الطالب الجامعي أمل ملون

تاريخ النشر: 11/10/15 | 13:55

تعتزّ الأمم الحيّة بأمجادها، وتفتخر بحضاراتها، وتتوق إلى مستقبل أفضل يضعها في منزلة تليق بها.ولا يتأتّى هذا المستقبل إلا برعاية الأجيال وتنشئتها في مدارس الغد تنشئة صالحة، والإهتمام بالتعليم ومؤسساته اهتمامًا فائقًا وبذل الغالي والرخيص في سبيله. فإن أردنا أن نسير مع موكب الحضارة مرفوعي الرؤوس شامخي الأنوف، فعلينا أن نُشيِّد صرح العلم على أساسٍ من التضحية والخطّة المدروسة والمُتأنية.
ولعلّ خير مقياس لهذا التقدم هو عدد وارتال الطلاب الجامعيين في قرانا ومدننا الذين نزج بهم في معمعان الجامعات والمعاهد العليا، فنحصد معهم وبهم الشهادات التي هي المفاتيح السّحرية للتقدّم واللحاق بموكب الإزدهار .
ولكن وللحقيقة أقول: إنّ الذي يده في النار ليس كالذي يده في الماء، ولا يعرف صدق ما يُكلّفه الطالب الجامعيّ إلا ذاك الذي اكتوى و”تورّطّ” في حمّى الجامعات وأقحم ولدين أو أكثر في المعاهد العليا، فبات لزامًا عليه شدّ الحزام والتقشّف والتدبير وإجراء عمليات الحساب صُبحًا ومساءً.
فالعلم والتعليم في دولتنا أضحى أمرًا عسيرًا، غاليًا، نخاف أن ينحصر لاحقًا بالأغنياء، وبالأغنياء فقط وعندها تكون الطامة الكبرى.
إنّ الأمر يحتاج إلى التفكير العميق والمدروس من قبل السلطات المحليّة في كلّ بلدةٍ وبلدة، حتّى نخفف من وطأة هذا الحِمل عن كاهل الطلاب والأهلين ، لذا فكلّ سلطة محليّة تحترم نفسها وتغار على مواطنيها ، مدعوّة الى تخصيص منح دراسية وفي كلّ سنة للجامعيين من أبنائها، فهذه المبالغ قد تخفّف من هذه الوطأة وتُشعر الأب أنه ليس وحيدًا في السّاحة، بل هناك من يحمل بعضًا من همومه، ويحاول أن يدعمه ولو بمبلغٍ زهيد ولكنه يعين ويساعد.
ولعلّ الركيزة الثانية هي الشريحة الأقوى في مجتمعنا العربيّ، أصحاب رؤوس الأموال!! والمهن الحرّة، الذين بإمكانهم دعم صندوق للجامعيين يُقام في كلّ بلدة ومدينة في ربوع هذا الوطن، هذا الصندوق بالقائمين الغيورين عليه يدرس الظروف والأحوال لكلّ طالب وطالب ومن ثَمّ يُقرّر لمن يعطي وكم، فنجبر عثرات الكرام ونريح ضمائر الأهالي الذين يُفكّرون جدّياً في بداية كلّ سنة جامعية في التوقّف عنوة عن إرسال أبنائهم وبناتهم إلى المعاهد العليا، وذلك لضيق اليد وسوء الحالة الاقتصاديّة .
لستُ خبيرًا في الإقتصاد والمال ، ولكنني أعرف أنّ الأموال التي يتبرّعون بها لهذا الصندوق ستخصم كلّها أو بعضها من الضرائب على أنواعها وإشكالها، فلماذا إذًا نُثري صندوق الضريبة المُتخم أصلا في حين باستطاعتنا وبجزءٍ من هذه الاموال إثراء عقول طلابنا وأجيال الغد في مجتمعنا الذي نريده سبّاقاّ ، توّاقاً الى العُلا، وثّابًّا للتقدّم والعمران .
إنني اهمس بأذن كلّ رئيس سلطة محلية ، وفي أذن كلّ مُقتدر ان يهبّ لنجدة رجال الغد وعنوان الامل إنهم يستأهلون!

زهير دعيم

zoherdbukja

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة