أيها الأب لا تكن مهملاً

تاريخ النشر: 15/01/16 | 2:42

كثيراً ما تشتكي الأم عن الزوج انه يترك المسؤولية كاملة عليها ولا يتدخل أبدا في أي شيء يخص البيت أو الأطفال. ويقضي معظم وقته خارج البيت، ولا يرى الاطفال إلا وهم نائمون، وعند أي غلط واو تقصير يوبخها قائلاً: أنت مقصرة في مسؤولياتك! ماذا تفعلين؟ لقد تزوجتك حتى تربي الأطفال.
أيتها الأم: اهدئي قليلاً، حاولي جذبه للبيت وشد انتباهه وربطه بالأولاد ومشاكلهم، اشركيه في بعض المسؤوليات – روح للدكتور – انزل معنا نشتري حاجان– خذ الأطفال معاك. وأصري على جعل يوم للبيت تجلسون معاً وتخرجون معاً لرحلة أو زيارة الأقارب. تفهمي طبيعة عمله واخترقي الثغرات.
وأنت أيها الأب: الطفل يحتاج للأب والأم معاً، يحتاج لنموذج ذكري في حياته حتى يتعلم منه انه ينتمي لهذا النموذج. يحتاج لنموذج من جنسه ليقلده ويحاكيه ويتقمصه، وأمر مهم في تكوين الشخصية. واذا أعطيته الحب والحنان والعطف سيظل مرتبطاً بك بعد ذلك حتى لو استقل مادياً واستغنى عن نفقتك.
وإذا كنت تدعي انك تفعل ذلك من اجلهم فقط وليس من أجل نفسك فإنهم يحتاجون للرعاية والعطف مثل احتياجاتهم للنفقة والمال ولا بد أن تعطي كل جانب حقه. وخير تأمين لمستقبلهم، ان تمنحهم قدراً من الثقة بالنفس ومواجهة القلق والعوائق، وشخصية سوية مستقلة تعرف كيف تواجه الحياة ولو بدون مادة.
لا بد للصغير من مخالطة الكبير كمنهج أصيل في التربية ليتعلم منه أساليب عملية وميدانية في تطبيق القيم والأفكار، لأن ذلك تثبيت لمعنى القدوة والتجربة ومعالي الأمور، وإذا تركنا الصغار بعضهم لبعض طوال فترة التربية فلا يتعلمون إلا سفاسف الأمور وتستهويهم الشرور والفوضى.
فلا بد أن تصحبهم لزيارة أهلك ليتعلموا معنى صلة الرحم، وان تعلمهم العطف والمودة على الصغير حتى يفعلوا ذلك مع صغارهم حينما يكبرون، أن تعلمهم كيفية مواجهة الأزمات من خلال أزمات تمر بها أنت وتتصرف أمامهم أن تنمي السلوك الصحيح داخلهم بالمدح والثواب والتقدير.
نعم فلن نرى أو نسمع أن أحدا من علماء الدين أو التربية أو علم النفس أجاز للأب أن يحول المنزل إلى لوكاندة(فندق للنوم فقط )، بل على العكس فرضوا عليه قدراً من الرعاية والاهتمام والبذل النفسي وان كان أقل من الأم في مرحلة ما قبل المدرسة فليس معنى ذلك انه غير موجود.
في النهاية أنت المسؤول أمام الله وأمام المجتمع وأمام القانون عن زوجتك وأولادك مسؤولية كاملة شاملة، فاتق الله فيما أنت مستخلف فيه، فان الله سائل كل راع عن رعيته.

8

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة