روائع من التاريخ (08)
تاريخ النشر: 27/12/15 | 8:01فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ.. [الأعراف:176].
إن التاريخ ليس مجرد أقاصيص تحكى، ولا هو مجرد تسجيل للوقائع والأحداث.. إنما يدرس للعبرة وللتربية.. تربية الأجيال.. (فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) وكل أمة من الامم تعتبر درس التاريخ من دروس التربية للأمة، فتصوغة بحيث يؤدي مهمة التربية في حياتنا..
وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ [الحجر: 47].
كان طلحة بن عبد الرحمن بن عوف أجود قريش في زمانه. فقالت له امرأته يوماً: ما رأيت قوماً أشد لؤماً من إخوانك. قال: ولم ذلك ؟ قالت: أراهم إذا اغتنيت لزموك، وإذا افتقرت تركوك ! فقال لها: هذا والله من كرم أخلاقهم يأتوننا في حال قدرتنا على إكرامهم.. ويتركوننا في حال عجزنا عن القيام بحقهم.
علق على هذه القصة الإمام الماوردي فقال: ” انظر كيف تأول بكرمه هذا التأويل حتى جعل قبح فعلهم حسناً، وظاهر غدرهم وفاء. وهذا والله يدل على أن سلامة الصدر راحة في الدنيا وغنيمة في الآخرة وهي اسباب دخول الجنة “.
نعم أخي الحبيب إن صفاء النية من اهم اسباب دخول الجنة قال تعالى: (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ وَقَالُواْ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُواْ أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) [الأعراف: 43].
بل إن صفاء النية راحة نفسية لا يشعر بحلاوة طعمها إلا من جربها. فلا تحرم نفسك من تذوق هذه الحلاوة.. اللهم ارزقنا قلوباً سليمة..
محمود عبد السلام ياسين