“إقرأ” تعقد مؤتمرها الثاني عشر في أم الفحم
تاريخ النشر: 02/11/15 | 16:30اختتمت الحركة الطلابية اقرأ مؤتمرها الطلابي الثاني عشر تحت عنوان: “الحياة الجامعية.. إنتماء وهوية” وذلك يوم السبت الفائت في قاعة العلوم والفنون بمدينة أم الفحم. وجاء ذلك بعد تعليق الحركة الطلابية مؤتمرها الذي كان مقررًا عشية إنطلاق العام الدراسي الحالي إحتجاجًا على الإعدامات الميدانية والممارسات القمعية التي تمارسها المؤسسة الإسرائيلية ضد أبناء الشعب الفلسطيني في مختلف مناطق فلسطين التاريخية.
افتتح المؤتمر الطالب عبد الله عليمي – جامعة القدس العبرية – وقد رحّب بالحضور وأكد على دور الحركة الطلابية اقرأ وإستمرارها في دعم الطالب العربي وذلك بعد عشرين عامًا من تاسيسها. ثم تلا الطالب محمود أبو حمام آيات من القرآن الكريم.
الكلمة الأولى كانت لفضيلة الشيخ رائد صلاح – رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني، وقال في كلمته أن جدلية الهوية والقومية ليست جديدة ولم تظهر فقط في الداخل الفلسطيني، لكن هي جدلية قائمة على الأقل في القرن الماضي. رحم الله الإمام حسن البنا اذي تكلّم عنها وأسس المفهوم السليم للتعامل مع هذه الأبعاد، وبطبيعة الحال فقد أسس حركة طلابية تحمل هذا الفهم. المشكلة في الفهم، عندما نحصل على الفهم السليم لكل الأبعاد ستختفي كثير من مظاهر الأبعاد والجدال. يمكن للواحد أن يقول بإفتخار أنا هويتي إسلامية. لأن هذه الهوية تتضمن بصدق البُعد القومي والبُعد الوطني. الهوية ليست مجرد إطار، الهوية إطار ومحتوى. الوطنية إطار له محتوى من القيّم وكذلك القومية.
من ناحيته ألقى الأستاذ رامي جابر – مسؤول الحركة الطلابية – كلمة الحركة الطلابية اقرأ في مؤتمرها الطلابي الثاني عشر، وذكر دور الحركة الطلابية عبر الأعوام السابقة وتطلعاتها. وكلمة الحركة الطلابية المحلية قدمها الشيخ علاء باسم والذي بدوره رحّب بالحضور بإسم الدعوة المحلية وبإسم كتلة اقرأ المحلية في أم الفحم، وتمنى النجاح والسداد للطلاب. شدد على أهمية دور الشباب والطلاب واستشهد بآيات قرآنية وأقوال تؤكد على ما يقول، ومما قاله: الطالب الجامعي بعلمه وبكافة تخصصاته يصنع نفسه ولا يصنع على عين الناس. بعد ذلك تم عرض فيديو طلابي لأسئلة عُرضت على طلاب من مختلف المعاهد حول تعريفهم لهويته وانتماءاتهم الوطنية، حيث تفاوتت التعريفات بين الطلاب.
الكملة المركزية كانت للأستاذ الباحث صالح لطفي – مدير مركز الدراسات المعاصرة – ومحاضرته كانت بعنوان “هذه هويتي”، حيث عرض فيها مقدمة تاريخية لظهور الهوية الإسلامية وانتشارها في العالم وبيّن الجهود التي بُذلت لمفكرين ومجددين عبر التاريخ الإسلامي حيث انتجت هذه التراكمات الفكرية ظهور فكر الإخوان المسلمين، الفكر الوسطي الذي يعبّر عن الشمول الإسلامي. ثم عرّج على الداخل الفلسطيني والأفكار الموجودة ومسألة الهوية، واضطراب بعض التعريفات والتناقضات الموجودة في واقعنا اليومي.
أما الفقرة الفنية المسرحية فقد قدمها طلاب جامعيين، حيث جسدوا مواقف حقيقية من أزمة الهوية التي تحصل مع الطالب العربي في الجامعات والمعاهد الإسرائيلية.
ثم كانت ندوة الهوية واقع وتحديات والتي أدارها الأستاذ محمد كبها، وحضر فيها د. موسى حجيرات والأستاذ مجدي طه والأستاذ إبراهيم خطيب، حيث تكلّم د. موسى حجيرات حول إشكالية الهوية ومركباتها، وبدوره تحدث الأستاذ مجدي طه حول البنية النفسية الإجتماعية الإسرائيلية للصراع. أما الأستاذ إبراهيم خطيب فكانت مداخلته حول الهوية بين البيئة الجامعية ودور الحركة الطلابية بصفته كباحث اليوم وكناشط طلابي سابق.
بعد الاستراحة، كان الحضور مع فقرة الختام والتي خصصت لعرض مسيرة 20 عامًا للحركة الطلابية اقرأ حيث ابتدأت الفقرة بعرض فيلم يعرض مسيرة الحركة الطلابية منذ نشأتها عام 1996 ذاكرًا أبرز نشاطاتها وما حققته من إنجازات ميدانية في ساحة العمل الطلابي على مدار الــ – 20 عام. ثم دعي للمنصة رؤساء جمعية اقرأ المتعاقبون على مدار 20 عام، وتمّ تكريمهم من قبل جمعية اقرأ وتكلم كلّ منهم بكلمة قصيرة حول ما ميز نشاط ودور اقرأ تجاه الطالب العربيّ، وختمت الفقرة بتكريم مسؤول الحركة الطلابية اقرأ على مدار الــ- 20 عام الأستاذ محمد فرحان.
وختام المؤتمر كان مع قراءة البيان الختامي للمؤتمر تلاه الطالب أمين ذياب مركز اللجنة التحضيرية للمؤتمر الطلابي، الذي جاء أبرز ما فيه من برقيات ورسائل: التمسك بالهوية الإسلامية والعربية والفلسطينية أمام كل مشاريع التهويد والأسرلة والتعهد بمواصلة الحفاظ على هوية الطالب العربي المتناغمة مع الثقافة الإسلامية، العربية والفلسطينية بعيدا عن التغريب. وإدانة الاعتداءات بحق المسجد الأقصى المبارك ورفض التحريض الرسميّ والشعبي ضد الداخل الفلسطينيّ وكافة مكوناته الحزبية والسياسية.
الأستاذ رامي جابر مسؤول الحركة الطلابية اقرأ عقب في ختام المؤتمر قائلًا: بداية نشكر الحضور الطلابي من كافة المعاهد العليا، الذين نتعهد أمامهم بمواصلة مسيرة بناء وتعزيز الهوية الإسلامية والعربية والفلسطينية في نفوسهم ونجابه معهم مشاريع التغريب والأسرلة، ونحافظ على هويتنا بأصالة مكوناتها ومصادرها”.
أما حنين جمل مسؤولة الطالبات في الحركة الطلابية اقرأ عقبت كذلك قائلة: “”الحمد الله الذي بفضله تتم الصالحات, طرح مؤتمرنا اليوم موضوع الهوية الذي فيه الكثير من الجدل في واقعنا الحالي, حاولنا اليوم كحركة طلابية بأن نظهر حجم صراع الهوية والتساؤلات, والمداخلات حول الموضوع أظهرت بالفعل مدى حاجتنا لفهم ذواتنا بشكل أكبر, ولفهم أكبر نحن بحاجة لوقفة جدية مع ذواتنا ومعرفة عميقة لتاريخنا والقصة الذاتية للمساهمة في بلورة صحيحة وسليمة للهوية الفلسطينية الذاتية لكل فرد منا, ونحن كحركة طلابية ندعو طلابنا للتفاعل مع نشاطاتنا على مدار العام كمحاولة منا في المساهمة في صقل شخصية الطالب الأكاديمي وربطه في هويته الفلسطينية الإسلامية.”
الطالبة الجامعية بيان نائل محاجنة إحدى المشاركات في المؤتمر، عقبت: “المؤتمر بشكل عام غطى جميع الجوانب المختلفة في الهوية والصراعات المختلفة والعديدة التي نواجهها كطلاب عرب في الجامعات اليهودية بشكل خاص وكمواطنين عرب في دولة يهودية بشكل عام. المرشدة الاجتماعية إيمان شريف شاركت في المؤتمر وخرجت منه بفوائد عدّة، تقول: “استطعت من خلال هذا المؤتمر ان أدوّن الكثير مما يساعدني في عملية بحثي ومما يجيبني على الكثير من التساؤلات عندي. ومما لفت انتباهي العرض المسرحي والفيديو الذي حاكى واقع المجتمع العربي، شخصيا استخلصت أدوات التي من الممكن أن تساعدني في الحياة الاجتماعية والمحافظة على هويتي الإسلامية العربية الفلسطينية, أرى أنني اليوم رأيت آفاقا جديدة وآراء ووجهات نظر”.