المجتمع الاسرائيلي:هستيريا القطيع
تاريخ النشر: 26/10/15 | 0:06المجتمع الاسرائيلي:هستيريا القطيع
تشخيص جديد من صناعة نتانياهو..
والحل جبهة شعبية عريضة وشاملة مضادة..
الحالة الحياتية اصبحت حرجة ومتوترة تهدد اماننا الشخصي وسكينه انفاسنا لما نراه من اعدامات يوميه للشباب الفلسطينيين في الشوارع بيد قوى الامن الإسرائيلية او بأرجل وايدي الناس (يهود) الذين يتصرفون كقطيع هائج مرعوب عنصري لا يصرخ الا بالكلمات السافلة ونداءات القتل وممارسه الشراكة بقتل ” واعدام ” المشتبه “..
دولة ومؤسساتها وافرادها واعلامها دخلوا بحاله من الهلع وانهيار الامن الشخصي بحكم الشك والتحريض.. والظاهرة فرديه وجماعية لتصل لحد ظاهرة القطيع المصاب بهستيريا الخوف من الطعن او الدهس او الموت….ظاهرة نفسية شامله وشمولية واجتماعية،سببها ان القيادة الاسرائيلية لأهداف في نفسها نجحت في ادخال المجتمع كله في قفص الهستيريا وكأن نتانياهو اخد مسحوقا ورشه في الهواء ليتنفسه الاسرائيليون فيصابون بالظاهرة المرضية مباشرة…ومواصفاتها:
1.الخوف والتوتر والشك بكل انسان يتحرك او يمد يده لجيبه او حقيبته او جزدانه او كيس يحمله.
2. الخوف لدرجه الهلع من كل سيارة تسير بسرعه معينه وقد تتورط بحادث طرق او انزلاق او ازاحه هن مسارها.
3.الجاهزيه للصراخ ان “عربيا” ارهابيا او مخربا “ميحابيل”هنا..
4.حاهزية الناس للهلع والتصرف بدافع الهلع بأطلاق النار او الهروب او دعوه الشرطة لتطلق الرصاص على المشتبه بطريقه هستيرية، ينفذ الشرطي على اثرها اطلاق نار ليقتل المشتبه دون التحقق….
5.جاهزيه الناس التصرف كقطيع يهجم ويصرخ ويسب ويحمل الآلات ويستعمل الارجل لقتل المشتبه…
6.جاهزيه القطيع للتجمهر والصراخ “الموت للعرب” والبحث عن عرب اخرين لقتلهم…والتظاهر والتصوير والتصرف كذئاب جائعة تتوق لرائحه الدم العربي..
7.جاهزيه الناس التصرف كشرطة وكقضاه ليحكموا بالإعدام ميدانيا على المشتبه بدون التأكد من نواياه وحالته..
8. جاهزية الناس “الهلعة” والامنيين –شرطه – جنود – حراس.. التعاون معا بهلع جماعي للقضاء على المشتبه دون فرز مهمات ووظيفه كل مجموعه متخصصه..
9.شعور الناس “الهلعة” انهم قادرون وبدعم من الدولة والقانون ان ينفذوا الاعدام ولو بطريقه وحشيه.وانهم محميون قانونيا
10. جاهزية الافراد المشاركة بالتشدق والتفاخر ببطولتهم بوسائل الاعلام او التصوير للتوثيق..وكأنهم ” ابطال”..
11. جاهزية الناس باستعمال كلمات نابيه وسافله وعنصرية مع الدعوة للقتل وبصوت عال دون اي رادع اخلاقي.
12. جاهزية الناس للتعامل مع اي حدث غير عادي ( اجرامي- مشادات كلامية- طوشه) كأنه عملية فيها عربي ارهابي”…الى حين ان يظهر انها ليست هكذا…
13.الخوف العام من التواجد في المجمعات او الباصات او الشوارع..والانغلاق بالبيت…
14. اعتبار اي عربي مشتبه به حتى لو كان مسافرا في باص او قطار…او ماشيا في الشارع… اسمعيها ” أرابافوبيا”..
15. جاهزية الناس لإبلاغ الشرطة عن حالات غير واقعية- اصوات او ظلال او شبهات ن نسيخ خيالهم..بدافع الخوف الهستيري الوسواسي…
جميع المواصفات المذكورة اعلاه تشير الى ان المجتمع الاسرائيلي يتصرف بشكل مرضي وكانه قطيع اصيب بحاله من “الهستيريا الجماعية” اسميها ” هستيريا القطيع المكتسبة”
اذا من المسؤول الاول عن صناعه هذه الهستيريا المكتسبة؟؟؟
عندما ينادي نتانياهو الشعب والجيش والشرطة ان تكون على جاهزية للقضاء على اي مشتبه فلسطيني، وعندما يصرح وزير الامن تصريحات مشابهه وعندما يظهر رئيس بلديه العاصمة حاملا رشاشا في الشارع، فانهم كمصممي سياسه يحولون الأفراد الى قضاة،يحكمون بالإعدام لكل مشتبه وعربي.. ومن هم المشتبهون ؟؟ هم العرب ونسبتهم 20% من السكان. وألاف العمال الفلسطينيين… والاف واليهود الشرقيين ذوي الملامح العربية. واليهود القوقازيون المشابهون للعرب والاكراد وغيرهم من السفراديم…هكذا يتحول اكثر من نصف سكان الدولة لمشتبهين. يشتبه بهم النصف الاخر.. والنتيجة ان اي شك او اي حركه مشبوهة تؤدي الى استعمال الرصاص لإعدام المشتبه…هكذا حصل بأكثر من حادثه كان ضحيتها افراد يهود…
في هذا الظرف بالذات،المواطن لا يشعر بالأمان فلا يخرج للعمل او للتسوق او للراحة فتتحول المجمعات لاماكن فارعه سيؤدي الى شلل اقتصادي..
الحالتان اعلاه هما حالات من الهلع الهستيري التي يدخل بها المواطن وفيه الشعب يتصرف كقطيع متمشيا مع نظريه القطيع خصوصا وان الشعب مر بعمليه غسيل دماغ متواصلة اسسها ان العربي الجيد هو العربي الميت وان الدم العربي رخيص وان كل هربي هو مشتبه به وكاره لليهود وان الهلكوست- المحرقة ليس صناعة نازيه انما من انتاج فلسطيني. وربما ان ام فرعون هي فلسطينية..والنتيجة هستيريا شامله لا تنتح الى الرصاص الحي والركلات لكل شخص ذو ملامح عربيه حتى لو كان افريقيا كما حصل في بئر السبع…ونتيجة صارحه اخرى هي ان يلغى القانون ويتحول كل شخص الى قاضي يحكم بالإعدام ام برصاصة من مسدسه او بدعوة للفتل من حنجرته او بركله قاتله ولينتش لأي مشبوه.. هنا تضيع دوله القانون…ليكون قانون ” استعمال قاعدة “ما لا ينحز بالقوة..ينحز بأكثر قوة ” و “القوة الاكثر هو الحل الامثل” لحل الازمات”…وهكذا يدخل الكل في دائرة التوتر والاشتباه والغاء القانون والحكم بالإعدام من قبل الناس العامة” فيتحول الشعب الى قطيع تسيره افكار الكراهية والرعب والامن المفقود لتتحول الى هستيريا جماعية قد تدمر الدولة والقانون والاقتصاد والقيم وحياه الناس.
ما المخرج وهل من حل في الافق؟؟
فهل يقوم حراك ديموقراطي ليسكت نتانياهو ويعالج الشعب من الهستيريا الجماعية؟؟؟
لا اعتقد ان حراك ديموقراطي كبير سيولد من رحم الازمه الحالية، فاليسار ممزق والعداء للعرب شائع ويمنع العمل المشترك الواسع…ولا اتوقع مبادرات جدية الا من افراد او احزاب صغيرة على هامش العمل السياسي او مؤسسات مدنيه تعيش الرومانسية السياسية فقط في الصالونات والمقاهي والبيانات.
ان محدودية الوعي السياسي لدى الشعب الاسرائيلي بافاق الحل وحتميه تقرير المصير للشعوب، تحول دون تغيير المسارات اليمينية في الدوله الجماهير في اسرائيل تعرضت لغسيل دماغ كثيف منذ ال 1948 وقبلها وتواصلت بخده في اوائل الثمانينات مع بروز اليمين المتطرف ليصل الى القمه ببروز سيطرة النموذج اليميني المتطرف نظريا وممارسة على مجمل السياسة وصناعه القرار السياسي يمثلونه نشطاء ميليشيات المستوطنين السرية والعلانية التي تحرق الشجر والحجر والبشر، وهذا برعاية صانع التهريج السياسي نتنياهو المتمثل بتصريحاته عن دعم ابو مازن للإرهاب الداعشي واتهام المفتي عبد القادر الحسيني بالدعوة لحرق اليهود في الاربعينات، وذلك ليفجر قنبلة اعلاميه تزيد من منسوب الكراهية للفلسطينيين، وتنسي العالم جرائم قوات الامن الإسرائيلية بإعدامها عشرات الشباب الفلسطينيين بحجه الاشتباه بعمليات طعن، وللأفشال الانتصارات الدبلوماسية للسلطة الفلسطينية في الأمم المتحدة والعالم ومنع الحل العادل بعمليه تفاوضيه تنج دوله فلسطين جارة لإسرائيل في الاراضي المحتلة عام 1967.
الحل سياتي من جبهه شعبيه عريضة ضد الفاشية والهستيريا المنفلتة، ومن يجب عليه المبادرة لأقامتها،هم اصدقاء الشعب الفلسطيني والمتماثلين مع نضاله ضد الاحتلال..
الان الان يجب المبادرة لإقامه ائتلاف او جبهه شعبيه عريضة تتصدى للهستيريا والفاشية والعنصرية والاحتلال.
…وعلى الاحزاب الفاعلة في الوسط العربي ان تتحد معا تحت شعار اسقاط الفاشية والاحتلال والعنصرية والمبادرة مع القوى الديموقراطية اليهودية الصديقة المخلصة والانطلاق بمعركه اعلاميه –شعبيه –جماهيرية وميدانيه-وثقافيه مركزه ومتواصلة لتنظف رءوس المواطنين اليهود من اوساخ الفكر الصهيوني العنصري العدواني الذي احتل وعي الأغلبية برعاية القادة والاعلام المجند وعلى راسهم نتياهو.
يتبع…
د. زياد محاميد