هل هنالك أمل في وقف العنف ؟؟!! …

تاريخ النشر: 01/09/13 | 5:42

نِمْنَا ليلة أمس واستيقظنا صباح اليوم الأحد 1.9.2013 على أخبار كارثتين جديدتين ومذبحتين مخيفتين في بلدتي كفر قرع ودبورية ، سقط بسببها أبناء وبنات وزوجات في عمر الورود على يد آباء أصابهم جنون العنف فأصابوا بناره مَنْ مِنَ المفروض أن يكونوا فلذات الأكباد وقِطَعًا من النفس والروح …

يندهش الواحد منا مرة بعد مرة بسبب استفحال العنف وازدياده بشكل أصبح الحليم فيه حيران … في كل يوم وبعد كل نشاط جماهيري يعالج قضية العنف وأثرها المدمر على المجتمع ، يُمَنِّي الواحد منا نفسه بالأمل في أن يكون هذا النشاط أو ذاك بداية العد التنازلي لهذا المرض العضال الذي يوشك أن يفتك بالجميع ، وأن يحرق الأخضر واليابس ، وأن يُحِيلَ كل قطعة خضراء جميلة في حياتنا إلى صحراء قاحلة وقطعةٍ جرداء لا حياة فيها …

لكن الواقع يأتي ليصدمنا بمعطياته المذهلة وإحصائياته الصاعقة … لا يكاد يمر أسبوع إلا وتمتلئ الصحف والمجلات والمواقع الالكترونية بأحداث العنف ، والتي وصلت حد القتل والاغتيال للأبرياء في وضح النهار ، ولأسباب أقل ما يمكن أن يُقال فيها أنها أتفه من تافهة ، ولا يمكن بحال من الأحوال أن تكون سببا في إراقة الدماء الزكية وإزهاق الأرواح البريئة ، مع ما يترتب عليها من ارتباك خطير للبنى الاجتماعية التي تعاني ابتداء من شبه انهيار في كثير من المجالات …

من المستهجن جدا أن يقبل قِطاعٌ من أبنائنا أن يكونوا النار التي تحرقنا وتهدنا من الداخل ، بينما نار السياسة العنصرية الإسرائيلية تحرقنا من الخارج ، وتكاد تقضي على البقية الباقية من عوامل التماسك في جسدنا الاجتماعي ، وقوة الصمود في وجه تحدياتها ومخاطرها … قد تقوى جماهيرنا على النهوض في وجه العنصرية حتى لو ملكت كل أسباب القوة الهمجية ، إن هي حافظت على متانتها وصلابتها الذاتية ، لكنها أبدا لن تصمد إن هي أكلتها الصراعات الداخلية ، وفتكت بخلاياها الحية سموم زعاف تنتجها مصانع الانتحار الذاتي وبأيدي أبنائنا وفلذات أكبادنا …

المتتبع لردود الفعل لدى الأغلبية الصامتة في مجتمعنا حيال العنف وأخباره وبالذات عمليات القتل التي تجاوزت كل حد ، وآخرها مذبحتا كفرقرع ودبورية ، والتي استفزت كمثيلاتها السابقة مشاعر كل شريف ، سيلمس مدى الاستياء العارم والغضب الجارف الذي يجتاح هذه الغالبية المسالمة ، ولكن هذا المشاعر ترفض أن تتجاوز النفوس إلى الميدان ، أو أن تتحول من موجات عاطفية طاهرة إلى خطط ميدانية وبرامج عمل تشكل إعلانا رسميا لحرب حقيقة على إرهاب العنف والجريمة التي تكاد تصل إلى كل بيت …

هذا هو التحدي الكبير … لن تنفعنا منذ الآن كل بيانات التنديد والاستنكار ، ولا المؤتمرات الأكاديمية لبحث الظاهرة وتحليلها ، على أهمية كل ذلك وضرورته …. نعتقد أننا تجاوزنا بسنين مرحلة التشخيص ، ومن العدل مع أنفسنا ومع مجتمعنا ألا نبقى رهائن هذه المرحلة على أهميتها ، وأن ننتقل وبالسرعة الممكنة إلى مرحلة التنفيذ لأنها الوحيدة الكفيلة – بإذن الله – بوقف التدهور الرهيب الذي تشهده مجتمعاتنا كهدف أول ، ثم تجفيف هذا المستنقع بكل ما أوتينا من قوة … القوة بكل أشكالها ومعانيها ، فإنه – كما هو معروف – لا يفل الحديد إلا الحديد ، وعلى الباغي تدور الدوائر …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة