الطلاب العرب في جامعة القدس يحيون ذكرى النكبة
تاريخ النشر: 12/05/11 | 2:35احياءاً لذكرى نكبة شعبنا الفلسطيني، ولغرس معاني الانتماء للوطن وتأكيداً منها على حق العودة..وقوفاً على أطلال وأنقاض القرى المهجرة والمساجد المهدمة ليشهد الطلاب مآساة الترحيل ومعاناة التهجير..بهدف توثيق الصلة بين طلابها وأقدس بقعة هنا، وكعادتها الدؤوبة كل عام في إحياء هذه المناسبة وإعادتها إلى الأذهان، لتبقى في الذاكرة كقضية عالمية تخص الفلسطينيين، فقد أعدت جمعية اقرأ برنامجاً خاصاً ينسجم وأهمية هذا اليوم، فقامت بتسيير حافلات وإعداد مسارات مبرمجة بصحبة مرشدين أكفاء نحو القرى المهجرة القابعة في منطقة القدس، وإعداد برنامجٍ حافلٍ داخل المسجد الأقصى المبارك شارك به نخبة من المفكرين والدعاة وكذلك طلاب اقرأ الذين عمروا الأقصى بحضورهم هذا اليوم.
البداية استراحة واستذكار في عمواس:
بعد أن أقلت الحافلات أكثر من 450 طالب ومشارك من مختلف بلدان الداخل الفلسطيني ممن لبوا دعوة جمعية اقرأ عبر موقعها في إحياء هذا اليوم، قام مرشدو مؤسسة الأقصى الذين رافقوهم في الحافلات بتوضيح أهمية هذا اليوم وضرورة إحيائه لأنه يشكل قضية الفلسطينيين الأولى التي لا زالوا يعانون مرارتها حتى هذا اليوم في شتاتهم، وتطرقوا إلى القرى التي هجرت ووقائع الأحداث خلال ذلك العام، ثم كانت استراحة الطلاب في عمواس استذكروا على أرضها “طاعون عمواس” الذي استشهد فيه آلاف الصحابة رضي الله عنهم في طريقهم لتحرير القدس، هناك تناول الطلاب طعام الفطور.
مسارات في القرى المهجرة المحيطة بمدينة القدس:
قسم الطلاب والمشاركون بعدها إلى ستة مسارات عبر عشرة حافلات، لتتولى الحافلات زيارة عدة قرى مهجرة مختلفة، فزاروا خلالها قرى بيت محسير، القسطل، عين كارم، صطاف، دير الشيخ، خربة العمور، رافقهم مرشدو مؤسسة الأقصى للوقف والتراث حيث شرحوا لهم حول تاريخ كل قرية ومعالمها ووقائع ترحيلها، فوقف الطلاب شاهدين على نكبة ذلك اليوم من خلال الأنقاض والمقامات والبيوت والأشجار في كل قرية والتي كانت يوما ما معمرة بأهلها.
برنامج وفعاليات في المسجد الأقصى المبارك:
في المسجد الأقصى المبارك أدى الطلاب صلاة الظهر والعصر جمعا، ثم اجتمعوا في المسجد الأقصى القديم وهناك بدأ البرنامج الحافل بفعالياته بمناسبة النكبة، حيث تولى عرافته الطالب ايهاب عمر ومن خلال مداخلاته عبر عن مدى الحنين للوطن وجمال ربوعه، وأهمية القدس والأقصى للمسلمين والفلسطينيين، كذلك غرس الهمة في نفوس الشباب حين شدد على اعتماد المجتمعات عليهم في تقدمها وازدهارها، وبدأ البرنامج بتلاوة لآيات من القران الكريم تلاها الطالب عبد لرحمن بيادسة.
الاستاذ نسيم بدارنة:” إن قدومكم اليوم له دور عظيم”
افتتح البرنامج الأستاذ نسيم بدارنة رئيس جمعية اقرأ الذي وجه كلمة للطلاب قال فيها: “إن قدومكم اليوم له دور عظيم، لأنه يمثل خطوة باتجاه التحرير وتخليص المسجد الأقصى من براثن الاحتلال”، واستذكر يوم حريق المسجد الأقصى الذي لم يهب المسلمون في باقي دول العالم لنجدته بالشكل المطلوب، وتسائل: “هل نحن مستعدون لتحمل لمسؤولية والامانه، لننقل الأجيال القادمة نحو مرحلة جديدة ذات مستقبل آمن”..وأضاف:” لابد لنا أن ننقل الهم الإسلامي لكي يكتمل المشروع” وحمل الطلاب مسؤولية العمل الإسلامي الذي يجب أن يقع على عاتقهم، وتطرق إلى انتخابات لجنة الطلاب العرب في جامعة حيفا فقال إنها جزء من التعبئة للمشروع الإسلامي، وبارك أخيرا بحضور الطلاب هذا اليوم.
وكانت هنالك فقرات إنشادية تألق بها طلاب اقرأ من كلية القاسمي حوت أناشيد روحانية وأناشيد تعزز الانتماء للوطن.
الطالب حسن ناطور مندوب كتلة اقرأ في التخنيون قدم كلمة باسم الطلاب وجه خلالها رسائل عدة أكد خلالها على رباط وصمود أهل هذه البلاد بأرضهم مذكرا الحضور بالأسرى الذين ضحوا لأجل الوطن، كما وجه رسالة إلى قادة الداخل الفلسطيني طالبا منهم وقفة جدية تجاه القوانين العنصرية المتلاحقة تجاه العرب في هذه البلاد، ونصح الطلاب أخيرا بالتلاحم فيما بينهم لتشكيل قوة لما يحاك ضدهم.
البروفيسور إبراهيم أبو جابر:” فقال إننا نحيا هذه الأيام ربيع الشعوب العربية، ولا بد أن يصل خيرها إلينا”
البروفيسور إبراهيم أبو جابر مدير مركز الدراسات المعاصرة تمحورت كلمته حول تأثير الثورات العربية على السكان العرب في الداخل الفلسطيني، حيث حملت كلماته البشرى والخير فقال إننا جزء من هذه الأمة العريقة وامتداد لحضارتها، ولنا تاريخ وماض عريق، وتطرق إلى الثورات العربية فقال إننا نحيا هذه الأيام ربيع الشعوب العربية، ولا بد أن يصل خيرها إلينا، وبداية الخير الذي بدأنا نقطف ثماره هو إنهاء الانقسام الفلسطيني ولذا فان الثورات بدأت تلقي بظلالها علينا، وأضاف أن قضية فلسطين قد عادت إلى الأجندة العربية وهنك زحوف ومسيرات قريبة من قبل الشعوب العربية في الدول المجاورة في سبيل إنهاء الحصار وعودة اللاجئين.
بكلماته التي ألهبت الحضور، قدم الدكتور الشيخ رائد فتحي كلمة حول ارتباط القدس والأقصى بالعقيدة الإسلامية بث خلالها كلمات تنم عن قيمة هذه الأرض المباركة ومدى عشق المسلمين لها والتضحيات التي بذلت في سبيلها في الماضي والحاضر .
الطالب شادي أبو مخ أدار مسابقة معلومات عامة، شارك بها طلاب من مختلف الجامعات حوت أسئلة من وحي النكبة وارتباطا بالأرض.
المحامي خالد زبارقة.. التداعيات القانونية لما يتعرض له المصلون في المسجد الأقصى
الفقرة الأخيرة قدمها المحامي خالد زبارقة مدير مؤسسة القدس للتنمية وعضو مركز ميزان لحقوق الإنسان حول التداعيات القانونية لما يتعرض له المصلون في المسجد الأقصى والمضايقات من قبل رجال الشرطة والعنف الكلامي والتهديد الموجه ضدهم والاعتقالات والإبعاد التي تفرض بحقهم، محذرا خلالها من تسارع الأحداث في فرض الوجود والسيادة اليهودية على الأقصى المبارك.
بوصلة العودة هدية اقرأ
خلال هذا اليوم قدمت جمعية اقرأ هدية لجميع المشاركين عبارة عن بوصلة العودة وهي نشرة تضم في طياتها أسماء البلدان المهجرة عام 1948 وبوصلة تشير إلى موقع كل بلدة كتأكيد منها على حق عودة كافة اللاجئين إلى ديارهم.
محمد فرحان:” الطلاب العرب مستمرون في إحياء ذكرى النكبة رغم محاولات المؤسسة سلخنا عن تاريخنا”
وفي حديث مع الأستاذ محمد فرحان رئيس الإدارة الطلابية التي قامت على التخطيط والتحضير لهذه الفعالية الكبيرة أكد لنا أن الطلاب العرب مستمرون في إحياء ذكرى النكبة رغم محاولات المؤسسة سلخنا عن تاريخنا وتشويه الموروث التاريخي لقضيتنا من خلال العبث بمناهج التعليم وسن لقانون الجديد الذي يحظر إحياء ذكرى النكبة.
وفي النهاية نشكر مؤسسة الأقصى للوقف والتراث على توفير المرشدين الذين رافقوا الحافلات وزودوا الطلاب بمواد هامة عن القدس وذكرى النكبة كما ولا ننسى أن نشكر الطلاب والأكاديميين الذين أسعدونا بمشاركتهم والتي نعتبرها شهادة شرف لنا.