إضاءات على قصة بائعة الدمى للأديب رافع يحيى

تاريخ النشر: 12/12/15 | 20:30

بائع الدمى ، قصة للأطفال ، تأليف الدكتور رافع يحيى ، رسوم لؤي دوخي ، إصدار مكتبة كل شيء-حيفا ،سنة الإصدار 2010 ، تقع القصة في 30 صفحة من الحجم المتوسط ( بدون ترقيم للصفحات ) ، يهدي الكاتب قصته إلى ابنه الصغير محمد ، اخر العنقود .
القصة : تتحدث عن دمية مبتورة القدم ، مهملة في مخرن مظلم ، حائرة لماذا هي في هذا المخزن على سرير زهري ، قررت الدمية روان الخروج من الظلمة ومن المخزن إلى النور والشمس والأزهار ، للبحث عن قدمها ،وجدت عصا في المخزن فاتكأت عليها ، في طريقها وجدت سنجوم وسلحفاة ضخمة ، سنجوب دلها على بائع الدمى ، في المدينة والسلحفاة نقلتها على ظهرها اليه هناك وجدت لها بائع الدمى الطيب القلب دما جميلة تلائمها ، فقرروا مها مساعدة الأطفال في مدينة السكر ، الذين فقدوا أقدامهم خلال الحرب اللعينة ،فرح الأطفال الذين كانوا يتكئون على عصي خشبية ،بدأ بائع الدمى يركب لهم أقداما خشبية ، تنتهي القصة بمبادرة روان الذهاب إلى البحر مع الأطفال الفرحين .

أبعاد القصة :
– قام الكاتب الدكتور رافع يحيى ، بمعالجة ظاهرة اجتماعية بأسلوب ذكي وبارع ، ظاهرة إهمال أصحاب الإعاقات في العالم العربي والعالم بشكل عام ، الدمية روان ، تمثل أصحاب الإعاقات الجسدية ، هي متروكة في مخزن مهجور ، لا تعرف ماذا يدور خارجه ، لا تعرف عن الحياة وعن الشمس والأزهار ، تتساءل هل هنالك من يشببها وله قدم واحدة ؟؟ ومن وضعها في المخزن ، المخزن يرمز إلى هامش الهامش ، إلى سجن الحياة الكبير ، وتنكر المجتمع لأصحاب الإعاقات ، من خلال الإقصاء والتجهيل والإبعاد عن الأضواء وضوضاء الحياة ، لكن روان في النهاية قررت الخروج إلى النور ، لتبحث عن قدم تناسبها ، طبعا فرحت عندما شاهدت ضوء الشمس ، والأطفال يعدون مع القطط والكلاب ،عندها صاحت ” ما اجمل الدنيا ” وليس كما حاول البعض تصويرها لها ،وفي طريها تجد السنجوب الذي يدلها على بائع الدمى ، لكن روان تعبت من كثرة السير ، عندها تظهر لها سلحفاة ضخمة ، تحب الأطفال توافق على نقلها ومرافقتها إلى المدينة حيث دكان بائع الدمى ، الرجل العجوز صاحب القلب الطيب ، كل هؤلاء أشخاص يحملون خصال الخيال ، يتجندون لمساعدة روان وسائر الأطفال الذين يعانون من الإعاقة الجسدية ، نهاية القصة فرحة لروان وأطفال مدينة السكر .

الرموز في القصة :
الدمية روان : ترمز إلى الأطفال الذين يعانون من إعاقة جسدية بالغة ، لكن المجتمع يتنكر لهم ولحقوقهم الأساسية .
النهر : يرمز إلى قوة الحياة التي تتدفق ، لا تتوقف ، الاستمرارية ، وتحدي المصاعب ، في طرح فلسفي قالت روان ” ما اجمل النهر !! انه سعيد مع انه يسير دون أقدام ! ” ، يرمز أيضا إلى النقاء ، والرغبة الجامحة في الوصول إلى المصب أي الهدف ، هذا الأمر شحن معنويات روان وإصرارها على إيجاد قدمها الأخرى كي تسير مثل الأطفال .
السلحفاة : شخصية تحب الخير والمساعدة وتتحمل الأعباء في نقل الصغار على قوقعتها وتنقلهم من مكان إلى اخر، بعكس الفكرة النمطية عن السلحفاة (أنها شديدة البطء ) يستعين بها الأطفال للتنقل .
السنجاب : يرمز إلى الشخص لذي يعرف المعلومات ويجب تقديمها للناس من أجل مساعدتهم .
بائع الدمى : يرمز إلى صاحب القلب الطيب ، المحب للمساعدة ، والمهني ، الذي لا يبحث عن الشهرة أو المال ، بل إسعاد البشر والتخفيف عن ألمهم .
مدينة السكر : سميت بهذا الاسم كما ورد في القصة ، لان أطفالها يحبون الشاي حلوا ، ويضعون فيه الكثير من السكر ، ربما لتغيير طعم الحياة المر ، لكنهم فقدوا أقدامهم بسبب الحرب اللعينة ، ترمز المدينة إلى الكثير من المدن المنكوبة بسبب الحرب الشرسة التي تقتل الإنسان والنبات والحيوان ، وتهدم البيوت ، عندما وصلوا إلى المدينة ، كانت معظم البيوت مهدمة والحارات خاوية من الأطفال ، لان الأطفال رمز الحياة والاستقرار ، أيضا ترمز إلى الإهمال لأنها المدينة بعيدة عن المركز فقد استغرق وقت طويل للوصول إلى المدينة المنكوبة ، أطفالهما وسكانها عانوا الويلات بسبب الحروب ، ولم يتم ترميم ما هدمته الحرب أو تقديم مساعدات طبية للأطفال .

الشمس : ترمز إلى النور والحرية والرغبة في التغيير ، عندما رأت روان الشمس دب النشاط في جسمها ،وشعرت بجمال الدنيا .
المخزن : يرمز إلى سجن الحياة والى العقاب الاجتماعي والانزواء فيكون الأنسان حبيس إعاقته وحبيس البيت .
المنطاد : وسيلة قديمة للطيران والتنقل ، استخدم لنقل الألعاب والهدايا والأقدام الاصطناعية للأطفال ، فهو ملون وجميل ، يحمل الحان موسيقية جميلة ، يحلق في السماء الزرقاء ، فوق الجبال والتلال والبيوت ، بعكس الطائرات التي تحمل القنابل والصواريخ لتهدم وتدمر القرى والمدن والأحياء والحياة .
البحر : يرمز إلى الحرية والراحة النفسية ، التغيير ، منطقة أمنة ، الرزق ، الخير ، المستقبل الزاهر ، الأطفال اتجهوا اليه بعد ركب لهم بائع الدمى أقداما اصطناعية ، فرحين يبنون بيوتا صغيرة على الشاطئ الكبير ، ربما تكون هذه البيوت عوضا عن بيوتهم التي هدمتها الحرب .

رسالة الكاتب :
– ضرورة تقديم العون لأصحاب الإعاقات الجسدية من قبل أفراد المجتمع والحكومات والمنظمات الإنسانية
– الخير موجود بين الناس
– على صاحب الإعاقة أن يركل الواقع المر ويبحث عن فرص الحياة ، وان لا يوافق عل الانزواء والتقهقر . في بداية القصة روان كانت لعبة ملقاة على سريرها الزهري ، وفي نهاية القصة أصبحت روان الإنسانة لها اسم ومعنى ووجود ، وتبادر لمساعدة أترابها وتدخل الفرحة إلى قلوبهم .
– الحرب لعينة تدمر وتحطم أحلام الأطفال ، وتحرم من ابسط حقوقهم اللعب والجري على الشاطئ.
ملاحظة : عنوان القصة : ” بائع الدمى” ، من ناحية الاسم فهو اسم موفق للقصة ، لكنه لا يعكس الأحداث ، لأن الأضواء على الدمية روان ، يمكن أن يكون مثلا ” روان وبائع الدمى ” أو ” الدمية روان ” .
خلاصة : قصة بائع الدمى للأديب الدكتور رافع يحيى ، قصة جميلة ، لغتها سهلة ، تعالج قضايا إنسانية من الدرجة الأولى ، بأسلوب ذكي ، تتناغم فيها اللغة والرسالة ، أيضا كعادته الأديب رافع يحيى يطرح قضايا فلسفية ، تتطلب منا التفكير العميق ، وإعادة النظر في قضايا اجتماعية وسياسية وفكرية .
أسئلة مقترحة حول القصة :
– من وضع روان داخل المخزن ؟
– لماذا فقدت روان قدمها حسب رايك ؟
– لماذا قررت روان الخروج للبحث عن قدمها ؟
– كيف وصلت روان إلى بائع الدمى ؟
– كيف أقنعت روان بائع الدمى بضرورة مساعدة أطفال مدينة السكر ؟
– لماذا وصل أبطال القصة إلى مدينة السكر عبر المنطاد ؟
– لماذا كانت شوارع مدينة السكر خاوية من الأولاد والبيوت مهدمة ؟
– ماذا تعلمت الدمية روان من النهر ؟
– ما المغزى من القصة ؟
– أكتب عنوانا مغايرا للقصة .
– أكتب نهاية أخرى للقصة .
– لماذا اختار الكاتب نهاية سعيدة للقصة حسب رايك ؟
– لماذا تمقت روان الحروب ؟
– لماذا سميت مدينة السكر بهذا لاسم ؟
– أكتب رسالة للكاتب تناقشه في أحداث لقصة
– لماذا سار الأطفال إلى البحر في نهاية القصة وماذا بنوا هناك ؟

بقلم : سهيل إبراهيم عيساوي

2

rafbukja

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة