هكذا علمني العصفور
تاريخ النشر: 31/10/15 | 1:00قال مديرُ المدرسة لوليد:
– مرضُك مُعْدٍ، وستغيبُ عن المدرسةِ عشرةَ أيام حتى لا تُعْدِيَ زملاءك.
ذهب وليد مع والده إلى الطَّبيب، وأخذ الأدويةَ، وعاد إلى المنزل.
لحقتْه والدتُه إلى غرفته في الطابق الثاني وقالت:
– لا تقلقْ يا بُني، ستمرُّ هذه الأيامُ بسرعةٍ إن شاء الله.
بعد صلاة العصر اتَّصل به صاحبُه سامي ليطمئنَّ عليه. لاحظ سامي أنَّ وليدًا كان حزينًا لأنه لا يستطيع أن يخرجَ من المنزل. قال له:
– سأتَّصل بك كل يوم لأخبرَك بالواجبات المطلوبة.
جلس وليد يتأمَّل الشجرة التي تمتدُّ فروعُها قريبًا من النافذة.
لَمَحَ عصفورًا عائدًا إلى عُشِّه. كان العصفورُ يطيرُ بصعوبةٍ، لأنَّه مُصابٌ في جناحِه بضربةِ حجرٍ.
في صباح اليوم التالي رأى وليد العصفورَ الجريحَ يتحرَّك في العُشِّ بهمَّةٍ ونشاطٍ. كان ينظِّف عشَّه، ويصلح جوانبَه. قال وليد:
– إنه مصاب لا يقدر على الطيران ومع ذلك يعمل.
قالتْ والدته:
– بالعمل يمضي الوقتُ دون أن نشعرَ بالملل.
فكِّر وليد، ثم قال لوالدته:
– هذا العصفور مثلي لا يستطيع مغادرة مكانه، لكنَّه يستفيد من وقتِه. يجب أن أفعلَ مثله.
ابتسمت الأمُّ وقالتْ:
– جرِّبْ أنْ تكتبَ الأشياءَ التي تريدُ أن تُنجزَها في هذه المدة.
كتب وليدٌ أشياء كثيرةً يريد عملها، منها: إعادة ترتيب غرفته وتزيينها، وإصلاح أشياء في المنزل والحديقة، وحلُّ الواجبات، وإعداد وسائل تعليميَّةٍ.
وبدأ العمل.
بعد صلاة العصر اتَّصل به سامي. قال سامي:
– لا شكَّ أن عدم خروجك من المنزل يُسبِّب لك القلق.
قال وليد وهو ينظر إلى العصفور:
أنت واهمٌ، ليس هناك أيُّ قلقٍ مع العمل. القلقُ يكون مع الكسل. هكذا علَّمني العصفورُ.