منع والدا المصابة مرح بكير من رؤيتها

تاريخ النشر: 16/10/15 | 9:41

اليدان اللتان حملت بهما الطالبة المقدسية مرح بكير حقيبتها مغادرةً مدرستها، اخترقت إحداهما رصاصتان فتتت عظامها، بعد قيام قوات الإحتلال بإطلاق النار على مرح -16- عاما ظهر الإثنين الماضي بزعم محاولتها طعن مستوطن في حي الشيخ الجراح بالقدس المحتلة. انتشرت يومها صور مرح ملقاة على الأرض وزيها المدرسي تملؤه الدماء، ويحيط بها جنود الإحتلال من كل جانب، لكن لا صور لأي مستوطن مصاب أو نازف!
يؤكد خال الفتاة طارق المبيض لـ”كيوبرس” أن ابنة اخته لم تطعن أحدا، وأن مستوطنا حاول مضايقتها وبدأ بالصراخ بكلمة “إرهابية” لتأتي قوات الاحتلال وتطلق الرصاص على مرح بدون بيّنة أو دليل.
ويضيف المبيض: “نقلوا مرح إلى مشفى هداسا عين كارم في القدس تحت حراسة أمنية ومنعوا والديها من رؤيتها والاطمئنان عليها، حتى أنهم رفضوا أن تقوم محاميتها سناء الحرباوي من التقاط صورة لها لنطمئن عليها”. في غضون ذلك أخبر الأطباء المحامية الخاصة بمرح أن وضعها الصحي مستقر، مع احتماليّة تضرر أعصاب يدها اليسرى.
عقدت محكمة الإحتلال للفتاة بكير- من بلدة بيت حنينا- جلسة محاكمة غيابية يوم الثلاثاء الماضي ثم قامت بتأجيلها للأحد القادم مع عدم عرض هوية المستوطن المصاب ولا صوره؛ بحجة أن الملف سريّ، ثم ادعوا لاحقا في جلسة المحكمة أن المصاب شرطي وليس مستوطنا كما ادعوا في البداية وسط تضارب واضح في الرواية الإحتلالية، وضبابية في الأدلة.
من الجدير ذكره أن هذه ليست المرة الأولى التي تتعرض فيه مرح لمضايقات المستوطنين عند مغادرتها لمدرستها، فشقيق مرح الأكبر موسى بكير يؤكد أنها كانت تشتكي من مضايقات المستوطنين لها ولزميلاتها أحيانا كثيرة.
استدعى الإحتلال في نفس اليوم أربعة من زميلات مرح من داخل مدرستهن، رغم أنهن لم يتواجدن في مكان الحادثة، ثم عاد ليستدعي زميلة خامسة يوم الثلاثاء الماضي ويحقق معها في نفس القضية؛ في محاولة منه لإرهاب زميلاتها وإجبارهن على الإعتراف بما لم يحدث خصوصا وأنهن لم يرين الحادثة أبدا.
وفي ذات السياق غابت طالبة أخرى عن الوعي على بعد أمتار من مكان الحادثة بسبب خوفها الشديد، لتهذي بعد استيقاظها باسم مرح وبجملة” اليهود طخوا مرح!”.
استدعت شرطة الإحتلال في نفس لحظة وقوع الحادثة والدي الطالبة مرح بكير إلى مركز التحقيق “المسكوبية”، وهناك جلب المحقق لأم مرح دفترا جديدا كُتب عليه بخط ركيك وقلم ملون عبارات مثل: “سامحيني يا أمي، أنا بحبك ما تزعلي مني، وفلسطين حرة”.
تقول والدة الفتاة، سوسن بكير ، لـ”كيوبرس”: “لم يكن خط ابنتي، خط ابنتي جميل جدا وذلك الخط بشع وضعيف اللغة. لم يكن دفترها أيضا، أنا أعرف حاجيتها وكتبها، كانت محاولة من المحقق لتلفيق تهمة لابنتي، ونسب هذا الدفتر لها “.
تطمح المصابة مرح بكير طالبة الثانوية العامة إلى دراسة المحاسبة أو السكرتارية الطبية. وتضيف والدتها أنها صاحبة شخصية قوية وقلب حنون، وتكمل: “أريد حق ابنتي فقد أضروها وعرقلوا طموحها، حتى أن شرطيا كان بجوارها في المشفى وصفها بالقاتلة. أريد استعادة ابنتي وإنهاء هذا الظلم”.
يُذكر أن الإحتلال صعّد في الآونة الأخيرة انتهاكاته بحق الأطفال المقدسيين الى أن وصلت إلى الإعدام الميداني، ففي نفس اليوم الذي أصيبت فيه مرح، قام الإحتلال باغتيال الطالب مصطفى الخطيب قبالة باب الأسباط في القدس صباحا، كما وقام بقتل الطفل حسن مناصرة وإصابة ابن عمه أحمد مناصرة في مستوطنة بسغات زئيف – بذريعة الاشتباه بهم.
كيوبرس
1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة