إلى مُدَّعِي الشِّعر ِ والأدب ِ

تاريخ النشر: 24/06/13 | 4:10

سَمِعنا تدَّعِي عِلمَ " الخليل ِ" = وَإنَّكَ ُقبَّة ُ الفلكِ الجليل ِ

تظلُّ مُمَخْرَقا ً نذلا ً جبانا ً = وَمثلُكَ ما رأينا مِنْ عَمِيل ِ

وإنَّكَ خادِمُ الأوغادِ دَومًا = وتفسدُ بالكثير ِ وبالقليل ِ

وَإن أعطوكَ مَنزلة ً بزيفٍ = فنجمُكَ عن قريبٍ في أفول ِ

وَدَنَّستَ البلاغة َ والقوافي = بعيدٌ أنتَ مِنْ كلم ِ الرَّسُول ِ

وَمِنكَ "الضَّادُ " تقرفُ يا غبيٌّ = وتنأى عَنكَ أوزانُ "الخليل ِ"

وَما تأتيهِ : هذيانٌ وَحُمْقٌ = ولستَ وللحَداثةِ في أصُول ِ

شبيهَ القردِ فقتَ القردَ ُقبحًا = مُقيمٌ في الخَنا ما من رَحِيل ِ

وَوَجهُكَ مثلُ لونِكَ مثلُ نعلي = سَوَادٌ في دُجَى ليل ٍ طويل ِ

وَشِعرُكَ كلُّهُ نوقٌ وبيدٌ = وُقوفٌ في المنازل ِ والطُّلول ِ

وَمَسرُوقٌ بلا لون ٍ وَمَعنًى = وَوَزنُكَ في الخَنا كم مِنْ ثقيل ِ

وَصفرٌ أنتَ نحوًا أو عُرُوضًا = طفيليٌّ على الأدبِ الأصيل ِ

وَصفرٌ أنتَ أخلاقا ً وَوَعْيًا = وَدَوْمًا أنتَ تبقى في نزول ِ

وَمُنخفِضٌ وَأدنى من " سَدُوم ٍ" = وَبحر ِ الميِّتِ السَّاجي الكليل ِ

كأنَّكَ أنتَ مِنْ أقوام ِ " لوط ٍ " = وَما اتَّخذوهُ مِن خزي ٍ َوبيل ِ

سرقتَ الشِّعرَ عن غيرٍ وغير ٍ = عن ِالأفذاذِ في حُمْق ِ الذ َّليل ِ

أتنتحِلُ القصائدَ يا جَبَانٌ = لِنفسِكَ تدَّعيهَا كالمَهُول ِ

وإنَّكَ مثلُ شيطان ٍ رجيم ٍ = وَأشواكٌ ستأكلُ مِن نخيل ِ

وَصِيتُكَ تقرَفُ الأسْمَاعُ منهُ = وَتشرُدُ عنكَ أسْرَابُ الوُعول ِ

طريدًا كنتَ مَنبُوذا ً ذليلا ً = وَجئتَ إليَّ في ُذلِّ الدَّخيل ِ

وَكم عَلَّمتُكَ الأشعارَ نظمًا = وَإنَّكَ كالبغال ِ بلا سَبيل ِ

وكنتُ لكَ الأبَ الأستاذ َحَقًّا = وَإنِّي دائِمًا خيرُ المُعِيل ِ

بلا سَبَبٍ غدَرْتَ وَدُونَ رُشْدٍ = فأنتَ الضَّبعُ يا عَارَ النَّزيل ِ

جميعُ الناس ِ قالوا:أنتَ وَغدٌ = وَنذلٌ في مُرَاعاةِ الأصُول ِ

وقالوا في القرودِ ذميمَ قول ٍ = وَكانَ الناسُ في قال ٍ َوقِيل ِ

وَقبحُكَ فاقهَا من غير ِ شَكٍّ = لأنَّكَ جيفة ُ القذر ِ المَهِيل ِ

وَوَجهُكَ ذو بُثور ٍ.. كم علتهُ فلا "المكياجُ " جاءَ بمُستحيل ِ

تظنُّ بأنَّكَ الحُلوُ المُفدَّى = كأنَّكَ صاحِبُ الجَفن ِ الكحِيل ِ

ستشكوني القرُودُ لِرَبِّ عرش ٍ = سَترفعُ دَعوة ً عندَ الأصيل ِ

لِتشبيهي لهَا بكَ يا جَبانٌ = وَزادَت مِن بكاءٍ مع عويل ِ

كمَا السَّعدانُ في غَمٍّ وَلطم ٍ = غدَا بالحُزن ِ رمزًا للنُّحُول ِ

ألا فانظُرْ لِوَجهِكَ يا جَبانٌ كمَا الشَّيطانُ مع أنفٍ طويل ِ

دَعِيَّ الشِّعر ِوالأدَبِ المُصّفَّى = متى تقضي فأشفي من غَلِيلي

بحُورُ الشِّعر ِأحْصَوْهَا قديمًا = خليلُ العلم ِ أدرى بالعَليل ِ

فأحْصَاهَا وَعَرَّبَهَا بعقل ٍ = وَذوق ٍ..مَنْ كإعْجَاز ِِ" الخليل ِ"

وكانت قبلهُ خمسينَ بحرًا = فأبقى الدُّرَّ …مِنْ ذهَبٍ جميل ِ

وَأقفلَ عن سَخَافاتٍ وَحُمق ٍ = وَفنَّدَ كلَّ أوهام ِ الخُمُول ِ

وَنظَّفَ مِنْ شَوَائِبَ قد حَوَاهَا = شبيهُكَ مثلُ ثيران ِ الحُقول ِ

وَسارَ الكلُّ في نهج ٍ قويم ٍ =جمالُ الشِّعر ِ يطغى كالشَّمُول ِ

وَأنتَ تريدُ إرجَاعَ المَخازي = نفاياتٍ لأوباش ٍ طبُول ِ

مُسُوخٌ في الصِّناعةِ ليسَ إلا َّ = وَإنَّكَ رائِدُ الفكر ِ المَحِيل ِ

وَما تأتيهِ هذيانٌ وَحُمقٌ = وَبينكَ والحَداثة ألفُ مِيل ِ

بحُورُ الشِّعر ِ نعرفها جميعًا = بُحُورُكَ تدَّعيها في فضُول ِ

كأنَّكَ رائِدُ الأوزان ِ حَقًّا = وَمُكتشِفٌ لها … خيرُ الدَّليل ِ

ولكن أنتَ مَجنونٌ دَعِيٌّ = توَهَّمَ صانعَ المجدِ الأثِيل ِ

فقبلُكَ إنَّهَا من ألفِ عام ٍ = لقد كانت…وَليستْ بالبَتُول ِ

وَمَرَّ العُرْبُ عنها كم دُهُور ٍ = وَجئتَ لتدَّعِي… يا للجَهُول ِ

َتنحَّى أنتَ عن علم ٍ وفكر ٍ = دَع ِ الأمجادَ للشَّهم ِ النبيل ِ

مكانكَ في المَجَاري ليسَ إلا َّ = مكانكَ في المزابل ِ والوُحُول ِ

هيَ الأمجادِ قد خُلِقتْ لِمثلي = وَإنِّي شاعرٌ … فحلُ الفُحُول ِ

وَإنِّي أوَّلُ الشُّعراءِ أبقى = وَرَائي كم تهَادَى من رَعِيل ِ

فشعري يُسْكِرُ الألبابَ دَومًا = جنانٌ مِن وُرودٍ أو َخمِيل ِ

تهيمُ النفسُ مِن طربٍ وَشَجْو ٍ = وكم َهيْمَانَ أضحَى كالقتيل ِ

وَإنِّي رائِدُ الأجيال ِ َفنًّا = مَنارُ الشِّعر ِ مِن جيل ٍ لِجيل ِ

فكم غيداءَ قد هَامَتْ بحُبِّي = وَمثلي ليسَ يُلقى من بَدِيل ِ

وَإنِّي للمَكارم ِ والمَعالي = مَدَى الأزمان ِ في كلِّ الفصُول ِ

وَإنَّكَ بَلقعٌ لا شيىءَ فيهِ = عليهِ الرِّيحُ تندُبُ في ُذهُول ِ

قريبًا سوفَ تلقى مِن هجائي = زلازلَ.. سوفَ تغدُو كالطُّلول ِ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة