محبة

تاريخ النشر: 31/12/15 | 16:43

اعتاد الحَمَل ” نور” ، ومنذ أن اخضرّت الأعشاب وأزهرت الرّياحين ، أن يقوم بجولة قصيرة تحت نظر ومرأى من أمّه الغنمة ” محبّة ” . وعندما عاد رأت أمّه الدّموع في عينيه ، فعانقته ومسحت دموعه قائلة : ماذا بكَ يا صغيري ؟ لماذا الدّموع في عينيكَ الجميلتين ؟.
تنهّد الحَمَل نور وأجاب : انّه الجدي ” أسمر ” يا أمّاه …جارنا ، فقد اعترض طريقي في هذا المساء ايضًا وأخذ يسبّني ويشتمُكِ ويهزأ بي دون سبب. ضحكت الغنمة محبّة وقالت : لا بأس يا صغيري ، انّه صغير لا يفهم ، دعنا نُصلّي من أجله حتى يرحمه الله ويُهذّب أخلاقه. ركعت محبّة ، وركع إلى جانبها الحَمَل الصغير ، ورفعا صلاة حارّة إلى الله لكي يرحم أسمر ويُحسِّن أخلاقه. نام الحمل وامّه في تلك الليلة نومًا هانئًا.
وفي صباح اليوم التالي ، وبعد أن طبعت الغنمة قُبلةً على جبين صغيرها النائم ، تركت المغارة متوجهةً نحو الحقول الخضراء .
وإذا بها تصادف الجدي أسمر يقفز ويركض خلف الفراشات المُلوّنة ، فلمّا رآها خجل وأخذ يركض هاربًا ، فنادته الغنمة محبّة بثغاءٍ جميل وقالت : اسمر ، ولدي أسمر …مالَكَ تهرب !! أنا أحبّك ، وكذلك صغيري نور ، انّه ينتظركَ في المغارة القريبة من الجدول ، اذهب إليه بعد أن تستأذن امّك لتلعب معه ، وسأحضر لكما عند الظهر وجبة جميلة من الأعشاب الطريّة .
وقف أسمر وقال وهو يتلعثم : أنا آسف يا امّاه عمّا بدر مني بالأمس وقبله ، فقد أخطأت بحقك وحقّ أخي نور ..سامحيني ، سأذهب إليه بعد أن استأذن أمّي .ضحكت الغنمة محبّة وقبّلت الجدي بين عينيه. وفي ساعات الظهيرة ، عادت الغنمة محبّة ، لتجد حَمَلها والجدي أسمر يركضان خلف الفراشات المُلوّنة.

بقلم: زهير دعيم

zoherbukja

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة