مدرستي
تاريخ النشر: 04/09/13 | 12:28نامَ نادرٌ مُبكِّرًا هذه الليلةَ.. فغدًا صباحاً سيذهبُ للمدرسةِ من جديدٍ. لم ينعمْ نادرٌ بالنَّوْمِ مثلَ تلك الليلةِ، زارتْه أحلامٌ جميلةٌ جعلتْه مبتسماً في نومِه، رأى نفسَه مرتدياً ثوبَ المدرسةِ الجديدَ حاملاً حقيبتَه المدرسيَّةَ الصَّغيرةَ هابطاً درجاتِ سُلَّمِ دارِهم ليلحقَ بالحافلةِ التي ستُقِلُّهُمْ للمدرسةِ.
كان حلماً لذيذًا بحقٍّ، فها هو يستقلُّ الحافلةَ ويجلسُ بجوارِ صديقِه سامي ويتحدَّثان بلهفةٍ عن شوقِهما للعودةِ للدِّراسةِ والفصلِ والواجباتِ المدرسيَّةِ.
استيقظ نادرٌ من نومِه على صوتِ أمِّه الحنونِ، كانتِ البسمةُ ما زالتْ مُرتسِمةً على شفتيْه، سألتْه أمُّه مندهشةً: مِنَ النَّادرِ أنْ أراك مبتسماً حين تستيقظُ!
أجابها وهو يُغادر فِراشَه في نشاطٍ: من اليوم سأكون مبتسماً دوماً.. فسأعودُ أخيرًا لمدرستي.
ارتفع حاجبا الأمِّ وقد ازدادتْ دهشتها: عَجَباً.. كنتُ أظنُّك لن تملَّ العطلةَ الصَّيْفِيَّةَ.
أطلق نادرٌ ضحكةً رقيقةً وهو يقول: لقد استمتعْتُ بكلِّ لحظةٍ في العطلة وحانَ لي أن أستمتعَ بكُتبي وأقلامي وفصلي ومُذاكرتي من جديدٍ.
وفي سرعةٍ اغتسل نادرٌ وقام بتجهيزِ حقيبتِه المدرسيَّةِ ورتَّب بها كُرَّاساتِه الجديدةَ وأدواتِه من ممحاةٍ وأقلامٍ، ثمَّ أسرع يُقبِّل كفَّ أمِّه التي ناولتْه شطائرَ الجبنِ والبيضِ وأعطتْه مصروفَه، وَدَّعَها نادرٌ وأسرع يهبطُ درجاتِ السُّلَّمِ، التقَى بصديقِه سامي أسفلَ الدَّارِ، ولحُسْنِ الحظِّ وصلتِ الحافلةُ في موعدِها تماماً فاستقلَّا الحافلةَ التي انطلقتْ بهما للمدرسةِ.
في فِناءِ المدرسة تَعانق نادرٌ مع أصدقائِه بالمدرسةِ وصافحَ الجميعَ، كانُوا جميعاً يشعرُون بشوقٍ جارفٍ لمدرستِهم وكان هذا ظاهرًا على وجوهِهم، وما هي إلا لحظاتٌ حتَّى دقَّ جرسَ المدرسةِ.
وقف نادر في طابور المدرسة واستمع لكلمةِ ترحيبٍ من المُدِيرِ الذي أخذ يُهنِّئُهم ببدايةِ العامِ الدِّراسِيِّ، وما أنْ أنهى المديرُ كلمتَه حتى اتَّجهوا بكلِّ نظامٍ لفصولِهم لتبدأَ الحِصَّةُ الأُولَى.