"مسيرة البيارق" تدعم الأسواق المقدسية
تاريخ النشر: 14/07/13 | 5:00يتدهور الوضع الاقتصادي في مدينة القدس يوما بعد يوم , وتكثر شكاوى التاجر المقدسي من سوء الاحوال وترديها وكساد بضائعهم في المحلات التجارية لعدم وجود حركة تجارية قوية في المدينة , لكن "مسيرة البيارق" التي تُسيّر مئات الحافلات من الداخل الفلسطيني الى المدينة المقدسة تبقى هي الأمل الذي يعين التاجر المقدسي .
فالتاجر المقدسي ضاق ذرعا بالحالة الصعبة والمشاكل التي يواجهها في سبيل صموده داخل محله التجاري في وجه الاحتلال ضمن أسوار البلدة القديمة , فالضرائب التي فرضها عليه الاحتلال الإسرائيلي من دون أدنى وجه حق وبشكل غير منطقي قد تزين للتاجر فكرة بيع محله او تأجيره بل هجره في أسوء الأحوال .
لكن "مسيرة البيارق" تأتي لتكون هي الفرصة الذهبية للتاجر المقدسي , فحين يصل الى المدينة عدد هائل من سكان الداخل الفلسطيني الى الاسواق من خلال المسيرة يساهم ذلك في انتعاش المدينة ويعطي الأمل للتاجر المقدسي بإمكانية تحسن الاحوال ورجوع الاسواق الى سابق عهدها .
تاجر الاحذية المقدسي " زهير زلوم " يقول بعد سؤاله عن "مسيرة البيارق" انه يُحيي الحس الوطني والديني عند أولئك المشاركين في البيارق فلولا قوة ايمانهم ووطنيتهم ما وصلوا وما قطعوا تلك المسافات العظيمة وصولا للقدس فقط من أجل الوقوف مع أهلهم بالقدس ودعمهم والشراء منهم , كما يضيف انه يجب على التجار المقدسيين أن يأخذوا بعين الاعتبار المشقة التي تكبدها أهل الداخل ليصلوا القدس وعدم رفع الاسعار عليهم بل على العكس تماما يجب أن يعطي التاجر السعر الأمثل والأقل لهذا الضيف حتى "يشعر بانك تقدر مسيرته وصولا اليه" .
تاجر مقدسي آخر " ابو أيمن عبد ربه " يقول :- انا أعمل في بيع الملابس وما أرغب حقا في قوله بعد شكر اخوتنا من الداخل الفلسطيني هو اننا نلقي اللوم دائما على الاحتلال الاسرائيلي لكن وفي حقيقة الأمر هناك احتلال أعظم من الاحتلال الاسرائيلي العسكري وهو الاحتلال النفسي والثقافي لنا ,فالعديد من سكان القدس يرفض أن يشتري الملابس من عندي او من عند أي تاجر مقدسي آخر في السوق , لكنهم يسارعون الى المجمعات التجارية الإسرائيلية لشراء " الماركات " العالمية للتباهي بها ليس أكثر من العلم أن بضائعنا لا تقل جمالا و جودة عن تلك البضائع في المجمعات الاسرائيلية لكن لولا الاحتلال الثقافي ما حصل هذا .
"مسيرة البيارق" لا تفيد أصحاب المحال التجارية بالقدس وتعطيهم الامل هم فقط ,بل هنالك أصحاب البسطات المتواضعة التي يفرشها صاحبها على أرضية البلدة القديمة بالقدس لكسب رزقه فيكون له من الطيب نصيب .
ابو ايهاب حروب هو أحد أصحاب البسطات في مدينة القدس ويوضح لنا كيفية المضايقات المستمرة من بلدية الاحتلال في القدس التي تنزل يوميا للمدينة لتصادر وتخالف كل من يضع البسطة في المدينة بل وحتى تخالف التاجر المقدسي الذي يخرج بضائعه أكثر من ثلاثين سم خارج محله ,يتابع ابو ايهاب ويقول " في بعض الأحيان تنصب لنا البلدية كمينا ، فتراهم يأتون من اتجاهين مختلفين حتى لا يستطيع صاحب البسطة الهروب منهم " ويمتن ابو ايهاب لمسيرة البيارق حيث يقول " ان اخوتنا في الداخل هم أكثر من يشتري مني ويدعمني بل ويتعدى ذاك أحيانا ان يقفوا امام البسطة ليخفوها اذا ما مر عناصر من بلدية الاحتلال ,ثم ان لم يشتري منا أهلنا واخوتنا في الداخل فمن ذا الذي يفعل ؟ "
سؤال مفتوح تركه ابو ايهاب ! فلو لم يكن هناك "مسيرة البيارق" ولو لم يتوجه الآف المصلين من الداخل الفلسطيني الى المسجد الاقصى ولمدينة القدس لدعم والشراء منهم واحياء المدينة, فما الذي سيحل بالاقتصاد المقدسي وماذا ستكون النتيجة ؟
تقرير وتصوير : محمد القزاز