دُقت طبول الحرب والجيش يخلي مقراته بدمشق

تاريخ النشر: 28/08/13 | 12:22

أخلت قوات الرئيس السوري بشار الأسد مقار قيادة الجيش والامن في وسط دمشق استعدادا لضربة عسكرية غربية ردا على هجوم بالأسلحة الكيماوية الأسبوع الماضي، فيما قال مسؤول أميركي كبير ان الخيارات في التعامل مع سوريا تشمل توجيه ضربات على مدى ايام.

وقال سكان ومصادر بالمعارضة السورية يوم الاربعاء ان قوات الرئيس بشار الأسد أخلت فيما يبدو أغلب الأفراد من مقار قيادة الجيش والامن في وسط دمشق استعدادا لضربة عسكرية غربية.

ويبدو من شبه المؤكد تنفيذ ضربات صاروخية او جوية بقيادة امريكية بعدما ألقت الولايات المتحدة وحلفاء في اوروبا والشرق الاوسط اللوم على قوات الأسد عن هجوم يشتبه انه بالغاز السام قتل المئات في المدينة يوم 21 اغسطس آب.

وقال أحد المصادر ان وحدات الجيش المتمركزة قرب العاصمة صادرت العديد من الشاحنات لاستخدامها فيما يبدو في نقل اسلحة ثقيلة الى مواقع بديلة رغم انه لم ترد تقارير عن تحرك كبير لمعدات عسكرية فيما قد يرجع الى القتال العنيف قرب الطرق السريعة الرئيسية.

وقال سكان بالمنطقة ومصدر من مقاتلي الجيش السوري الحر المعارض ان من بين المباني التي اخليت جزئيا مبنى القيادة العامة للاركان في ساحة الأمويين ومبنى قيادة القوات الجوية القريب والمجمعات الامنية في حي كفر سوسة الغربي.

ولا تتحدث السلطات العسكرية السورية علنا عن تحركات القوات ولم يتسن الحصول على تعليق من متحدث حكومي.

ويعتبر مبنى القيادة العامة للأركان احد المقار العسكرية الكبرى في البلاد وتم خفض عدد العاملين به منذ هاجمه مقاتلو المعارضة بالقنابل في سبتمبر ايلول 2012 . لكن لم يحضر أحد تقريبا للعمل في ذلك المبنى أو المباني الاخرى يوم الأربعاء.

وقالت المصادر ان الشاحنات شوهدت في الساعات الثماني والاربعين الماضية عند المدخل المطوق للعديد من المباني لتنقل فيما يبدو مستندات واسلحة خفيفة.

وقال ساكن يعيش قرب فرع فلسطين التابع للمخابرات الحربية في كفر سوسة "يمكنك ان ترمي إبرة وتسمع رنينها في كفر سوسة."

وقال العميد مصطفى الشيخ وهو أحد كبار المنشقين عن الجيش متحدثا من مكان لم يكشف عنه في سوريا انه بناء على المعلومات التي جمعها الجيش السوري الحر فقد نقلت القيادة العامة للاركان الى موقع بديل على سفوح جبال لبنان الشرقية شمالي دمشق.

وقال الشيخ "نقل العديد من القيادات الى مدارس ومخابيء تحت الارض. لكني لست متأكدا ان ذلك سيفيد النظام كثيرا."

وقال ساكن آخر يعيش عند سفوح جبل قاسيون الواقع في وسط المدينة حيث تتمركز قوات الحرس الجمهوري ان مدفعية الكتيبة رقم 105 للحرس الجمهوري توقفت عن القصف يوم الأربعاء بعدما كانت تسمع يوميا في العادة.

وقال الساكن "لديهم كثير من شاحنات الجيش تنزل من جبل قاسيون. يبدو انهم أخلوا مقار الكتيبة 105 ."

وقال نشطاء في شرق دمشق انه تم إخلاء ثكنات ومجمعات سكنية خاصة بالحرس الجمهوري والفرقة الرابعة قرب ضاحيتي السومرية والمعضمية وان العسكريين وعائلاتهم نقلوا الى المدينة.

وقال ابو ايهم وهو قائد في لواء انصار الاسلام المعارض في دمشق انه تم إخلاء قيادة الاركان ومخابرات القوات الجوية بالاضافة الى العديد من الثكنات والمجمعات السكنية ذات الاستخدام المختلط للحرس الجمهوري والفرقة الرابعة على المشارف الشرقية للمدينة.

واضاف "لخدمة كل الاغراض تم إخلاء مقار القيادة والسيطرة التابعة للجيش. قبل التهديد (بضربة غربية) كانوا يتخذون احتياطات بالعمل بصورة اكبر من الطوابق السفلى. وفي الساعات الثماني والاربعين الماضية قاموا بعمليات إخلاء."

وقال مسؤول أمريكي كبير يوم الأربعاء إن إدارة الرئيس باراك أوباما تدرس خيارات عسكرية تشمل توجيه ضربات على مدى أيام لأهداف للحكومة السورية.

وبينما قال البيت الأبيض إن الرئيس أوباما لم يتخذ بعد قرارا نهائيا بشأن الكيفية التي يرد بها قال مسؤولو أمن أمريكيون إن أي ضربة جوية ستشمل على الأرجح اطلاق صواريخ كروز من سفن حربية امريكية في البحر المتوسط.

لكن المسؤول الكبير قال إن الولايات المتحدة لا تعتزم التحرك منفردة إذا اختارت المضي قدما في التحرك العسكري. وأضاف "نتحدث مع عدد من الحلفاء فيما يتعلق بالمشاركة."

ويتشاور أوباما الذي لزم الحذر طويلا ازاء أي تدخل في الحرب الأهلية في سوريا مع زعماء الدول الحليفة للتحضير لتحرك يستهدف معاقبة حكومة الرئيس السوري بشار الأسد على هجوم بالغاز السام قرب دمشق يوم الأربعاء الماضي.

وتقوم أجهزة المخابرات الأمريكية بجمع ما يجعلها تقول باطمئنان ان لديها تأكيد نهائي على مسؤولية الحكومة السورية عن شن هجوم بالأسلحة الكيماوية وقال البيت الأبيض إن التقرير الذي تعده الأجهزة سيكتمل هذا الأسبوع. وأنكرت حكومة الأسد مسؤوليتها عن الهجوم.

وقال مسؤول آخر في الإدارة الأمريكية إن الولايات المتحدة لا تزال تحدد أهدافها لكن يجري بحث شن ضربات تستهدف ردع الأسد عن استخدام الأسلحة الكيماوية في المستقبل وتقليص قدرته على عمل ذلك.

وقال جاي كارني المتحدث باسم البيت يوم الثلاثاء إن الرد الأمريكي لا يتضمن هدف " تغيير النظام" في سوريا مما يشير إلى أن أوباما لا يزال حذرا إزاء التورط اكثر مما ينبغي في الصراع. وتشير استطلاعات الرأي إلى أن معظم الأمريكيين يعارضون تدخل بلادهم.

ورفض السناتور الجمهوري جون مكين وهو من أشد منتقدي سياسة أوباما تجاه سوريا ذلك الهدف المحدود.

وقال لشبكة (إم إس إن بي سي) التلفزيونية "لا يمكن احتواء هذا الصراع داخل سوريا ويجب ان نفهم ذلك وهذا سبب اننا يجب أن نساعد هؤلاء الناس على التخلص من بشار الأسد وأن نعيد لهم قوة الدفع."

عن وكالات

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة