مخطط هدم الجيش والمخابرات العامة المصرية

تاريخ النشر: 15/08/13 | 2:05

إذا كان الإخوان نزعوا رداء الوطنية وشاركوا في مخطط هدم الجيش المصري وطالتهم لعنة الشعب المصري، ان تصريح محمد البلتاجي القيادي الاخواني هذا التصريح يدخل ضمن عمل ممنهج، أقصد توزيع أدوار يستهدف الإساءة بشكل مباشر لجهاز المخابرات العامة المصرية والجيش المصري الذى هو أحد أهم الثوابت الوطنية، بل أحد أهم الركائز الوطنية لحماية الأمن القومى المصرى فى نطاقاته الثلاثة: المحلى والإقليمى والدولى.

أن هذا الهجوم بمثابة تمهيد لاتخاذ قرارات للتمكين فى هذه المواقع. ولكن غاب من حساباتهم أنهم لن يحققوا ما يصبون إليه، فالشعب المصرى لم تنطل عليه هذه المؤامرات التى تحاك فى الظلام من عناصر حاقدة، كان لها عناصر إجرامية توظفها لارتكاب جرائم ضد الوطن وضد الرموز السياسية فى الدولة، بل قتلة يتسترون بالدين والدين منها براء،

إن الأعمال الوطنية للمخابرات العامة المصرية خير شاهد على ما تتمتع به من المؤسسة الوطنية من تفان فى خدمة وحماية الأمن القومى المصرى والعربى، ان هذا يأتي من ضمن تنفيذ مخطط فوضى اميركية خلاقة في المنطقة.. تقسيم مصر ودولة في شمال سيناء !!تحت شعارات براقة ظاهرها الرحمة وباطنها حرمان جيشنا من حقه في تأمين احتياجاته اللوجيستية، وتحرير القرار والموقف السياسي المصري، وتنوع مصادر التسليح كان أن بدأت الولايات المتحدة الأمريكية وذيولها في الخارج والداخل بشن حروب الجيل الرابع، مستخدمة وسائل التواصل الاجتماعي فيس بوك، تويتر، مدونات، نشطاء يرفعون شعارات مناهضة للجيش وتطالب برفع غطاء السرية عن مؤسسات وأنشطة القوات المسلحة الاقتصادية والأصل في ذلك كشف المستور أمام أمريكا وإسرائيل مما يسهل مراقبتها وتحليلها! وكان المخطط أن يحرم الجيش المصري من تلك المؤسسات الاقتصادية ليعتمد كليا علي مخصصات تستقطع من الموازنة العامة للدولة بعد سلبه مؤسساته الاقتصادية برغبة شعبية وبرلمانية من داخل مصر عن طريق تقليد السلطة لفصيل يؤمن أيديولوچيا بأن الجيش المصري يمثل دولة داخل الدولة يجب تقليم أظافره.

المخطط الامريكي لنشر الفوضى في مصر

مخطط امريكي لإحداث الفوضى والإضطرابات وهو ما بدأ يتكشف في دعم أوباما للمتظاهرين وللديمقراطية ، فأي نوع للديمقراطية كانت او ما زال يدعمها أوباما ، وهل هية ديمقراطية من قبيل الديمقراطية في العراق وأفغانستان ام نوع جديد من الديمقراطية لا نعرفها ؟ ! فوضى اميركية خلاقة في المنطقة.. تقسيم مصر ودولة في شمال سيناء تضم غزة وحل القضية الفلسطينية على حساب الدول المجاورة ان التحول "المفاجيء" في الموقف الأميركي تجاه نظام الحكم في مصر "لماذا مصر مستهدفة الآن".نقرأ ان المشروع الأمريكي لتغيير الشرق ألأوسط أو لتشكيل شرق أوسط جديد خاضع للهيمنة الأمريكية المطلقة، وهو مشرع اعتمد لتنفيذه القوه العسكرية المباشرة، والقتال الحربي ضد الدول التي رفضت مسايرة المشروع كما هي حالتي العراق وأفغانستان. كما اعتمد نمط أو نظرية الفوضى الخلاقة في حالات أخرى أو ضد دول أخرى، ووفق أساليب متنوعة شملت عمليات الاغتيال لأحداث حالات من الاضطراب في بنى الدول، وضم شخصيات سياسية وفكرية وثقافية إلى خططها ومشروعها، وتربية وحماية شخصيات جديدة لتغير اتجاهات الرأي العام كمكون وطني عام, وإيجاد جسور علاقات ومصالح مع قطاعات فئوية أو طائفية على حساب ألأوطان ولعزل "المكونات ألوطنية في كل بلد عن بعضها البعض، وإحداث حالات من التخلخل والتفكك داخل المجتمعات لتسهيل مهام الاختراق، وتطويع الإرادة والسيطرة.

كما استخدمت مختلف أشكال الضغوط الاقتصادية والسياسية والدبلوماسية على حكومات الدول لتغير توجهاتها، أو لتطويع إرادتها في إطار المشروع الأمريكي. المشروع الأمريكي يتكون من مجموعة من المسننات التي تستهدف الدول السنية الكبرى حيث كانت البداية في العراق، وها هي تلامس بلاد النيل، قبل أن تصل إلى السعودية، وبالتالي نجد أنفسنا أمام استعمار "الفوضى الأمركية الخلاقة"، ذلك الإستعمار الذي يحقق للمشروع الصهيوني الأمن والإستقرار، خصوصا بعد التخلص من قطاع غزة بخلق كيان يمتد على القطاع وشمال سيناء وحل مشكلة الضفة الغربية على حساب الدول المجاورة. إن تفكيك السعودية ومصر، كدولتين سنيتين، سينهي ما تبقى من قوة للدول العربية، فضلا عن تحقيق الأمن المطلق للكيان الصهيوني، خصوصا بعد التخلص من قطاع غزة. ويعرف هذه الحقيقة العدو قبل الصديق ويعرفها كل مواطن مصرى أمين صادق فى حبه لوطنه، أما من دأبوا على إهانة مصر والنيل منها ولهم تصريحات سابقة فى هذا بين قوسين (طز فى مصر) ولم يجرؤ مواطن مصرى أن يطلق هذا التصريح على وطنه مصر والتى ذكرت فى كتاب الله العزيز بصورة مباشرة فى أكثر من موقع وغير مباشرة.

الدور الوطني للمخابرات المصرية

إن دور المخابرات يعرفه كل مصري أما الوحيدون الذين لا يعرفون فهم من يطلقون هذه التصاريح الحاقدة المليئة بالجهل والتخبط، بل أستطيع أن أقول والتآمر. السياسيين، ومن يقدم على هذا، سيجرد نفسه من أى انتماء أو وطنية لمصر وسيدينه التاريخ، ولن يسمح بهذا الشعب المصرى من أول جنود النجوع والقرى الذين يجندون فى القوات المسلحة، وكم ارتوت أرض سيناء وتخضبت رمالها بدماء الشهداء المصريين دفاعا عن كل ذرة رمل وكل شبر فى هذه الأرض التى للأسف أهمل فى تنميتها والاستفادة منها. المخابرات العامة والقوات المسلحة ولديها أيضا جهاز مخابرات، لأن القوات المسلحة معنية بهذه المنطقة وبسيناء كلها، لأنها مسرح العمليات الذى فقدت فيه أبناءها وشهداءها، وكلا الجهتين يقدم معلومات لرئيس الدولة، فقد بدأ الهجوم على جهاز المخابرات العامة، ذلك الجهاز الوطنى الذى يمارس دوره فى الدفاع عن أمن مصر القومى بصرف النظر عن مصدر التهديد، حتى لو جاء من أهل الرئيس وعشيرته، ففى مجمل الأحوال يواصل جهاز المخابرات العامة المصرية دوره فى جمع المعلومات وتتبع كل الجماعات التى تمثل تهديدا للأمن القومى المصرى، لم يتراجع الجهاز أمام موجات الهجوم التى شنها بعض أعضاء الجماعة أو تيار الاسلام السياسى، لذلك بدأت الجماعة حربها على الجهاز مبكرا، بدأ محمد البلتاجى الحملة على المخابرات العامة مبكرا عندما وجه اتهامات مباشرة إلى عدد من ضباط الجهاز بدفع أموال للمحتجين ضد مرسى واتهم الجهاز بالوقوف وراء عمليات الاحتجاج، واعتبر الجهاز إحدى الجهات التى تقوم بما اعتبره «الثورة المضادة». مر الموقف بعد رد حاد من الجهاز وتوقف الجماعة عن توجيه الاتهامات إلى الجهاز. مؤخرا عادت الجماعة لمواصلة حملتها على جهاز المخابرات العامة المصرية فى الرواية التى ذكرها أبو العلا ماضى، نقلا عن الرئيس مرسى والتى قال فيها إن جهاز المخابرات العامة المصرية قد جند نحو ثلاثمئة ألف بلطجى منذ سنوات، وهم من يقومون بإثارة الفوضى حاليا ويعملون ضد الدكتور مرسى وحملهم مسؤولية أعمال الاحتجاج ضد مرسى وحطم المرشد بما فى ذلك المظاهرات التى طوقت قصر الاتحادية. قال ذلك وهو مسجل بالصوت والصورة، وعندما انفجر غضب الجهاز من هذه الاتهامات، عاد ماضى ليكرر لعبة مرسى والجماعة، وهى أن تصريحاته أقطعت من سياقها وأنه كان يقصد ذلك إبان عهد مبارك، وهو كذب صريح فقد ذكر أن هذه المجموعات التى جندتها المخابرات العامة قادت عمليات التظاهر وحصار قصر الاتحادية. الهدف هنا لا يعدو أن يكون تنفيذ مخطط لتشويه صورة المخابرات العامة المصرية لأنها تستعصى على الاختراق وتعمل على مواجهة كل مصادر تهديد الأمن القومى المصرى بما فى ذلك تلك التهديدات التى تجرى على يد أهل مرسى وعشيرته، ونقصد بذلك تيار الإسلام السياسى بصفة عامة والجماعات الجهادية وحركة حماس بصفة خاصة. نعلم أن محاولات الجماعة لهدم مؤسسات الدولة المصرية لن تتوقف وإذا اضطرت الجماعة إلى وقف حملات استهداف هذه لمؤسسات فهو وقف مؤقت، تحينا لمعاودة الهجوم على هذه المؤسسات فى وقت لاحق، فهذه الجماعة تعادى الدولة المصرية ومن ثم مؤسساتها الوطنية، تسعى إلى هدمها من أجل بناء مشروعها الأممى الذى يتناقض ومفهوم الوطن والمواطنة ويستند فقط إلى رابطة الدين. ظاهر في العلاقات العسكرية بين البلدين من تنسيق وتواصل وتدريب وتسليح ومعونة والمغلف بعبارات رقيقة يختلف عن الغاطس..

مخطط هدم الجيش المصري

الجيش المصرى له عقيدة ثابتة لا يحيد عنها، له دور طبقا للدستور وللقانون وللمهام التى تولاها من سنين وهو الحفاظ على الأمن القومى المصرى. الناس الذين يدعون للجيش أن يتولى، الجيش المصرى فطن وقياداته المتوالية من جيل لجيل على درجة من الذكاء العالية ودرسوا التخطيط الإستراتيجى والأزمات المحلية والإقليمية والدولية وعلى درجة علمية وثقافية ومعرفية حتى بالعمل السياسي ولكنهم لا يقدمون على العمل السياسى لأن عليهم واجبا أساسيا. فإذا اجتاحت مصر ثورة عارمة لا تبقى على الأخضر واليابس، فعلى القوة المتماسكة (الجيش)، هذا أمر لا مفر منه، فعليها أن تضبط الأمور وتحافظ عليها. أما أن يقوم الجيش المصرى بانقلاب عسكرى، فهذا مستبعد تماما وغير وارد لم تتوقف محاولات الجماعة وشقيقاتها الصغريات وخلاياها التى كانت نائمة فى أحزاب أخرى، بل ومن يلعب لعبة تقسيم وتوزيع الأدوار، من يقول إنه خرج من الجماعة وهو يواصل العمل فى خدمة أجندتها وأهدافها، لم تتوقف محاولات هؤلاء فى هدم مؤسسات الدولة المصرية، لم يبق على الساحة فى مصر من المؤسسات القومية القوية سوى مؤسستين: الجيش المصرى أو القوات المسلحة والمخابرات العامة، ولم يصل من يحكمون مصر سابقا إلى تطويع هذه القيادات وهذا الأداء الوطنى ليكون رقم واحد، أداء لمصلحة أشخاص، فهذا عصى عليهم وسيظل عصيا عليهم، إذن التفكير التآمرى الذى درج البعض منهم إليه لكننى أود أن أقول إن هؤلاء الذين يتآمرون فى الظلام، أؤكد لهم أنهم لن يصلوا إلى ما يستهدفون، لأن جميع المواطنين المصريين يعلمون جيدا من هو الجيش المصرى وما تضحياته والدور الوطنى الذى يقومون به ولن يصل هؤلاء الحاقدون المغرضون لأهدافهم.

فما تضمره وتريده وتخطط له الإدارة الأمريكية للجيش المصري في إطار ترتيب الأوضاع وتسميه بمشروع الشرق الأوسط الكبير وأهم أهدافه تأمين مصادر الطاقة والحفاظ علي أمن وتفوق إسرائيل! التفكير في هذا المشروع بدأ مع تأكيدات حدوث بوادر أزمة الطاقة العالمية خلال القرن الحالي، بعدما ثبت أن دول الأوبك التي تنتج الآن حوالي 39٪ من استهلاك الطاقة العالمي سوف تكون المنوط بها إنتاج 53٪ من الاستهلاك العالمي عام 2020 وإذا استثنينا دولة فنزويلا نجد أن معظم باقي الدول كبيرة الإنتاج النفطي تقع في زمام ونطاق الشرق الأوسط الكبير.

جري تصنيف تلك الجيوش إلي تابعة لدول غير صديقة مثل سوريا وليبيا حيث يلزم إنهاكها وانقسامها أو ضربها، أو جيوش لدول صديقة أو حليفة مثل مصر.. وهنا يلزم فقط تقزيم دور هذا الجيش في الدولة وحرمانه من مؤسساته الاقتصادية بغرض مراقبة إنفاقه واستعداداته وتجهيزاته والتي يصعب مراقبتها وتقدير حجمها – وخصوصا فيما يخص كم ونوع السلاح الشرقي الذي مازال الجيش المصري يحتفظ بجزء لا بأس به من تسليحه من الكتلة الشرقية بغرض التوازن!

المرحلة الثالثة ستكون إيران وربما تركيا «إيران لنفطها وجيشها وتركيا لجيشها» وكان يجب أن تبدأ في 2017 ولهذا السبب وبالتوازي ومع كل مرحلة كان الدعم العسكري الأمريكي يزداد لإسرائيل فاعتمدت الولايات المتحدة زيادة المساعدات العسكرية لإسرائيل، لمدة عشر سنوات من 2007 وحتي عام 2017 من 4,2 مليار دولار سنويا إلي 1,3 مليار دولار سنويا ثم وقع أوباما في إبريل 2013 بروتوكول الزيادة في المعونات العسكرية لإسرائيل الخاصة بالمرحلة الثالثة والأخيرة من المشروع والأخيرة لتصبح 4 مليارات دولار سنويا تبدأ من عام 2017 وتستمر حتي عام 2027 وكان ذلك التوقيع بعد أن احتفلت الولايات المتحدة بنجاح خطواتها في المرحلة الثانية من المشروع بعد تولي الإخوان المسلمين الحكم في مصر. بما أن الأصل من المعونة العسكرية الأمريكية لمصر هو وضع حدود التسليح المصري تحت أعينها، وكذلك تكون المتحكمة فيه وأن تكون أي صفقات أخري من مصادر التسليح الأخرى بموافقتها..

أن الجيش المصري ليس جيش مرتزقة ولكنه في الأساس جيش وطني تم تمثيل كل أبناء الشعب في نسيجه أن التركيبة الدولية مختلفة الآن عما مضى أن الوطنية المصرية هي ضد الأجنبي فقط و30 يونيو شهد استعادة القرار الوطني.

إلا أن المؤسسة الاقتصاية التي يديرها الجيش هي الهاجس الأكبر التي تحاول أن تقوضه وتكشفه، فلا أحد يعلم مقدار الأموال التي تدرها تلك المؤسسات علي هذا الجيش ولا حجم ودائعه وأماكنها وهو ما يؤرق أمريكا وإسرائيل في البحث عن الجانب المظلم فيما يخص تمويل وتسليح الجيش المصري واكتفاءه الذاتي حتي لا يمثل ضغطا متزايدا علي موازنة الدولة! المعونة الأمريكية تمثل ضغطا عليهم أكثر منا، لذلك رغم الموقف الأمريكي المؤيد للإخوان والمناهض لثورتنا الشعبية لم يستطع أن ينطق علي ما جري في 30 يونيو بأنه انقلاب عسكريي لأن ذلك بالتبعية سيمنع المعونة العسكرية عن مصر وهو أمر يضر بالمصالح الاستراتيجية الأمريكية.

أن هناك ثلاثة مصادر يتم من خلالها تهريب الأسلحة لداخل البلاد يتمثل الأول عبر الحدود الليبية المصرية من خلال الساحل الشمالي حيث يتم تهريب جميع أنواع الأسلحة من ليبيا و هي المنطقة الأخطر و الأقوي في تهريب السلاح لمصر الفترة الأخيرة وتتمثل في مدافع الجرينوف والمدافع المضادة للطائرات ، و والمصدر الثاني فيمر عبر الحدود السودانية المصرية ويتم إدخال الأسلحة الإسرائيلية والسودانية الصنع وهي أرخص من تلك القادمة من ليبيا .

و المصدر الثالث فيكون عن طريق أنفاق غزة وذلك بوجود أكثر من 220 نفقاً والتي تعد أخطر المعابر لدخول الأسلحة الإسرائيلية بالإضافة لكمية الأسلحة التي تم سرقتها أثناء عملية اقتحام السجون والتي تصل إلي 20 ألف قطعة سلاح منها الأسلحة الآلية التي كانت سببا في حالة الانفلات الأمني التي تمر بها البلاد و التي تعد أهم مصادر البيع لتجار السلاح حاليا.

عندنا في مصر يترقب الطامعون في القدس استقلال شبه جزيرة سيناء عن جسد الدولة المصرية بوصفها منطقة حكم ذاتي للبدو وتنشط المخابرات الإسرائيلية في استخدام كل المفردات بما فيها العمل علي ترحيل الفلسطينيين من غزة لاستيطان سيناء بدفعهم للنزوح من أرضهم إليها عبر معبر رفح, وإيجاد سبل للاتصال والتواصل والتفاهم بين القبائل علي الجانبين علي هذا المشروع ..

فكرة الاستيلاء على سيناء

لم تغب فكرة الاستيلاء على سيناء أو حتى الاستيلاء على الجزء الشمالى حتى مدينة العريش، عن فكر الصهيونية الأمريكية بصفة خاصة، والصهيونية العالمية بصفة عامة، ومؤسس دولة إسرائيل، فالكل كان يختبر فى ذهنه اقتناص أى فرصة لقنص هذه المساحة، إما لتوطين مستوطنات يهودية، وقد حدث ذلك فى مستوطنة ياميت التى أزالها الرئيس الراحل أنور السادات بعد حرب أكتوبر ويفكر الإسرائيليون والأمريكيون دائما فى السيطرة على هذا الشريط الحدودى للاستفادة منه فى حل مشكلة الاكتظاظ السكانى فى غزة، وعرض حتى فى عهد الرئيس السابق مبارك أن يتم تبادل أراض بين مصر (هذه المساحة) تعطى للفلسطينيين وتحصل مصر على مقابل لها من صحراء النقب، إلا أن القرار السياسى والأمنى رفض رفضاً باتاً هذه الفكرة، وإذا وافق أى رئيس لمصر فى أى مرحلة على هذه الفكرة، فإن ذلك سيكون مقدمة وخطوة أولى لضياع سيناء إلى الأبد، هذه الفكرة فى حد ذاتها يحركها الأمريكان بصفة دائمة.

وإذا نظرنا للتقارير التي تصدر عن الحريات الدينية من المنظمات الحقوقية الممولة في مصر والتي يعاد إنتاجها في الخارجية الأمريكية في واشنطن سنويا.. سنجد ملامح بقية المشروع الذي يطمح في قيام منطقة حكم ذاتي للنوبيين وأخري للمسيحيين وتفتيت الكتلة المسلمة إلي سنة وشيعة وبهائيين وقرآنيين.. !!إنهم يحاولون تمزيق النظام الدولي العربي, وفلسفتهم الأساسية هي أنه كلما كانت الدول العربية أصغر حجما كان ذلك أفضل وأكثر أمانا وفي ظل هذه المعطيات نفهم بشكل واضح الضغوط الاقتصادية الأمريكية علي مصر لدرجة محاولة دفعها إلي حافة الإفلاس لتصبح السلطة السياسية في مصر طيعة وأكثر استجابة للضغوط وتنفيذ الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة ، فقد وضعت الولايات المتحدة لأول مرة شروطا سياسية لمنح مصر معونات اقتصادية تقدر بـ 150 مليون دولار ، وقالت الولايات المتحدة أن هذه المعونات مشفوعة بشروط سياسية تدعم "التحول الديمقراطي" في مصر ، والحقيقة أن الولايات المتحدة لم تقدم يوما لأي دولة في العالم معونات غير مشروطة ، غير أن التوقيت الحساس التي تفرض فيه هذه الشروط يجعل الأمر كله محل ريبة وتساؤل ، فهي تأتي في وقت تميل فيها السياسة المصرية داخليا إلي تعزيز الديمقراطية كخيار وطني ، وخارجيا إلي التمسك باستقلاليتها عن التبعية الخارجية .

وما يجعل التساؤلات أكثر ريبة أن مصر لم تتعرض لمثل هذه الضغوط من قبل في ظل حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك ، والذي كانت تتماهي سياسته الخارجية ، وتوجهاته الاقتصادية في الداخل مع السياسات الأمريكية ، بل عادة ما كانت تحصل القروض المصرية من البنك والصندوق الدوليين علي توصية أو ضوء أخضر من المانحين الرئيسيين, خاصة الولايات المتحدة وغيرها من القوي أصحاب الكتلة التصويتية الأكبر في قرارات المؤسستين.

الأمر الثاني إن ن السياسة الإسرائيلية تبذل جهودا كبيرة منذ اتفاقية السلام مع مصر فى تقليص دور مصر ” الإقليمي بصفة خاصة ” ووضعها فى حالة من عدم التوافق مع شقيقاتها العربية، ومنعها من أن يكون لها دور ريادي في المنطقة العربية أو أفريقيا، وعلى ذلك فإن نجاح ثورة مصرية تحدث تغييرات تحول نظامها من الديكتاتورية إلى الديمقراطية، ويضعها في مصاف الدول المُتقدمة وهو ما لا ترغب فيه إسرائيل .

نقاط ضعف في المجتمع المصري

لقد حاولت الأصابع الأمريكية والإسرائيلية البحث عن نقاط ضعف في المجتمع المصري ، فدخلت أولا من مدخل الضغوط الاقتصادية والتي يجب في إطارها أن نتساءل عن مصير الدعم العربي لمصر بعد الثورة ، وأين هي المليارات التي وعدت بتقديمها دول عربية لدعم الاقتصاد المصري ؟!! ، وعندما فشلت السياسة الأمريكية في تركيع الثورة عن طريق الضغوط الاقتصادية ، لجأت إلي ملف آخر وهو ضرب الوحدة الوطنية بين المسلمين والأقباط ، واشتعلت فجأة الحرائق الطائفية في مصر من صول إلي إمبابة إلي أسوان إلي ماسبيرو ، وما تكاد الدولة تنجح في إطفاء حريق حتي يشتعل آخر ، وعندما نجحت حكمة المصريين التاريخية في لملمة جراحهم في هذا الملف ، لجأت السياسات الأمريكية والإسرائيلية إلي الضغط علي الثورة والدولة المصرية ، بخلق مواجهات بين قطاعات من المواطنين والجيش ، ولم يكن جادث ماسبيرو الشهير ببعيد عن هذا المخطط ، ولعل التقارير التي تحدثت عن وجود قناصة استهدفوا قوات الجيش والأقباط معا في ماسبيرو وأشعلت الحريق ليس ببعيد عن هذه المحاولات .

إن الإشارة إلي ما يحاك ضد مصر من مؤامرات ليس بالقطع تشكيكا في نبل المقاصد التي خرج من أجلها الشباب المصري الباحث عن الحرية والكرامة والعدالة ، ولكن علينا أن نعي أن الديمقراطية ليست صندوق انتخابات نذهب للإدلاء بأصواتنا فيه ، ثم نعود إلي بيوتنا نعاني من نفس سياسات مبارك الاقتصادية والسياسية ، وإن الديمقراطية ليست هدما للدولة ، أو وضع المؤسسة العسكرية وقيادتها موضع العدو الذي يجب محاربته ، بينما العدو الحقيقي متربص ينتظر فرصة للانقضاض علي الوطن ، ويعمل ليل نهار علي تخريب الثورة والدولة . إن أرواح شهداء الثورة المصرية في 25 يناير والذين سقطوا بعدها دفاعا عن حرية وكرامة هذا البلد ، تحتم علي كل الشرفاء في الوطن أن يصطفوا جميعا خلف القيادة الجديدة التي وضعها الشعب المصري في ثورتة الجديدة في 30 يونيه إننا جميعا مطالبون باستخدام قوة الدفع الثوري في الخروج برؤية وطنية شاملة للخروج من مأزق خطير وهاوية ننجر إليها جميعا ، وأن نفيق من الغفلة قبل أن نندم وقت لن ينفع الندم . ونأتي للملف الأكثر حساسية علي الساحة المصرية وهو ملف دور المخابرات الخارجية في نشر الفوضى في مصر ، ونؤكد أن هذا الملف لا يطرح من قبيل اتهام أحد أو التشكيك في وطنية أحد ، ولكنه كان جزءا من السياسات الأمريكية والإسرائيلية لاختراق المجتمع المصري وخاصة الحركات السياسية منها ، فقد رصدت كل من أمريكا وإسرائيل وبعض الدول الأوروبية ، منذ منتصف الثمانينات ، ميلاد حركات شبابية وطنية في الدول العربية ومصر بصفة خاصة ، وخشيت أمريكا من اليقظة القومية العربية ، التى من الممكن ان تؤدى إلى تنامي روح القومية العربية من جديد ، وتعيد للعالم العربى مناخ أشبه بالعهد الناصري ، وان تفرز المنطقة زعيما عربيا جديداً بأيدلوجية قومية عربية تهدد الوجود الاسرائيلي ، لذلك فقد سارعت أمريكا وربيبتها إسرائيل إلى اختراق الحركات الشبابية ، سعيا منها لمتابعتها عن قرب ، والتواجد بداخلها للتأثير على أنشطتها ومساراتها إن الصور التي تم بثها اليوم عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتي توضح كذباً أن هناك "مجزرة ضد الأطفال في الحقيقة صور مفبركة تم نقلها من أحداث سوريا والكذب بأنها كانت في أحداث الأمس. أن مراسلي الصحف والوكالات الأجنبية كانوا على علم بموعد الاعتداء وأخبرهم الإخوان أن هناك "مجزرة" سوف تحدث في الفجر و أن الرئيس الجديد لا يريد أن يقصي أحداً من المشهد السياسي.

قتلي الثورة المصرية الجديدة

قد قتل 218 شخصا بينهم 46 في سيناء وأصيب قرابة 3 آلاف آخرين في أعمال العنف التي تشهدها مصر منذ 26 يونيو الفائت في سياق عزل الرئيس محمد مرسي، وسقط القتلى في اشتباكات لأنصار مرسي مع قوات الأمن أو بين مؤيدي ومعارضي الرئيس المنتخب مرسي في 15 محافظة مصرية مختلفة.

وسجلت أعلى حصيلة للقتلى في القاهرة بسقوط 78 قتيلا منهم 53 قتلوا في أحداث الحرس الجمهوري في الثامن من يوليو الجاري وبينهم ثلاثة من أفراد الجيش المصري. وفي الجيزة قتل 40 شخصا معظمهم في محيط منطقة النهضة التي تشهد اعتصاما لأنصار مرسي منذ ثلاثة أسابيع. وشهدت المنطقة اشتباكات عنيقة. كما شهدت مدينة الإسكندرية الساحلية في شمال البلاد سقوط 24 قتيلا منهم 12 في حادثة واحدة في ضاحية سيدي بشر. وسقط 8 قتلى في مدينة المنصورة في محافظة الدقهلية في دلتا النيل و5 في محافظة أسيوط (جنوب البلاد) التي تعد أحد معاقل الجماعة الإسلامية المؤيدة لمرسي. كما سقط أربعة قتلى في مدينة مرسي مطروح وثلاثة قتلى في الاسماعيلية على قناة السويس وثلاثة قتلى بالقليوبية في دلتا النيل وقتيلان في المنيا في صعيد مصر. وسقط قتيل واحد في كل من مدينة بورسعيد وبني سويف والفيوم (جنوب البلاد) وكفر الشيخ والشرقية في الدلتا. وسقط معظم الضحايا بطلقات الخرطوش يليه الرصاص الحي ثم الطعن، حسب التقارير الصادرة من وزارة الصحة في كل واقعة. وعبر البلاد، شهدت أعمال العنف سقوط أكثر من 3 آلاف مصاب منهم 480 في واقعة الحرس الجمهوري في القاهرة وحدها، و200 في احداث عنف في محيط جامعة القاهرة و200 آخرون في أحداث سيدي بشر.

وفي سيناء بخاصة في مدينة العريش، ومنذ الاطاحة بمرسي في الثالث من يوليو الجاري، قتل 33 شخصا بين افراد أمن ومدنيين (23 من افراد الامن و10 مدنيين) في هجمات لمسلحين على اقسام للشرطة وكمائن للجيش والشرطة ومنشات مدنية وحكومية. وشمل قتلى افراد الامن، 16 شرطيا و7 مجندين في الجيش المصري، فيما اصيب اكثر من 100 اخرين في اكثر 50 هجوما للمسلحين في اقل من شهر.

فيما سقط 10 مدنيين ضحية لتلك الاحداث بينهم 3 في هجوم على حافلة لعمال في مصنع اسمنت بالعريش و 2 في اعتداءات، كما قتل مدنيان اثنان بالخطأ في منزلهما و3 أشخاص أثناء وجودهم في أماكن الاشتباكات.

وأعلن الجيش المصري عن سقوط عشرة المسلحين في العمليات العسكرية التي ينفذها الجيش في شمال سيناء. وقتل ثلاثة مسلحين الاربعاء 24 يوليو 2013، انفجرت سيارتهم المفخخة قبل موعدها وهي في طريقها للعريش.

ولم تعلن وزارة الصحة المصرية حتى الان عن حصيلة رسمية اجمالية لعدد القتلى والمصابين.

محطة هامة لخلط الأوراق في المشهد المصري

برغم نجاح الشعب المصري بالضغط على الولايات المتحدة الأمريكية لتغيير السفيرة آن باترسون ، التي كانت محطة هامة لخلط الأوراق في المشهد المصري ، وأثبتت بما لا يدع مجال للشك على أن الولايات المتحدة تضع مصر تحت المنظار ، حتى تكون في المستقبل القريب حلبة للصراع السياسي بين جماعة الإخوان المسلمين وباقي الأحزاب السياسية والليبرالية والوطنية المصرية . لم يكن تعيين باترسون عام 2011م من قبل الرئيس أوباما محض صدفة ، فالرئيس أوباما يرى أنها واحدة من أكفأ الدبلوماسيين الأمريكيين، ووضع فيها ثقة كبيرة منذ نجاحها في إدارة الأزمة الباكستانية، خلال عملها بالسفارة الأمريكية في كراتشي ، وبعد عودتها إلى واشنطن نهاية عام ٢٠١٠م طلب أوباما من وزيرة الخارجية وقتها هيلارى كلينتون منح باترسون جائزة الخدمة المتميزة تقديرا لدورها الذي لعبته في باكستان خلال عملها كسفيرة .أوباما اعتقد أن السفيرة الهادئة ستتمكن في مصر من تكرار تجربتها الباكستانية الناجحة في توطيد العلاقة بين الأحزاب الإسلامية والولايات المتحدة ، وكما يقول مسئول حكومي أمريكي أن السفيرة باترسون كانت ترى أن واشنطن تحتاج لتوطيد علاقتها بالقطاع الكبير المحافظ والمنتمى للتيار الإسلامي ، وهو ما نجحت فيه باترسون لكن النتيجة كانت الفوز بعلاقة جيدة مع الإسلاميين مقابل على حساب غالبية الشعب المصري وأحزابه السياسية .أخيراً وجد أوباما نفسه أمام موجة من الغضب الشعبي في مصر ، فأصبح لا مفر من رحيل باترسون عن القاهرة وعودتها إلى واشنطن ، واستبدالها بسفير آخر يُصلح ما أفسدته باترسون من وجهة نظر منتقديها ، أو يتمكن من مواجهة ما عجزت هي عن مواجهته بسبب الظرف السياسي المُعَقَّد الذي تمر به مصر ، وكذلك الحفاظ على إبقاء الدور الأمريكي في المشهد المصري دون أي تراجع .

سفير المخططات الارهابية لنشر الفوضى العربية

. يُعتَبَر روبرت فورد من أبرز من عملوا بمناصب دبلوماسية في الدول العربية، حيث يجيد اللغة العربية وعمل سفيرًا في الجزائر وقبلها نائبًا للسفير الأمريكي في العراق ونائبًا لرئيس البعثة الدبلوماسية الأمريكية في البحرين كما خدم في مكتب اقتصاد مصر بواشنطن وخدم قبلها في السفارة الأمريكية بمصر . يعتبر فورد شخصية تحمل الكثير من التآمر والخبث ، فهو احد أهم أسباب اشتعال الأوضاع في سوريا ، وسبق أن تم اتهامه بالمسئولية عن الحرب الأهلية في لبنان وغيرها من المشاكل الكبرى التي تشهدها المنطقة ، ولو صح وتم تعيينه سفيراً في مصر فسوف نشهد تطورات مهمة في الساحة المصرية ، وقد تكون هذه التطورات ليست في صالح مستقبل مصر وشعبها . نتمنى أن يكون شعبنا المصري العظيم على دراية بخطورة الأوضاع المحيطة به ، والدور الذي تلعبه الإدارة الأمريكية لتدهور الأوضاع الداخلية المصرية ، وهذا لم يعد خافياً على أحد ، فقد لعبت الإدارة الأمريكية في المشهد المصري منذ زمن بعيد ، وكان لها من المواقف ما يُثبت أنها تسعي لتدمير مصر ، فقد تخلت عن حلفاؤها من نظام مبارك ، وهاهي تتخلى عن الإخوان المسلمين ، وبالتأكيد فإن أي تحالف معها في المستقبل سيكون مصيره الفشل .

أخيرا، قررت إدارة الرئيس ‘حسين أوباما’ تعيين ‘روبرت س. فورد’ سفير الولايات المتحدة في سورية، والذي لا يزال إلى اليوم يدير الفوضى الخلاقة في بلاد الشام انطلاقا من مكتبه بتركيا، سفيرا جديدا لها في القاهرة، خلفا للعجوز الشمطاء ‘آن باترسون’ التي فشلت في إشعال نار الفتنة وتحويل ‘المحروسة’ إلى ساحة عربية جديدة للفوضى الخلاقة على غرار ما حصل في سورية.. لكن، برغم فشل ‘أن باترسون’ الذريع في وساطاتها المشبوهة بين الإخوان وقيادة الجيش، ورفض الشعب المصري تدخلاتها السافرة في الشأن المصري الداخلي، أكرمها البيت الأبيض بأن عينها في منصب ‘وكيلة دولة” لشؤون الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الأمريكية. ما يؤكد أن مصر ستشهد في المرحلة المقبلة تنفيذ سيناريوهات بديلة على مراحل وفق المخطط الجديد الذي عين السفير ‘روبرت س. فورد’ لتنفيذه بنفس الكفائة التي أظهرها في الحالة السورية. ومعروف عن روبيرت فورد أنه عمل كمساعد سابق للسفير ‘جون نيغروبونتي’ في بغداد، حيث يعود إليه الفضل بالتعاون مع بندر بوش الوهابي في إشاعة القتل والخراب في هذا البلد العربي الجريح، حتى لا تقوم له بعد إنسحاب الجيش الأمريكي منه ذليلا مهزوما أية قائمة، فكان ما كان مما نعرفه من عمليات إرهابية يكاد لا يمر يوم دون أن نسمع عن تفجير هنا أو قتل هناك. السوريون يذكرون جيدا أن هذا السفير الأمريكي عندما كان بدمشق، كان يتحدى السلطات السورية ويقفز على كل القوانين والأعراف الدولية، ويتجول بسيارته بشكل شبه يومي فيلتقي برؤوس الفتنة من العملاء والخونة الذين زرعتهم الإدارة الأمريكية في بلاد الشام ليكونوا بمثابة الطابور الخامس لتدمير وطنهم من الداخل. ويعلم السوريون كذلك، أن أولى المظاهرات المناهضة للرئيس الأسد عام 2011، قام بتنظيمها السفير ‘فورد’. وقد عرف هذا السفير المثير للجدل بقدرته على تعبئة ما يسمى بـ”المعارضة”، وسفراء الدول الحليفة في سورية (الغربية منها والعربية) لدعم ما أطلق عليه في حينه زورا وبهتانا بـ”الثورة” السورية

فإن تعيين روبرت فورد سفيرا في القاهرة، يعطي في حال حظي بموافقة مجلس الشيوخ، إشارة عن احتمال نهاية الحرب ضد سوريا، وبداية الحرب الأهلية في مصر. وبذلك، تكون ثلاثة أقوى جيوش عربية (العراق، سوريا، مصر) قد دمرت تماما، تاركة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا تحت الهيمنة الصهيوأمريكية بالكامل. هذا مع الإشارة إلى أن جيش مصر الذي يعتبر، وفق الإعلام المصري، أول جيش عربي في المنطقة، لا يضم في الحقيقة سوى 500 ألف رجل لـ 85 مليون مواطن، مقابل 1,5 مليون رجل شرطة. مع العلم كذلك، أن كل تسليح الجيش العربي المصري “النوعي” يأتي من أمريكا، بموجب إتفاقية ‘كامب ديفيد’ المشؤومة. وهو الأمر الذي يجعل من مصر بلدا هشا يسهل زعزعة إستقراره بفضل الإرهاب في سيناء وخلق ظروف حرب أهلية داخلية، خاصة في الظروف السياسية المضطربة التي يمر منها البلد حاليا بعد إسقاط حكم ‘الإخوان’، ونظرا كذلك للوضع الإقتصادي المتأزم الذي تعيشه مصر على كل الصعد، وصعوبة الخروج منه سالما من دون خطة إنقاذ وطنية جريئة، ومساعدات خارجية لا تكون مشروطة بخطوط سياسية معينة. صحيح أن المجلس العسكري الذي أسقط حكم الإخوان نزولا عند رغبة غالبية الشعب المصري لا يمارس السياسة، ولا يقرر في الشؤون الداخلية والخارجية المصرية إلا ما له علاقة بمهامه الأمنية المحدودة لجهة محاربة الإرهاب واستثباب الأمن والإستقرار. وهي المهمة التي تبدو مستحيلة برغم تفويض الشعب المصري الفريق ‘عبد الفتاح السيسي’ القيام بما يلزم في هذا الشأن بناء على طلبه، نظرا لإصرار ‘الإخوان’ والإرهابيين الداعمين لهم من جهة، وقرار الإدارة الأمريكية وحلفائها تحويل مصر إلى سورية ثانية في حال أصر الجيش والحكومة المؤقتة على رفض الخطة الأمريكية للخروج من الأزمة السياسية الحالية وفق رؤية واشنطن للحل في مصر والذي يقضي بإعادة الإخوان إلى الحكم عبر بوابة إنتخابات مفبركة.

والمخابرات الامريكية والاسرائلية توصي بضرورة إعتماد تكنيك جديد لتفتيت الجيش المصري، وذلك بافتعال مجموعة أحداث متفرقة على إمتداد جغرافية البلاد، ما يدخله (أي الجيش) في مواجهة مع شعبه (والمقصود بشعبه هنا الإخوان والإسلاميين والإرهابيين والمرتزقة الذين سيستقدمونهم إلى الداخل المصري من كل أصقاع الأرض بإشراف ‘روبيرت س. فورد” السفير الجديد وبندر بوش ومشيخة قطر، لإشاعة القتل والخراب في كل مكان، ما سيمكن الإدارة الأمريكية وحلفائها المخلصين (الغربيين والعرب) من تفتيت الجيش في أقل من 10 أشهر، وفق تقدير الدراسة. بمعنى، أن نفس السيناريو السوري سيتكرر حرفيا في مصر، وستستغل الحدود مع غزة والسودان وليبيا وإسرائيل لضخ السلاح والإرهابيين إلى الداخل المصري. وفي هذا الإطار يستعد وفد من ‘الإخوان المسلمين’ (التنظيم الدولي) بمعية دبلوماسيين أتراك و وفد من حزب أردوغان الحاكم، للتوجه في الأيام القليلة القادمة إلى واشنطن ليحل ضيفا كريما على البيت الأسود، حيث سيمضي بضعة أيام في إحتماعات خاصة مع ساسة كبار، وقياديين حزبيين بارزين من الكنجرس، وعسكريين من البنتاغون، ومسؤولين من المخابرات… لتدارس الوضع في مصر وسبل إعادة هذا البلد ‘المتمرد’ إلى بيت الطاعة الأمريكي، نظرا لأهميته الجيوسياسية الخطيرة والمتمثلة في جواره مع إسرائيل، وسيطرته على قناة السويس الإستراتيجية والمهمة بالنسبة لحركة التجارة والجيش الأمريكي في المنطقة، وخوفا من أن يعود لدوره القومي القديم وفق ما تبين مواقف وتصرفات ‘عبد الفتاح السيسي’ المقلقة

عمليات رصد مجموعات ارهابية

، أن أجهزة الأمن والمخابرات المصرية رصدت 3 جماعات مسلحة فى سيناء خلال الأسبوع الماضى تعمل بالتنسيق مع بعضها فى مخطط لاغتيال عدد من قيادت الجيش والشرطة والشخصيات العامة والمسئولة، فى أول أيام عيد الفطر المبارك. أن «فى مقدمة المطلوبين للاغتيال وفق المخطط، الفريق أول عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع واللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية والدكتور محمد البرادعى نائب رئيس الجمهورية للشئون الدولية

أن أجهزة الأمن المصرية كشفت عن المخطط من خلال تتبعها لأحد العناصر الحمساوية التى دخلت سيناء عبر الأنفاق الرابطة بين غزة وسيناء يوم 30 يوليو الماضى، وتمهلت الأجهزة الأمنية فى إلقاء القبض عليه ليجرى وضعه تحت المراقبة. وبتتعبه، رصدت الأجهزة الأمنية تواصله مع الجماعات الإرهابية الثلاث المكلفة بمخطط الإغتيالات. وبعد إلقاء القبض عليه اعترف أمام جهات التحقيقات التى جرت بإحدى الجهات السيادية فى سرية تامة بأنه يعمل ضمن إحدى جماعات السلفية الجهادية الموجودة فى سيناء وغزة منذ عام ونصف العام. ، يبدو أن الإدارة الأمريكية ممسكة بخناق مصر، ففي الوقت الذي كثفت فيه من زيارات موفديها إلى القاهرة بذريعة إجراء “وساطة” بين أطراف الصراع الداخلي من أجل إستقرار مصر وعودة الديمقراطية، ها هي تخفي وراء ذلك كله خططا وأهدافا خبيثة، تكشف عن طبيعة العلاقة العضوية بين جماعة الإخوان المجرمين والإدارة الأمريكية. وتهدد من الباطن يـ”الفوضى” في حال رفضت السلطات الجديدة في مصر القبول بخطتها. وهي في ذلك تستعمل الجزرة والعصا كعادتها، فبعد أن أمرت السعودية والإمارات وقطر بتقديم مساعدات وقروض ميسرة للقاهرة حال سقوط الإخوان ووعودا سخية باستثمارات معتبرة، خوفا من أن تفلت الأمور من بين يديها، طمعا في أن تثمر مثل هذه المساعدات السخية إلتزاما من سلطات القاهرة ببقاء مصر تحت مظلتها، تهدد بالمقابل بخنق مصر إقتصاديا وضرب إستقرارها من خلال مخطط الفوضى الخلاقة المعد سلفا لتدمير الجيش المصري وتقسيم البلاد إلى دويلات ضعيفة متصارعة. والمطلوب، وفق ما تهدف إليه أمريكا، هو إعادة مصر لـ”الحظيرة” الأمريكية من خلال إحداث صدمة قوية لدى الشعب المصري تفقده ثقته بالسلطات الجديدة عندما يقبل مرغما بعودة الإخوان من خلال بوابة إنتخابات مزورة، لدرجة سيشعر معها باليأس والإحباط، ولن يقدم بعد اليوم على أية ثورة جديدة تعرض مصالح أمريكا وإسرائيل للخطر. وهذا هو المبتغى والغاية العميقة من وراء كل هذا الحراك الدبلوماسي الأمريكي والأوروبي والعربي للقاهرة، وهو ما يفسر إصرار أمريكا وحلفائها المخلصين على التدخل السافر في الشؤون الداخلية المصرية. ولا يهمها في ذلك أي حديث عن ثورة الشعب وإرادته ورغبته في إرساء ديمقراطية حقيقية ستفضي حتما إلى إلغاء إتفاقية ‘كامب ديفيد’ وعودة مصر إلى دورها العربي الإقليمي والدولي.

حكومة مؤقتة

أن الحكومة المؤقتة لا تعمل كفريق واحد وفق رؤية موحدة انطلاقا من إرادة الشعب وتحقيقا لأهداف ثورته المباركة. صحيح أنها حكومة مؤقتة، وليس مطلوبا منها في هذه المرحلة الحساسة والدقيقة من تاريخ مصر بلورة رؤية سياسية داخلية وخارجية للدولة المصرية، بل يقتصر عملها على تسيير شؤون المؤسسات اليومية خدمة للمواطنين بالموازات مع المهام الكبرى التي أوكلت إليها، والمتمثلة في تعديل الدستور ووضع قانون جديد للإنتخاب والتحضير للإنتخابات البرلمانية المقبلة التي ستتبعها إنتخابات رئاسية، بالإضافة للقيام بمجهودات إستثنائية لإدارة الوضع الإقتصادي المتأزم للبد للخروج بمصر من عنق الجزاجة، ودون إغفال بلورة خطة للمصالحة الوطنية تتضمن رؤية شمولية للعدالة الإنتقالية مع استثناء الملطخة أياديهم بدماء المصريين من العفو والمصالحة. لكن أمريكا لن تترك الحكومة المؤقتة تحقق أهداف الثورة الشعبية بسلام، وستعمل بكل الوسائل والسبل لإفشال مجهوداتها وتضييق الخناق عليها من كل حدب وصوب. وقد أصبح هذا الأمر واضحا لكل مراقب اليوم.

زيارة بوتن

ولعل الأمل الذي يلوح في الأفق القريب هو إعتزام الرئيس ‘بوتن’ زيارة مصر في الأيام القليلة القادمة، حيث يعلق المراقبون آمالا كبيرة على نتائج هذه الزيارة التي من شأنها إنقاذ مصر من براثن السياسة الخبيثة الأمريكية. وذكر متابعون روس أن الرئيس الروسي سيحمل معه إلى القاهرة مجموعة إقتراحات عملية تشمل مساعدات إقتصادية عاجلة وقروض ميسرة ومساعدات عسكرية من شأنها مساعدة القاهرة على الثبات في مواقفها الرافض للهيمنة الأمريكية، ما سيمكنها لا محالة من الإستغناء عن المساعدات الأمريكية المشروطة سياسيا وبطرق مهينة لكرامة مصر دولة وشعبا. لكن في انتظار ذلك، على القاهرة أن تثبت على مواقفها المبدئية المنحازة لأهداف الثورة، وأن ترفض تعيين السفير الأمريكي المجرم ‘روبرت س. فورد’.. بكل قوة وعزم، حتى لو أغضب ذلك الإدارة الأمريكية.. لأنه في حال قبوله، فسلام على مصر، وسلام على جيشها، وسلام على شعبها الذي سيتحول لا محالة إلى قبائل وطوائف وملل ونحل تتقاتل فيما بينها خدمة للمشروع الصهيوأمريكي في المنطقة.

تعليق واحد

  1. اعترف ان خيال الكاتب أوسع من خيال الأطفال وانه يفرض الفرضيه ويدعمها بضربه استباقية ليست واقعيه إنما من دهاليز المخابرات التي ما زالت تستقي من تلاميذ عبد الناصر وأيام تلفيق الاتهامات للإخوان المسلمون حتى وصل الحال بهم ان أحدهم إنهم الإخوان أنهم سبب هزيمة المسلمون في الأندلس
    وآخر قال ان الإخوان أقاموا معسكر تعذيب تحت ميدان رابعه العدوية وساحاته . جيش مصر كان باسل مره واحده بالتاريخ وهي عندما كبر وقال الله أكبر في حرب 73 . وباقي حربه كان فاشل كان فاشل في عام ٤٨ وكان فاشل في٦٧ كان فاشل ومتخاذل في حرب اليمن كان دميه في حرب الخليج وكان الشعب المصري بطل دائماً لانه زَود الجيش المصري بالرجال وسمح له بالعبث بالشعب ومقدراته بحجة التجاره بالقضية والقدس والوحدة والتعاون والاتحاد والتنسيق والشجب
    الجيش والمخابرات ( رجال ) على شعبهم المسكين الذي ما شبع من الفول ولا الطعمية وهو راضي ويقول صبراًمن اجل القضية الجيش ( المصري )له دوله بداخل دوله له اقتصاد خاص .ليس مصانع عسكريه إنما هم رجال أعمال وأرباح خاصه على حساب العامه وان الحقائق معروفه
    أما الجيش الباسل ونظام حكمه فقد ضحي بزعيمه مبارك لان تاريخ صلاحيته انتهى وتمسكت حتى تمكن ساعد بإقامة انتخابات ولكنه حاك المؤثرات والموئمرات من اجل إنتاج مسرحيه يظهر بها فشل حكم المدني المتدين الذي يخاف الله . هذا النظام عاد اليوم بكامل هيئته وعتاده رجاله المستنسخين وقانون حالة الطوارئ
    فلا نامت اعيون الجبناء … ان الاخوان لهم أخطاء ولكنهم ليسوا مجرمين مثل الذين فوضوا السيسي بالقتل فقبل شهر ونصف كان لهم قرار وإمكانية تنفيذه فلم يحتجزوا القيادات المعارضة ولا الإعلاميين المسممين
    هذا ردي المتواضع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة