صدق الله فصدقه الله

تاريخ النشر: 08/11/15 | 9:40

عن شداد بن الهادِ رضي الله عنه، أن رجلاً من الأعراب جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فآمن به واتبعه، ثم قال: أهاجر معك، فأوصى به النبي صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه، فلما كانت غزوة غنم النبي صلى الله عليه وسلم سبيًا فقسَّم، وقسم له، فأعطى أصحابه ما قسم له، وكان يرعى ظهرهم، فلما جاء دفعوه إليه، فقال: ما هذا؟ قالوا: قسم قسمه لك النبي صلى الله عليه وسلم.
فأخذه فجاء به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما هذا؟ قال: قسمته لك، قال: ما على هذا اتبعتك، ولكني اتبعتك على أن أُرمى هاهنا – وأشار إلى حلقه – بسهمٍ فأموت فأدخل الجنة، فقال صلى الله عليه وسلم: “إن تصدق الله يصدقك”.
فلبثوا قليلاً ثم نهضوا في قتال العدو، فأُتي به النبي صلى الله عليه وسلم يُحملُ قد أصاب السهم حيث أشار، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “أهو هو؟ قالوا: نعم، قال: صدق الله فصدقه”. ثم كفنه النبي صلى الله عليه وسلم في جبة النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قدمه فصلى عليه، فكان فيما ظهر من صلاته: “اللهم هذا عبدك، خرج مهاجرًا، فقُتل شهيدًا، أنا شهيد على ذلك”.
الإيمان الصادق هو الذي يدفع المؤمن إلى البذل والتضحية، كما قال الله عز وجل: {إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون}.. [الحجرات : 15].
أما من يدعي الإيمان ويبخل عن البذل في سبيل الله، ويجبن عن الجهاد لإعلاء كلمة الله فهيهات هيهات أين الصدق، وإنما يكون عمل الجوارح تصديقًا لما في القلب، فلما كانت قلوب المنافقين خالية من الإيمان كافرة بالرحمن قال سبحانه عنهم: {فرح المخلفون بمقعدهم خلاف رسول الله وكرهوا أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله وقالوا لا تنفروا في الحرِّ قل نار جهنم أشد حرًا لو كانوا يفقهون}.. [التوبة : 81].
ووصف الله عز وجل عبادتهم فقال: {إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كُسالى، يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلاً}.. [النساء : 142].
فنسأل الله عز وجل إيمانًا صادقًا، وشهادة في سبيله مقبلين غير مدبرين.

5

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة