بريطانيا ستعلن”استراتيجية الخليج”للسنوات المقبلة

تاريخ النشر: 08/11/15 | 14:10

أكد وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند انه في صميم العلاقات التي تربط المملكة المتحدة بحلفائها الأساسيين في الخليج هناك التزام مشترك بمجالات الدفاع ومكافحة الإرهاب. التزام يجعل بريطانيا أكثر أمانا، ويجعل منطقة الخليج أكثر أمانا واستقرارا.
وفي زيارته للمنطقة أوضح هاموند ان بلاده ستعلن في الأيام المقبلة «استراتيجية الخليج» التي تحدد رؤية المملكة المتحدة بشأن علاقاتها مع شركائها الخليجيين طوال السنوات الـ20 المقبلة أو نحو ذلك – بما في ذلك كيفية تحديد الجوانب العملية من التزامنا تجاه تواجد عسكري أكثر استدامة في المنطقة – البري والبحري والجوي.
وعن التطرف قال هاموند إن التحديات التي يشكلها التطرف ليست جديدة بالطبع. فقد واجهنا أيديولوجيات متطرفة فيما مضى وأبرزها الفاشية والشيوعية في القرن الماضي – وتغلبنا عليها، ولكن الخطر الذي نواجهه اليوم مختلف بطبيعته. ذلك لأن الأيديولوجية التي يُبنى عليها التطرف الذي نواجهه ليست ابتكارا جديدا، كالفاشية أو الشيوعية، بل إن جذورها نابعة من تفسير مضلل لواحد من الأديان العظيمة؛ ولهذا السبب فإن جذورها أعمق وأوسع انتشارا وهي تستغل قوة الإنترنت لنشر رسالتها في أنحاء العالم بطريقة لم تكن متوفرة لأي حركة متطرفة سابقة.
واستكمل قائلاً إن عقيدة تنظيم «داعش» المتطرفة هدّامة إلى جانب كونها بربرية غوغائية حيث إنه يسعى لتحقيق أهدافه من خلال الترهيب والعنف، والقتل الذي يطال الجميع – من مسلمين وغير مسلمين – الذين لا يتفقون معه بشأن نظرته الدنيوية المحرفة. ومعتقداته الأساسية، إلى جانب العنف والترهيب، تشمل التمييز والإخضاع والطائفية. كما يسعى، من خلال ما يُطلق عليه الخلافة، إلى تقويض وهدم الدول التي تشكل لبنات بناء نظامنا العالمي.
واعترف هاموند بأن بريطانيا تأخرت في مكافحة التطرف قائلاً: «نحن في بريطانيا أدركنا – ربما متأخرين عما كان يجب – أنه لكي ننتصر في هذا الصراع علينا مواجهة كافة أشكال التطرف، وليس التطرف العنيف فقط. علينا أن نواجه مباشرة ما يزعمه المتطرفون – بما في ذلك النقطة المهمة جدا المتعلقة بزعمهم أن مبادئ الإسلام غير متوافقة مع مبادئ المواطنة الصالحة في الدول الغربية، وأن التصويت بالانتخابات «حرام»، إلى جانب احتفائهم بالعنف، أو دفاعهم عنه، أينما وقع. ذلك لأن مزاعم المتطرفين، حتى بأشكالها التي كنا نميل حتى الآن لتجاهلها، حين ندعها تمر دون مواجهتها فإنها تهيئ البيئة التي يرعى بها العنف.
وبين هاموند ان بريطانيا كانت مترددة في مكافحة التطرف مصرحا ان في المملكة المتحدة كنا مترددين جدا فيما مضى بإقرار الرابط بين التطرف غير العنيف والتطرف العنيف. وتمسكنا على مدى عقود من الزمن بالتمييز الزائف بين الاثنين؛ وتسامحنا – بل واحتفينا باسم التعددية الثقافية – بأفكار وتصرفات ومؤسسات شجعت انعزال الهوية والتعصب تجاه الاختلاف بالرأي. والآن، لدى تفكيرنا بموقفنا سابقا، نرى أننا كنا متسامحين أكثر من اللازم تجاه التعصب. كنا قلقين جدا بشأن التسبب بجرح المشاعر بدل الدفاع عما هو صواب ومواجهة دعاة التطرف والمتطرفين الذين يروجون لرسائلهم الداعية للكراهية والفرقة.
وغيرت بريطانيا نهجها في مكافحة التطرف تغييرا جذريا حيث نشرت قبل بضعة أيام استراتيجية شاملة لمكافحة التطرف قائمة على أربعة مسارات: مواجهة أيديولوجية التطرف؛ وتنمية التلاحم الاجتماعي؛ ومساندة أصوات المعتدلين؛ وعرقلة جهود المتطرفين أينما كانوا يسعون لممارسة نشاطهم – من المدارس والمساجد وحتى الجامعات والسجون، وكذلك في الجمعيات الخيرية.

18

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة