زهرة الالوان…

تاريخ النشر: 26/05/11 | 14:14

كان يا مكان في مكان بعيد بستان جميل فيه من كل الاشجار والأزهار. كان فيه اشجار التفاح ، الموز، الرمان والخوخ وكانت تعيش الازهار المختلفة بين الاشجار مثل الجوري والقرنفل والياسمين. ولكن اجمل ما في البستان كانت وردة اسمها ذات الالوان. فكان فيها من كل الالوان وكان عطرها ساحر وفتان.

وكانت الاشجار والازهار تعيش بأمان وأطمئنان وتتكلم مع بعضها وتستمع للعصافير التي تحط على أغصانها وهي تنشد أجمل الالحان.

وفجأة في يوم من الأيام جاءت عاصفة شديدة جدا جدا إقتلعت الاشجار والازهار وحملتهن من مكان لمكان. أما زهرة الألوان كانت في سبات تحت التراب وبين الاحجار. وعندما استيقظت وجدت ما حل بالبستان وجدت البستان فارغ لا يوجد به اشجار ولا أزهار والطيور اختفوا من كل مكان. والان بقيت وحيدة في البستان. حزنت زهرة الالوان كثيرا ومن شدة حزنها تحولت ورودها الى اللون الاسود واصبحت تنبعث منها رائحة كريهة .

وقرر صاحب البستان ان يبيعه للعم نعمان لانه لا يستطيع ترميم ما دمر الاعصار. وقال له في البستان زهرة لها من كل الالوان وعبيرها فتان. ذهب العم نعمان برفقة عائلته للبستان. واخذ يبحث عن زهرة الالوان ولكنه لم يجدها ووجد فقط زهرة سوداء ذات رائحة كريهة. فقال لزوجته وعائلته يجب ان اقطع هذه الزهرة قبل ان نحرث الارض. ولكن ابنته الصغيره سميرة قالت ابي العزيز هل لي ان احتفظ بهذه الزهرة فلونها اسود ولا يوجد في العالم ورود سوداء ربما هي بحاجة للأعتناء فلونها يدل انها حزينة. فوافق الوالد على طلب الصغيرة واحضر لها أصيص صغير وضعت فيه الزهرة مع التراب.

وانتقلت زهرة الالوان للعيش في بيت العم نعمان. وضعت على الشباك بجانب ورود أخرى وامامها شجرة صنوبر كبيرة. فكانت تأتي العصافير تجلس على الاغصان فتسمع شدوها الفتان. وكانت سميرة الصغيرة تهتم بها كثيرا فتضع لها الماء والسماد. وتعتني بها وتحدثها كم هي تحبها وانها مسرورة انها في بيتها. وكانت تأتي الفراشات لتنظر لهذه الزهرة الغريبة ذات اللون الغريب.

ففرحت الزهرة بهذا الاهتمام وبالاصدقاء الذين يحيطون بها من كل مكان وبدأ اللون الاسود بالإختفاء شيئا فشيئا حتى بدت الوانها الزاهية وبدأت تنبعث منها رائحة زكية رائعة. ففرح كل من حولها وفرحت سميرة لانها عرفت انها استطاعت اسعاد زهرة الالوان وها هي عادت لما كانت عليه.

فقررت سميرة زراعتها في الحديقة كي تكبر ويكون منها ورود كثيرة. فإمتلاء البستان بزهرة الالوان واصبح الناس يشمون عبيرها من كل مكان ويأتون لسميرة لتعطيهم واحدة من هذه الازهار . ففرحت سميرة بهذا الامر وكانت تعطي من يريد زهرة الالوان ولكنها تحتفظ بصديقتها التي وجدتها في البستان.

‫5 تعليقات

  1. قصه في غاية الروعه والجمال مليئه باحاسيس وروعة الكلام فلا احد يستطيع العيش معزولا عن احبائه الا وتحول لورده سوداء شكرا اختي على هذه القصه الجميله

  2. الحياة اخذ وعطاء…يمكننا جميعا ان نتمتع بالطبيعة ..زهورها ورياحينها وكل جمالها….

    لكن علينا ان ندرك جوهر الحياة وان نكون مصدرا للبهجة ونتصرف بجمال وان نبث

    الطاقة الايجابية ونكون مع الحب والعطاء والخير…كن جميلا ترى الوجود جميلا….

  3. ما شاء الله …مبدعة اختي كما عهدتك ..قصة رائعة مليئة بالعبر نفع الله فيك الامة…سلمت اناملك اختي الرائعة…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة