َنشِيدُ الأحْرَار

تاريخ النشر: 22/06/13 | 1:39

ظلُّ الشَّعبُ في عُرس ٍ عَظيم ِ = وَرَوْضُ الفنِّ في خَير ٍ عَمِيم ِ

ويبقى الحَقُّ … لا يُعلى عليهِ = وَيسحقُ كلُّ ذي بطش ٍ طغوم ِ

فإنَّأ الذ َّائِدُونَ وَعَنْ حِيَاض ٍ = عَليهَا الشَّرُّ يأتي بالسَّمُوم ِ

وَعَاركنا الرَّزايا والمنايا = ولمْ نحفلْ لِصاعِقةِ التُّخوم ِ

وَعلَّينا لِمَجدِ الشِّعر ِ عرشا ً = سَنبقى دُرًَّة َ العِقدِ النَّظيم ِ

صًرُوحُ الفنِّ فينا قد تسَامَتْ = وفينا كلُّ فنان ٍ حكيم ِ ..

وإنَّ اللهَ بارَكَ في خُطانا = لأنَّا جذوة َ الحقِّ القويم ِ

ولمْ نحفلْ لِطارقةِ الليالي = وَمِنْ هَول ٍ وَمِنْ عتم ِ السَّديم ِ

جنانُ الشِّعر ِ رَوَّاهَا فؤادي = لتسمو في ثرى وطن ٍ رَؤُوم ِ

عذارى الشِّعر ِترقصُ مِن يَراعِي = لقلبي كالخُمور ِ إلى النَّديم ِ

وإنَّأ ُنطربُ الألبابَ دومًا = بلحن ِ الخُلدِ َشافٍ للكلوم ِ

ونروي كلَّ صحراءٍ َيبَابٍ = بغيثٍ جاءَ مِن أسْمَى غيوم ِ

ونسكرُ كلَّ غيداءٍ رداح ٍ = بنشر ٍ فاحَ مِن أذكى نسيم ِ

وَإنَّا كالقشاعم ِ في سُمُوٍّ = ُنحلِّقُ ، للمدَى ، فوقَ النجوم ِ

فكمْ من أرقم ٍ حُرقتْ بنار ٍ = وكم دَهْمَاءَ َولَّتْ بالهُمُوم ِ

ونفسُ الحُرِّ تأبى كلَّ ذ ُلٍّ = وَتردَعُ كلَّ مَعتوهٍ بَهيم ِ

وَعيشٌ … فيهِ طعمُ الموتِ أحلى = إذا كانَ الهَوانُ مِنَ الخصِيم ِ

تكأكأتِ الخُطوبُ مُخَضْرَمَاتٍ = كصوتِ الرَّعدِ تقعِي والهَزيم ِ

أقودُ الرِّيحَ أستبقُ المَنايا = مَسَارُ الكون ِ أضحَى كاللَّجُوم ِ

تركتُ الشَّمسَ تسجدُ عن يميني = نجُومُ الليل ِ تسهدُ في سُجوم ِ

وَفرعي طالَ… قد بلغَ الدَّراري = وَجذري كم توغَّلَ في الأدِيم ِ

وإنِّي في المَعَامع ِ مُشْمَخِرٌّ = ورمزٌ في الوَدَاعةِ … للرَّحيم ِ

وَربُّ الشِّعر ِ لا بعدي قريضٌ = وَرَبُّ السَّيفِ والفكر ِ الحكيم ِ

بحُورُ الفنِّ ُتسْقىَ مِن بياني = وَبحري ليسَ يُدركُ للحليم ِ

ففيهِ الدُّرُّ كم يسبي نفوسًا = ويقذفُ مِن لظى نار ِ الجحيم ِ

ورودي للمدَى أذكى شّذاءً = بنودِي في عُلوٍّ في شكيم ِ

وَإنَّ الشِّعرَ يسمُو من يَرَاعِي = وبعدي الشِّعرُ يغدُو كاليتيم ِ

وإنِّي قاهرُ الطغيان ِ دومًا = وإنِّي في عفافٍ للغنيم ِ

وَإنِّي عازفٌ عَنْ كلِّ إثم ٍ = أسيرُ على الصِّراط ِ المُستقيم ِ

وإنَّ اللهَ بارَكني لِحَقٍّ = وَأيَّدَني إلى النَّصر ِ العَظيم ِ

رماحي في الحُروبِ مُقوَّمَاتٌ = وَسيفي صَارمٌ .. كم مِنْ َقصُوم ِ

وَصِنديدٌ أصُدُّ الضِدَّ صَدًّا = وَأقهرُ كلَّ ذي بَطش ٍ غَشُوم ِ

وَفي الجُلَّى سَأجلِي كلَّ َنقع ٍ = فتقشَعُ كلَّ أشباح ِ الهُمُوم ِ

فلولُ الغدر ِ فرَّتْ مِن حُسَامي = مع ِ الشَّيطانِ في حزي ٍ لطيم ِ

لساني مثلُ حَدِّ السَّيفِ ماض ٍ = وَيُشهَرُ كاللَّظى عندَ اللُّزُوم ِ

أرَى الشُّرَفاءِ قد رقدُوا طويلا ً = كأهل ِ الكهفِ أضحَوْا والرًَّقيم ِ

عمالقة ُ البلاغةِ في هُجُودٍ = جَهابذة ُ الفنون ِ لفي جُثُوم ِ

ألا هُبُّوا لِرَدع ِ الشَّرِّ هَيَّا = لِندحَرَ طغمة َ البَغي ِ الذ َّميم ِ

ونرجعُ كلَّ حقٍّ ضاعَ َهدْرًا = فإنِّي والجَحَافلُ في قدُوم ِ

تركنا الجَوَّ للأنذال ِ تعدُو = ثعالبُ كم تعيثُ وفي الكرُوم ِ

يُحَكَّمُ في قصائِدِنا "عَمِيلٌ " = كشَسع ِ النَّعل ِ في رجل ِالخُصُوم ِ

يُفوِّزُ كلَّ مَعتوهٍ دَعِيٍّ = وَمِهذار ٍ وَمَمسُوخ ٍ

رَميم ِ وَيُحْرَمُ … بالجَوائِز ِ كلُّ َفذ ٍّ = َوتُمنحُ للعَميل ِ وللنَّؤُوم ِ

ففرقٌ بينَ شُعرور ٍ وَفذ ٍّ = وبينَ القردِ كم فرق ٍ وَريم ِ

أرادُوا أنَّ مجدَ الشِّعر ِ يخبُو = لواءُ الفنِّ يَهوي في الهَشيم ِ

لواءُ الشِّعر ِ ُنعلِيهِ فيسمُو = إلى العلياءِ والمجدِ القديم ِ

ونسحقُ كلَّ مأجور ٍ دخيل ٍ = عَدُوِّ الشَّعبِ ذي جُرم ٍ جَسِيم ِ

سَمعنا أنَّ وغدًا جاءَ زيفا ً = َويُنعَتُ بالشَّتائِم ِ والسُّمُوم ِ

هوَ الدَّجَّأل ُ في شكل ٍ قبيح ٍ = خَزاهُ اللهُ مِن عبدٍ زنيم ِ

شبيهُ القردِ فاقَ القردَ قبحًا = بوجهٍ مثل ِ شيطان ٍ رجيم ِ

يظنُّ بأنَّهُ فذ ٌّ عظيمٌ = ونبراسُ المعارف ِ والعلوم ِ

َويصبُو نحوَ قِمَّاتٍ ويَعْيَى = وينبحُ دوحة َ الفنِّ العظيم ِ

َذميمٌ اسمُهُ قد جاءَ عكسًا = وقد أسموا بهِ أهلَ النَّعيم ِ

يُطيلُ الذ َّقنَ أحيانا ً فيبدُو = كتيس ٍ عِيقَ مِن كُثر ِ الشُّحُوم ِ

يُضرِّط ُ ثمَّ ينبحُ ثمَّ يغفو = يراهُ البعضُ أنَّى بالمَلوم ِ

أيا قردًا يُهَرولُ مثلَ جرو ٍ = بجسم ٍ جاءَ ذا عقل ٍ سَقيم ِ

رأينا الكلبَ أصدَقَ منكَ ِودًّا = وأنتَ الضَّبعُ ذو طبع ٍ لئيم ِ

غُرابٌ أنتَ في شُؤم ٍ وَقبح ٍ = وَتنبىءُ في المَصائِبِ مثلَ بُوم ِ

وَوَجهُكَ مثلُ يومِكَ مثلُ نعلي = سَوادٌ في دُجَى ليل ٍ بهيم ِ

سَأجعلُ صُبحَكَ النَّجماتِ تبدُو = وَعيشُكَ لا يسرُّ إلى الغريم ِ

وَوَجهُكَ ذو بُثور ٍ .. قد علتهُ = دَمامِلُ … كم رأينا مِن َكلُوم ِ

وَشَكلُكَ مُضحِكٌ لو في عَزاءٍ = وَمكرُوهٌ إلى كلِّ الحَريم ِ

أمَهزلة َ المَهازل ِ أنتَ وَغدٌ = " مُهَرِّجُنا " تمَرَّغَ في الرُّجُوم ِ

مكانكَ في المَزابل ِ ليسَ إلا َّ = وَشِعرُكَ جاءَ في نظم ٍ عقيم ِ

وأمُّيٌّ وتجهلُ كلَّ حرفٍ = وتنتحِلُ القصائِدَ كالفهيم ِ

وتنسبُها لِنفسِكَ تدَّعيهَا = شبيهُكَ ما رأينا مِنْ غشيم ِ

وَشِعرُكَ مثلُ تبن ٍ مثلُ زبل ٍ = كسِعرِكَ باخِسٌ .. ما مِنْ ظلُوم ِ

وَشِعرُكَ كلُّهُ نوقٌ وبيدٌ = وُقوفٌ في المَنازل ِ والرُّسُوم ِ

وَمَكسُورٌ بلا لون ٍ وَمعنى = وَإنَّكَ في المَخَازي دونَ َصوم ِ

عَميلٌ أنتَ بل وَغدٌ لئيم ٌ = وكلبٌ كم يُطأطِىءُ في وُجُوم ِ

وتشتمُ مِن بعيدٍ كلَّ حُرٍّ = وَتخشَى من عراكٍ أو هُجُوم ِ

وأنتَ مُمَخرَقٌ نذلٌ جَبانٌ = وإنَّكَ في الخَنا خيرُ الزَّعيم ِ

جميعُ الناس ِ قالوا: " أنتَ وَغدٌ " = وَمَمسُوخٌ َلفِي خِزي ٍ مُقيم ِ

وَصوتكَ مُقرفٌ أبدًا نشازٌ = وتحسدُ كلَّ ذي صوتٍ َرخِيم ِ

وفيكَ القحط ُ.. لا يُرجَى عَطاءٌ = وإن نعَتوكَ بالفذ ِّ العليم ِ

وأنتَ َكجيفةٍ أبدًا كريهٌ = ُتسَمِّمُ هَدأة َ الجَوِّ السَّليم ِ

وأنتَ الكلبُ في ذلٍّ وَخِزي ٍ = ُنبَاحُكَ لا يُؤثِّرُ في الكريم ِ

وَصفرٌ أنـتَ نحوًا أو "عُرُوضًا " = رضيعٌ بعدُ لم تكُ بالفطيم ِ

لبستَ الدِّينَ زيفا ً.. بل خِدَاعًا = وتعصَى اللهَ في الدَّربِ القويم ِ

تمارسُ كلَّ ُموْبقةٍ وَإثم ٍ = وَفسَّادٌ على الحُرِّ الوَسيم ِ

وَإن أعطوكَ جائِزةٍ بزيفٍ = فكلُّ الشَّعبِ يدري بالعُلوم ِ

بأنَّكَ خادِمُ الأوغادِ دَوْمًا = َتشي لهُمُ وفي عمل ٍ كتوُم ِ

دَمُ الشُّهاءِ يصرُخُ فيكَ ألا َّ = تتاجرُ فيهم … يا للأثيم ِ

وما تأتيهَ عنهُمْ ليسَ إلا َّ = نفاقٌ ثمَّ تطعنُ في الصَّميم

ِ " جهازُ الظلم ِ" تخبرُهُ جميعًا = عن ِ الأحرار ِ في عَمَل ٍ مَرُوم ِ

وتفسدُ كلَّ يوم ٍ دونَ ردع ٍ = وريحُكَ في المآبق ِ مثلُ " ُثوم ِ"

َتبُوقُ بشعبكَ المغوار ِ ليلا ً = وتفسدُ للعدَى عن خير ِ قوم ِ

وإنَّكَ خادِمُ الأشرار ِ دومًا = فقبحٌ منكَ … من عبدٍ َخدُوم ِ

غدًا بجُهَنَّم ِ الحَمرَا ستغدُو = ستخلُدُ في العذابِ وفي الجَحيم ِ

مَصيرُكَ في الشَّقاءِ وذاكَ حقٌّ = مَع ِ الكُفَّار ِ في ذ ُلٍّ أليم ِ

طعامُكَ في الجَحيم ِ لمِنْ شَواظ ٍ = ومن لهبٍ ستسقى أو زقوم ِ

( شعر : حاتم جوعيه – المغار – الجليل – فلسطين )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة