عندما يحقق الاحتلال مع طفلة مقدسية ويهددها بالاعتقال

تاريخ النشر: 17/12/15 | 8:52

رافقت المقدسية سناء الرجبي (46 عام) صباح أمس (الأربعاء) طفلتها هديل إلى مركز القشلة في بلدة القدس القديمة، بعد أن تم استدعائهما للتحقيق، بزعم عرقلة الأم عمل شرطي في شهر آب الماضي.
أثناء التحقيق معها، لم ترضخ الطفلة هديل الرجبي (12 عام) لتهديد محقق الاحتلال في مركز شرطة القشلة، عندما توعدها بالاعتقال في حال عدم “الاعتراف” على والدتها. “لن أكترث لتهديدات المحقق، بل سأواصل زيارة المسجد الأقصى وترديد التكبيرات في ساحاته، لأنني أشعر بالحزن عند ابتعادي عنه”.
“قيام شرطة الاحتلال اليوم باستدعاء أطفال ليدينوا من خلال إفادتهم أولياء أمورهم هو أمر خطير جدا ومحاولة لتشتيت العائلة” عقب المحامي رمزي كتيلات من مؤسسة “قدسنا لحقوق الانسان” على التحقيق مع طفلة صغيرة وبهذا الأسلوب الخطير. “هذا انتهاك جديد وأسلوب قبيح جدا من قبل شرطة الاحتلال ونرفضه كليا”.

كُسِر حاجز الخوف
سناء الرجبي أم لتسعة أبناء، ممنوعة من الصلاة في المسجد الأقصى منذ نحو عامين بقرار عنصري من قوات الاحتلال، لكنها تصر على الذهاب يوميا لتتدارس القرآن عند عتباته، مع زميلاتها من النساء اللواتي منعهن الاحتلال ظلما من الصلاة فيه منذ أكثر من 4 أشهر.
ورغم كل ما تعرضت له الرجبي الأم من إبعاد عن المسجد الأقصى ومنعها من دخوله والصلاة فيه ثماني فترات، واعتقالها وتوقيفها تسع مرات، وإصابتها عند باب القطانين بقنبلة صوت تسببت بحروق في ساقها وملابسها؛ إلا أن ذلك لم يزدها إلا ثقة وثباتا على حقها في المسجد الأقصى.
وأمام نفيها التهم الموجهة إليها أثناء التحقيق اليوم، أخلي سبيل الرجبي وابنتها هديل بعد أن تعرضتا للتحقيق، وتم تسليم الأم قرارا بالإبعاد عن باب الملك فيصل- أحد أبواب المسجد الأقصى – وطريق المجاهدين المؤدي إليه، 15 يوما، والتوقيع على كفالة طرف ثالث قيمتها 3 آلاف شيكل.
وعن عدم خشية ابنتها هديل من تهديدات عناصر الاحتلال في غرف التحقيق، توضح الرجبي أن ابنتها تعرضت للضرب من قبل عناصر الاحتلال ومحاولة اعتقال منذ أن كان عمرها عشر سنوات، وتكرار ذلك كسر حاجز الخوف لديها. “اليوم عندما هددها المحقق باعتقالي في حال عدم اعترافها، أجابته بكل ثقة؛ اعتقلها”.
وتقول الرجبي الأم إن قوات الاحتلال تمارس كافة سياسات القمع والتضييق ضد النساء الممنوعات من دخول المسجد الأقصى. “هي تستهدف النساء من خلال إبعادهن عن المسجد ومحيطه، واعتقالهن ومنعهن من السفر، كونهن يدافعن عن الأقصى؛ إلا أن هذه الممارسات لن تكسر إرادتنا بل ستزيدنا صمودا وثباتا”.

اعتقال 758 طفل مقدسي منذ بداية العام
من ناحيته يشير المحامي رمزي كتيلات من مؤسسة “قدسنا لحقوق الانسان” الذي تابع ملف الرجبي، الأم والابنة، إلى أن الفترة الأخيرة شهدت تصعيدا من قبل شرطة الاحتلال من خلال قيامها باعتقال أطفال قاصرين، وغالبا ما يكون هناك انتهاك للحقوق الأساسية بعدم السماح لأولياء أمورهم مرافقتهم خلال التحقيق معهم.
ويؤكد كتيلات أن هذه الاعتقالات وأوامر الاستدعاء تؤثر على نفسية الأطفال وتطورهم، مشيرا إلى أن المؤسسة بدورها تتابع ملفات اعتقال الأطفال، ولديها دراسة وتحليل ومعطيات بخصوص هذه الظاهرة. داعيا إلى تكاتف جهود مؤسسات حقوق الانسان لإنهاء هذه الظاهرة.
أما رئيس لجنة أهالي الأسرى والمعتقلين المقدسيين أمجد أبو عصب، فيؤكد أن قوات الاحتلال تستهدف كافة شرائح المجتمع الفلسطيني، ولا تستثني أحدا من كبار السن والنساء والشبان والأطفال، الأمر الذي يخالف القانون الدولي بشكل فاضح.
“يستهدف الاحتلال الأطفال لأنهم تمكنوا من كشف عورتهم وفضحها أمام وسائل الإعلام، وتحديدا في المسجد الأقصى وأعتدائه على النساء”.
ويوضح أبو عصب أن قوات الاحتلال اعتقلت منذ بداية العام الجاري 758 طفلا تتراوح أعمارهم من 12 عام حتى 18 عام، من بينهم 82 طفلا تبلغ أعمارهم دون ال 12 عام، و26 فتاة تبلغ أعمارهن فوق 12 عاما وتحت ال 18 عام، وفتاتين دون سن ال 12 عام.
كيوبرس

1

2

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة