حديث في اللغة (عن الضاد والظاء)

تاريخ النشر: 02/12/15 | 7:57

تتكرر في كتابات بعض المتأدبين والمتأدبات كتابة (ظفيرة)، وهم يقصدون ضفيرة أي جديلة (ما يضفّـر أو يجدل من الشعر)، وكذلك هي الغديرة التي وردت في شعر امرئ القيس، حيث وصف شعر محبوبته في معلقته بما يتماشي مع أحدث تصميمات الشعر:

غدائرُها مستشِْراتٌ إلى العلا **** تضل العِقاص في مثنًى ومُرسَل
….

الخلط بين الضاد والظاء شائع في العراق والمغرب بسبب اللهجة الدارجة في كلٍ.

على ذكر الضاد والظاء فقد نسبت لابن قتيبة (أرجوزة الضاد والظاء) قصد فيها أن يمايز بين الحرفين في الألفاظ والمعاني، فالغيض ما يعرض للماء من نقصان، والغيظ هو الغضب.

إليك نموذجًا من أرجوزته:

واعلم بأن الظهر ظهر الرجل *** والضهر أيضًا صخرة في الجبل
والظن في الإنسان إحدى التهم *** وهكذا الضنّ البخيل فافهم
….
ثمة كتب أخرى تناولت الموضوع، وقد اهتديت إلى العناوين التالية:

* الاعتماد في نظائر الظاء و الضاد لابن مالك
و يليه :فائت نظائر الظاء و الضاد – ابن مالك
* الضاد و الظاء – ابن سهيل النحوي
الفرق بين الظاء و الضاد – الزنجاني
* الفرق بين الضاد و الظاء في كتاب الله – أبو عمر الداني
* معرفة الضاد و الظاء – الصقلي
* الفرق بين الضاد و الظاء – أبو بكر الشيباني
* زينة الفضلاء في الفرق بين الضاد و الظاء – ابن الأنباري .
…….

جمع الحريري في المقامة الحلبية الظاءات في أبيات شعرية، ونلاحظ أن معظمها غير مستعمل في لغتنا المعاصرة:

أيٌّـها السـائلـي عــن الضًّـاد والظًّـاءِ *** لكـيلا تُضلَّه الألفـــــــــــــاظ

إنِّ حـفـظَ الظَّـاءَات يغـنيك فاسمـعـها *** استماع امرئ له استيقـــــاظُ

هـي ظـمـياءُ و المَـظَـالِـمُ و الإظـلامُ *** والظُّلمُ والظُّبَى واللَّحَــــــــاظُ

والعَظًا والظَّـليمُ و الظَّـبىُ والشَيظَـمٌ *** والظِّلُّ واللَّظَى والشّــــــــوِاظُ

والتّـظنِي واللَّفـظُ والنَظـمُ والتَقريـظُ *** والقَيظُ والظَّما واللَّمــــــــــاظُ

والحِـظا والـنَّظـيرُ والظِئر والجـاحـظُ *** والنَّاظِرون والأيقـــــــــــــاظُ

والتَّشَظِّي والظِّلفُ والعَظم والظُّنُبوب *** والظَّـهـرُ الشَّـظَا والشِّظـــــاظُ

و الأظـافِيرُ والمُظَـفَّرُ والمَحـظُـــور *** والحَـافِـظون والإحفــــــــــاظُ

و الحَـظِـيرَاتُ والمَـظَـنَّـةُ والظِّـنَّـةُ *** والكاظِمونَ والمُغتــــــــــــَاظُ

و الـوَظِـيـفات والمُـواظِب والكِظَّـةُ *** والانتِظِار والإلظَــــــــــــــاظُ

ووَظِـيفٌ وظَـالِـعٌ وعَظِـيــــــــــمٌ *** وظَهِـيرٌ والفظُ والإغـــــــــلاظُ

ونـظِـيفٌ والظَّـــرفُ والظَّـلَفُ الظَّـا *** هِرُ ثُمَّ الفَظِـيعُ والوُعّـــــــــَاظُ

وعُـكـــــاظٌ والـظَّــــعــنُ والـمَـظُّ *** والحَنظَـلُ والقَارِظَان و الأوشِـاظُ

وظِـــرابُ الظِّــرَّانِ والشَّــظَـفُ البَا *** هِظُ والجَـعظَرِيُّ والجـَـــــــوَّاظُ

والظَّـــرَابينُ والحَـنَاظِـبُ والعُـنظُـبُ *** ثُمَّ الظَّـيَّان والأرعَـــــــــــــاظُ

والشَّـــــنَـاظِـي والـدَّلـظُ والـظَّـأبُ *** والظَّـبظَابٌ والعُنظُوان والجنعاظُ

والشِـنِاظِـير والتَّعـاظُـلُ والعِـظــلِمُ *** والبَظـر بَعدُ والإنعَـــــــــــاظُ

هِي هذي سِوى النَّـوادِرِ فـاحـفـظها *** لِتَقــفُو آثارَكَ الحُقَــــــــــــاظُ

واقضِ في ما صِرَّفتَ منها كما تَقضِيه *** في أصلِهِ كـقَـيـظٍ وقَاظـــــــُوا

……
من المُـلَح التي في هذا الباب ما أورده الجاحظ في “البيان والتبيين” ج 2، ص 211:


“كان رجل في البصرة له جارية تسمى (ظمياء)*، فكان إذا دعاها قال: “يا ضمياء!”، فقال له ابن المقفع:
– “قل يل ظمياء!”
فناداها “يا ضمياء”!
فلما غيّر عليه (ألح) ابن المقفع قال له الرجل:
– “هي جاريتي أو جاريتك؟!”

….

* ظمياء تعني سمراء.

ب. فاروق مواسي

faroq

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة