طريق السعادة
تاريخ النشر: 10/02/16 | 0:01جلس محمود مع أصدقائِه في المُتَنزَّهِ القريبِ من دراهمَ، كانوا يجتمعون بين الحِينِ والآخَرِ يلعبون أحياناً ويتبادلون الأحاديث الشيقة والمفيدة.
ظلَّ محمود صامتاً يستمعُ باهتمامٍ لأحاديثِ أصدقائه، كان معظمُ حديثِهم ينصبُّ على دار الأيتام الَّتي تقعُ في نهايةِ مدينتهم
تأثَّر محمود كثيراً بحديثِهم عن أولئك الأطفال الذين يُماثلونهم في العمر، قال أحدُهم: إنَّ الدَّارَ لا تبخل أبداً على أطفالِ الدَّارِ، ولكنْ رُغْمَ هذا فأطفالُ دار الأيتام ينقصُهم الكثيرَ والكثيرَ.
وهنا لمعتْ عينا محمودٍ وقد طرأتْ على ذهنِه فكرةٌ رائعةٌ قرَّر أنْ يعرضَها فوراً على أصدقائِه، ولذا بدأ حديثَه قائلاً:
ما رأيُكم في فكرةٍ جميلةٍ تُدخل السُّرور على قلوب هؤلاءِ الأطفالِ؟
جذبتْ هذه العبارةُ الصَّغيرةُ انتباهَهم ولذا التفتوا جميعاً لصديقِهم محمود في لهفةٍ، وهنا أخذ محمودٌ يشرح فكرتَه بحماسٍ بالغٍ أخبرهم محمودٌ أنَّ بإمكانهم إدخالَ السَّعادة على هؤلاء الصِّغار بأمورٍ بسيطةٍ جداًّ، فلو تبرَّع كلُّ واحدٍ منهم ببعضِ ثيابه الثَّقيلةِ؛ لتَقِيَ هؤلاء الصِّغارَ بُرودة الشِّتاء وتبثُّ الدِّفْءَ في أوصالِهم فان ذلك سيُسعدهم جداًّ
أعجبتِ الفكرةُ جميعَ أصدقاءِ محمود وقرَّروا تنفيذَها على الفور..
انطلق كلٌّ منهم إلى دارِه واستأذن أمَّه في تنفيذ الفكرة، رحَّبت الأمَّهاتُ بهذه الفكرة، بل وفتحتِ الأمَّهات خِزَانَاتِ مَلَابِسِهِنَّ وأخذنْ يخترْنَ ثياباً ثقيلةً تحمي من برد الشتاء كما وضعتْ كلُّ أمٍّ مع الثِّياب بعضَ اللعب الجميلة لليتامى.
في صباح اليوم التالي تجمَّع الأصدقاءُ أمام منزلِ محمودٍ، وكلٌّ منهم يحمل حقيبةً كبيرةً مُمتلئةً بثيابِ الشِّتاء الثَّقيلة واللعب والدُّمى الجميلةِ، انضمَّ إليهم محمود وساروا جميعاً نحو دار الأيتام لتقديم هداياهم.
لم تصدِّق المشرفةُ على الدَّار نفسَها وهي ترى مجموعةً من الأطفال يُقدِّمون لها الكثيرَ من الحقائبِ المُمتلئةِ بالثِّيابِ واللعب، دمعتْ عينا المشرفةِ وشكرتْهم بشِدَّةٍ على إحساسِهم المُرْهَفِ بأخوتهم في الدار، أمضى محمود وأصدقاؤه النَّهار مع أخوتهم بالدَّار يلعبون معهم ويحكون لهم الحكايات
وفي نهايةِ اليوم ودَّعوهم على وعدٍ بلقاءاتٍ كثيرةٍ في المستقبلِ.