لقاء لأخصائيي السكري في تل أبيب

تاريخ النشر: 06/12/15 | 14:55

أكد الأطباء العرب، المختصون في علاج مرض السكري، والذين شاركوا، قبل أيام، في لقاء امتد على مدار ثلاثة أيام بمبادرة شركة “سانوفي” للأدوية، على أهمية لقاءات من هذا النوع، في تبادل الخبرات والإطّلاع على آخر الأبحاث والمستجدات والعلاجات المتعلقة بوباء السكري.
أقيم اللقاء في فندق “رويال بيتش” – تل أبيب، وشهد نقاشات عميقة بين الأطباء، منها ما يتعلق باختيار الأدوية المناسبة للمريض وآلية اتخاذ القرارات المتعلقة بذلك.
تحدث بروفيسور نعيم شحادة، أخصائي الغدد الصماء والسكري – المركز الطبي رمبام، والمحاضر في كلية الطب في التخنيون، حول أهمية اللقاء قائلا: “يشهد عالم السكري تغيرات كثيرة على جميع النواحي، سواء على مستوى ازدياد عدد المرضى بشكل مفرط محليا وعالميا، أو التجديدات العلاجية التي تساعد على موازنة السكري بشكل أفضل والتقليل من خطورة حصول مضاعفات للمرض. وبالتالي هنالك حاجة لنقاش هذه المواضيع مع اخصائيين في مجال السكري، خصوصا أولئك الذي يعتنون بمرضانا في مجتمعنا العربي الذي يعاني أكثر من غيره بسبب السكري وتعقيداته. لقاء من هذا النوع يساعد في مواكبة التجديدات والتطورات والنقاشات العلمية وبلورة إمكانيات علاجية مختلفة، بما يلائم مرضنا ومجتمعنا. هنالك فائدة مشتركة للأطباء المعالجين من هذه اللقاءات وتنعكس من خلالهم على جودة العلاج الذي يقدم لمرضانا، فضلا عن تبادل الخبرات”.
من جانبه أكد الدكتور زهدي اغبارية، أخصائي أمراض الغدد الصماء، أمراض السكري والأمراض الباطنية وأمراض العائلة في “كلاليت” على “أهمية هذا اللقاء الذي بادرت إليه سانوفي، لكل من شارك فيه من الأطباء الذين يعملون في مجال السكري، فهو فرصة لاجتماع مختصين عرب والاستماع إلى محاضرات قيمة جداً حول التجديدات المتعلقة بمرض السكري ومضاعفاته، لا سيما تأثيره على العيون والكلى وغيرها. كان هناك نقاش ثري جداً باشتراك جميع الأطباء الحاضرين حول سبل وأدوية علاج السكري. هناك أدوية جديدة دخلت السوق، ومن أهداف لقائنا تحديد دور كل دواء ومكانته، حسناته والمضاعفات التي يمكن أن يسببها، ومدى ضبطه لمستوى السكري، وضبط الهيمجلوبين (A1C )، فعدم إدراك الطبيب لهذه الأمور يمكن أن يؤدي إلى تدهور حالة المريض”.
وأضاف:” جميل جدا أن نستمع لزملائنا، فربما نستفيد من تجاربهم ويستفيدون من تجاربنا. شركة سانوفي من أروع الشركات في العطاء، فعندما تجمع بين أطباء السكري وتجلب المحاضرين الجيدين لاستعراض آخر المعلومات وإعمال النقاش بين المختصين والباحثين، فإن هذا يمكن أن يطور طريقة تفكيرهم ويفتح آفاقهم، وبالتالي المستفيد الأول هو المريض. المريض ليس حقل تجارب ولذلك قبل تسويق الأدوية تمر في تجارب ومراحل، ومن المهم أن يكون الطبيب ملماً في مدى فاعلية الأدوية وتأثيراتها، لاختيار المجموعة الأنسب للمريض، فهنالك أدوية لا تناسب كل مريض وقد تضره”.
بدوره، اعتبر الدكتور فياض عدوي، رئيس قسم الغدد الصماء والسكري في مستشفى “زيف” في صفد، أن “مثل هذه اللقاءات تشكل فرصة هامة لتبادل الآراء والخبرات بين أهل الاختصاص. هذا يساهم في زيادة الوعي، خاصة أن السكري منتشر بشكل كبير في مجتمعنا العربي ولا بد من السعي لتقليص الفارق مع الوسط اليهودي، كما نتناول الأبحاث وآخر المستجدات. في مجال السكري هنالك اجتهادات مختلفة، حسب حالة المريض، وهنالك أبحاث تجري لفحص مدى نجاعة علاجات معنية وأنا شخصياً أشارك في أبحاث كثيرة، ولذلك يمكن أن أفيد زملائي وأن استفيد منهم أيضا. وناقشنا آليات اختيار العلاجات الأنسب للمرضى لتفادي مضاعفات السكري بقدر الإمكان، وتشاركنا تجاربنا، ومن هنا أقول إن هذا اللقاء الذي بادرت إليه سانوفي غاية في الأهمية”.
أما الدكتور عدنان زيني، اخصائي مرض السكري والغدد الصماء فعقب على أهمية اللقاء قائلاً: “في الفترة الأخيرة باتت هنالك عدة مجموعات من الأدوية، والاهم أن يعطي طبيب العائلة أو طبيب السكري العلاج الملائم للمريض حسب حالته، وبالتالي هنالك أهمية قصوى في اختيار العلاج المناسب، فليس كل مرضى السكري يحصلون على نفس العلاج، وانما كل واحد على حدة وفق وضعه. وهنالك من لديه امراض معينة مثلا وبالتالي يحتاج ادوية معينة. وبالمجمل ليس هنالك دواء واحد يمكن أن يعطينا نجاعة تامة في العلاج، ولذلك من المهم أن يختار الطبيب المجموعة الأمثل للمريض، للوصول الى موازنة السكري على النحو المرجو. بناء على ما تقدم، لكل واحد منا كأطباء سكري وجهة نظر وتجارب مختلفة، واللقاء بيننا كشف كم يمكن أن نتعلم من بعضنا البعض بما يصب في صالح المريض في نهاية المطاف. كل واحد من المشاركين كان يعبر عن تفكيره في التعامل مع حالات معينة ومشاركتها ومناقشتها مع الآخرين”.
الدكتور مروان زعبي، مستشار السكري في كوبات حوليم “مئوحيدات”، في منطقة الخضيرة ، وادي عارة والعفولة وطبريا، تحدث بنفس الروح حول أهمية اللقاء، مضيفا:” نحن كإخصائيين يتعلم أحدنا من الآخر ومن تجارب الزملاء، وهذا يثري تجاربنا الشخصية وكذلك يعود بالفائدة على المرضى. التوجه الذي أثرناه في المحاضرات يؤكد مجدداً أن العلاج بات شخصياً، بحيث يتوجب بناء برنامج علاجي خاص بكل مريض على حدة، يتناسب مع حالته ونهج حياته، ولا يوجد علاج عام للجميع. ومن توصيات اليوم أنه يجب إشراك المريض قبل اختيار العلاج له، لكي يتناسب مع وضعه الصحي ونهج حياته وإمكانياته المادية وظروف أخرى”.
وأردف زعبي:”سانوفي من الشركات النادرة التي تهتم كثيراً بالمجتمع العربي، وتنبهت لوجود تعقيدات كثيرة في قضية السكري، من حيث ازدياده وعدم التوازن وغير ذلك . ومن المهم توعية وتنبيه الأطباء والمرضى والناس للمستجدات، بل من المهم توعية حتى الأطفال ، لأن التوعية من جيل صغير مهمة جدا في هذا السياق”.

1

2

3

4

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة