الصبر على البلاء
تاريخ النشر: 22/12/15 | 10:30من منهج الصحابة رضوان الله عليهم الصبر على ما يصيبهم من البلاء، والابتلاء على قسمين:
– ابتلاء يحصل للإنسان عن طريق مشروع.
– ابتلاء يحصل للإنسان عن طريق غير مشروع.
فرجل يمشي على نور وبصيرة فتسلط عليه من ابتلاه إما بسجن أو بضرب أو بحرمان… فما دامت دعوته على بصيرة موافقة منهج سلف الأمة فلا خوف عليه؛ بل هو على خير عظيم. أما أن يتصرف تصرفات ليس لها زمام ولا خطام فعساه أن يسلم من الإثم إذا ابتلي. ولهذا كان الخوارج أشد الناس عبادة، ومع هذا قاتلهم الصحابة وحذّروا من منهجهم، وقال عنهم النبي صلى الله عليه وسلم: «إن أدركتُهم لأقتلنهم قتل عادٍ وثمود» (متفق عليه).
وبهذا تعلم أن أجر الابتلاء وثوابه لا يناله المكلف إلا إذا كان عمله على بصيرة سواء كان في الجهاد أو في أي عبادة، واقرأ قول الله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ . عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ} [الغاشية:2، 3] خشوع وعمل ونصب، والنتيجة: {تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً} [الغاشية:4] لِمَ؟! لأن هذا الخشوع وهذا العمل وهذا النصب ليس على بصيرة.
وانظر أيضًا لما جاء النفر الثلاثة رضي الله عنهم من شباب الصحابة وقد حرموا أنفسهم طيبات أحلت لهم وأرهقوا أنفسهم بتكاليف لم يشرعها الله تعالى خشي عليهم النبي صلى الله عليه وسلم من الانزلاق في أمور مخالفة فحذّرهم وأنكر عليهم علانية قائلًا: «ما بال النفر الثلاثة» وما سماهم بل ستر عليهم لجهلهم لكنه أنكر وبالغ وقال: أما والله والقسم للتأكيد وإلا فالرسول أصدق البشر قولا، وانظر المؤكدات: «أني أخشاكم لله وأتقاكم له، ولكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني» (متفق عليه)، مع أنهم أرادوا العمل لكن هذا العمل الذي سيجلب عليهم التعب لا يؤجرون عليه لأنه يخالف سنة النبي صلى الله عليه وسلم.