المريض إليها كبير حدًا. “يتطلب ذلك اهتمامًا بالغًا فمن شأن التقاسم الصحيح للضغط من خلال ضبان خاص بمرضى السكري بالإضافة إلى أحذية ملائمة أن يسهل بل يحول دون المضاعفات لدى مرضى السكري”، يقون كارلوس موصيًا باستعمال الضبانات اعتبارًا من عمر 10 وحتى عمر 95. “بسبب أنه خلال الحياة تطرأ تغيرات مرضية، يمكن الوصول كل بضعة أشهر للمتابعة وملاءمة الضبان”، يدعو كارلوس لهذه الفحوصات والملاءمات المقدمة مجانًا.
كارلوس يعطيك أجنحة
يتكلم كارلوس عن مجموعة سكانية أخرى ينبغي عليها الاعتناء بصحة أقدامها وهم الجنود الموجودون في مرحلة ما قبل التجنيد. “تشيع هذه الأيام ظاهرة البدء بالتدريبات المكثفة قبل التجنيد”، يصف كاروس، “حيث يتدرب هؤلاء الشبان لساعات طويلة وفجأة يعانون من آلام الظهر الحادة والأعباء على الأقدام التي ستعيق بالتأكيد من أدائهم خلال الدورة التجنيدية حين يرتدون الأحذية العسكرية. أنا أدعو هؤلاء الشبان إليّ للمعهد من أجل الخضوع لفحص وملاءمة الضبانات الطبية التي ستكون مناسبة للأحذية العسكرية أيضًا وتساعدهم طيلة السنوات الثلاث لخدمتهم العسكرية وحتى بعد ذلك”. في حالة واحدة، كان طالب في دورة الطيارين يواجه خطر الإقصاء لأنه لم يستطع الصمود في مثل هذه الظروف البدنية بسبب الآلام التي عانى منها. بعد ملاءمة الضبانات، استمر الطالب في دورة الطيارين واليوم تكون صورته وهو يرتدي أجنحة الطيار معلقة على حائط في مكتب كارلوس الذي يفتخر كثيرًا بعمله وله الحق في ذلك.
هناك حياة بعد جيل 60
في الماضي كنت أفكر أن جيل 60 يشكل نهاية الطريق ولكن عندما بلغت هذه المرحلة بنفسي أدركت كم من المتعة والفرص يجلب هذا الجيل وتذكرت أن جودة الحياة هي التي تساعد في الاستمرار في القيام بالنشاط البدني، والرحلات في البلاد والخارج وفي كل ما أريد أن أفعله”. بفضل مهنته، يساعد كارلوس حتى الأشخاص “المعمرين” الذين اجتازوا الـ 60 من عمرهم في أن يستمروا بالاستمتاع بحياتهم والقيام بكل شيء يخطر على بالهم، بمساعدة الضبانات والأحذية الملائمة لهم.
“كان يسرني جدًا أن أتعرف على سكان المنطقة، الذين يتعاونون بحفاوة خلال عملية التشخيص والفحوصات. إن النسيج الإنساني في المنطقة لرائع، فالناس أدباء ومبتسمين وأنا سعيد بتقديم خدماتي المهنية هنا”، يقول كارلوس وهو يدعو كل من يحتاج إلى خدماته إلى الفرع الجديد والمهني في بيت أورين شارع هاموشاف في كاركور. على حيطان المعهد تُعلق الكثير من رسائل الشكر، بينما يكون جميع الموظفين في شبكة أفيدور معتمدين ومالكي شهادات، والفحوصات الشاملة تتم دون مقابل، والمهنية الأديبة مع الابتسام لكارلوس تجعل كل زيارة بحد ذاتها مفيدة.
لتحديد موعد للفحص يرجى الاتصال بـ 046829889