اقتصاد الطاقة في البلاد يتواجد على مفترق طرق

منذ اكثر من عقد، يتميز اقتصاد الكهرباء في البلاد بارتفاع حاد في الطلب على الكهرباء، الى جانب الانخفاض الحاد في احتياطي الكهرباء، الى حد الخوف من نقص وانعدام القدرة على تزويد الطلب. على مدار السنوات، كان الرد الرئيسي للانخفاض الحاد في احتياطي الكهرباء في العرض، اي زيادة قدرة الانتاج عبر اقامة محطات قوة اضافية.

لإنتاج الكهرباء تكلفة بيئية قاسية. وسط انتاج الكهرباء مسؤول عن حوالي 60% من انبعاث غازات الدفيئة في البلاد ويشكّل عامل رئيسي لتلوث الهواء. يتوقع ان تجني زيادة قدرة انتاج الكهرباء بالوسائل التقليدية ثمنا بيئيا واقتصاديا باهظا آخر.

زيادة حجم الطاقة المتجددة في اقتصاد الكهرباء في البلاد تعتبر حاجة ضرورية من اجل التوازن بين مجمل متطلبات البيئة، المجتمع والاقتصاد. إلا ان علينا ان نتذكر انه ايضا لإنتاج طاقة متجددة هنالك ثمن بيئي. هكذا مثلا، فان اجهزة انتاج الطاقة الشمسية تتطلب تخصيص واسع من المساحات المفتوحة ذات القيمة الكبرى. وايضا ، طواحين الهواء تضر بالمناظر الطبيعية ويمكنها ايذاء الطيور.

يتم في البلاد اليوم العمل على شتى المبادرات من اجل تطوير اقتصاد الطاقة. حيث يتم النهوض بمبادرات لإنشاء منشآت طاقة تم ضخها، تجارب لإنتاج نفط من الصخر الزيتي،اقامة مزرعة لطواحين الهواء، منشآت لإنتاج الطاقة الشمسية ، انتاج غاز طبيعي من مستودعات بحرية وغيرها.

مختلف هذه المبادرات يتم النهوض بها بشكل محدد وبدون رؤية واسعة وشاملة، ومن هنا تنبع الحاجة الماسة الى تحديد سياسة وطنية لاقتصاد الطاقة.

الحث على التوفير، نجاعة الطاقة والانتقال الى اقتصاد طاقة يعتمد على غاز طبيعي وطاقات متجددة، هي المبادئ الرئيسية لسياسة اقتصاد الطاقة في البلاد.

يجب على هذه السياسة خلق اولويات واضحة لادارة الطلب على ادارة العرض. هذه الخطوة هي اداة رخيصة، ناجعة وسريعة نسبة الى التطبيق، وتشكّل عنصرا هاما في حل مشكلة النقص في الكهرباء. من خلال التجربة في باقي دول العالم نستطيع ان نعرف ان الاستثمار في تشجيع التوفير والاستعمال الحكيم للكهرباء اكثر نجاعة من الاستثمار في انشاء وسائل انتاج. عدا عن الحل الرئيسي للنقص بالكهرباء، لنجاعة الطاقة هناك مزايا كثيرة اخرى مثل: التقليل من تلوث الهواء وانبعاث غازات الدفيئة، التقليل من الاعتماد على مصادر الطاقة المستوردة، المحافظة على المناطق المفتوحة وغيرها. كما وعلى اقتصاد الطاقة في البلاد الاعتماد على مخازن الغاز الطبيعي التي تم العثور عليها مؤخرا، والتي تقلص بشكل كبير من تلوث الهواء نسبة الى خليط المحروقات الحالي.