حفل توقيع “ناي الروح” للشاعر حسون بحيفا

تاريخ النشر: 12/10/15 | 9:11

أقام نادي حيفا الثقافي والمجلس المِلّي الأرثوذكسي الوطني- حيفا، ومؤسسة الأفق للثقافة والفنون حيفا،  أمسية ثقافيّة للشاعر نزيه خسون وإشهار ديوانه “ناي الروح”، وذلك بتاريخ 1-10-2015، في قاعة كنيسة ماريوحنا الأرثوذكسية/ شارع الفرس 3 حيفا، وسط حضور كبير من أدباء وشعراء وأصدقاء وأقارب، وقد تولى عرافة الأمسية فردوس حبيب الله، وتحدث كل من الأدباء: د. راوية بربارة، د. بطرس دلة، عفيف شليوط، تركي عامر، والزجّاليْن نجيب سجيم ووائل أيوب، وفي نهاية الأمسية شكر حسون الحضور وتم التقاط الصور التذكارية.  
كلمة عريفة الحفل فردوس حبيب الله: مساؤكم خير وشعر. مساؤكم لغة معطرة برذاذ الحنين إلى الذات. من صميم المسؤولية الوطنيّة والحرص الأدبيّ للحفاظ على لغتنا وعلى سماتها، أشكر السيّد فؤاد نقارة وزوجته السيدة سوزي نقارة، على مساهمتهما في رسم اللوحة الأدبيّة بأبهى ألوانها وأرقى مضامينها، خاصّة في زمن بخل علينا حتى في لقمة العيش، فليست تقام وتنظم مثل هذه الأمسيات بمستواها المعهود، إلّا بإصرار وعزيمة وانتماء كالذي يملكان. وقد قيل: إنْ سُمّي الشاعر شاعرًا، لأنّه يشعر بما لا يشعر به غيره. فإذا لم يكن عند الشاعر توليد معنى ولا اختراعه، أو استظراف لفظ أو ابتداعه، أو زيادة فيما أجحف فيه غيره من المعاني، أو نقص مما أطاله سواه من الألفاظ، أو صرف معنى إلى وجه عن وجه آخر، كان اسم الشاعر عليه مجازا وليس حقيقة، ولم يكن له إلا فضل الوزن. ومَن منا لم يقرأ في شعر نزيه حسون ولادة وابتداعًا، زيادة عند اللزوم وتنقيص في غير اللزوم؟ مَن منا لم يقرأ فيه صورًا شعريّة لم يقرأها من قبل؟ فقد قال في إحدى قصائده: لملمي طفولتك المنثورة/ بين أناملي/ وأخبريني/ كيف صار النيل نهرًا من نبيذ / كيف أغرقنا/ بوحي/ وحنين/ وحبق

جاء في كلمة راوية بربارة: تحية خريفيّة تعبق برائحة التراب الأيلوليّ المغادر، وفوح التشارين القادمة المعبّأة بالحفيف الخفيف، كما تهاجر الطيور لتعودَ ثانيةً، ها أنا ثانيةً أعود لأتحدّث عن شعر نزيه حسّون، لكنّها ستكون مختلفة لأسباب عدّة، فإذا ما بدأت بنفسي أقول: تجربتي تغيّرت، تطوّرت، صقلَت مفاهيم جديدة وأصبحت أكثر جرأة على اجتراح النقد.
وأقول: أصبحتِ القراءة اليوم مقارنة، أقارنها مع ما كان لنزيه سابقًا، وهذه المقارنة تضع الكلمة تحتَ مِجهر النقد المقارِن في محاولةٍ لترجيح إحدى كفّتي الميزان. وأقول: تجربة نزيه حسّون اختلفت، وسآتي على ما اختلف فيها في كلمتي هذه عن “ناي الروح”. الناي في موروثنا الحضاريّ عزفٌ حزين وبوح الشّجَن، والحزن موتيف متكرّر في الديوان، بل هو الموتيف المركزيّ في كلّ قصائد العشق، كأنّي بالشاعر يردّد مع سابقِه: إنّ الهوان هو الهوى نقص اسمه/ فإذا هويت فقد لقيتَ هوانا
والناي ناي الروح، روح الشّاعر نزيه تعزف لحنَ الشّجن حين قال ص. 27: “في عصرٍ أمسى فيه القتل مباح/ وصهيل الدم يطاردني/ ينزف قلبي في كلّ اللحظات/ بدون جراح”
يدمج نزيه أحزانه المختلفة؛ من الهمّ الجماعيّ إلى الشّخصيّ، من الدوائر الكبيرة اجتماعيًّا ووطنيًّا إلى دوائر الأنا التي يكتنفها العشق وتبلّلها الدموع ص. 7: “ما لي يترجمني المساء قصيدة/ والروح تغرق بالأسى/ إنْ جاء يشعل مهجتي/ شجن الغروب/ هذي شغاف القلب أم بحرٌ أنا؟/ والموج يمضي من دمي/ والموجة دون إرادتي/ نحوي يؤوب”
الأديب فتحي فوراني/ إنذار بلهجة رضوانيّة: قبل شهر تقريبًا، اتصل بي صديقي ورفيق دربي الشاعر نزيه حسون وقال: لن تتهرّبَ مني. أريدك أن تشارك في الأمسية الثقافية. حاولت أن أتهرب وأتذرع بالمعاذير الصادقة بسبب انشغالاتي الكثيرة، غير أن  جميع محاولاتي باءت بالفشل الذريع. فرفعت الراية البيضاء وقلت في سري: إنه البد الذي ليس منه بد وأمري لله. وبعد أن أسلمت أمري لله، جاء دور الإنذار الكلاسيكي الذي وضعتْ أُسسَهُ الشاعرة آمال عواد رضوان، (رضوان الله عليها!)، محذرًا وبلهجة صارمة: لا أريد لكلمتك أن تتجاوز الخط الأحمر؛ ثماني دقائق فقط لا غير. فوعدته خيرًا وغرشت، وقلت له سوف أبحبحها قليلا، وسوف أتجاوز الخط الأحمر، وأكرم عليك بدقائق معدودة، فأنا كريم وأنت جدير بالكرم.
مداخلة عفيف شليوط: برز نزيه حسون ولمع اسمه من خلال المهرجانات الشعبية التي كانت تُعقد في قرانا ومدننا العربية، كشاعرٍ ثوري تعبوي بامتياز، ملتزم بقضايا وطنه وشعبه. نحن نعلم كم كان الشاعر في العصر الجاهلي هام ومركزي في حيا ة القبيلة التي ينتمي لها، وكم كانت القبيلة تعتز وتفخر به، وكان الشاعر آنذاك بمثابة الناطق الرسمي باسمها، وهذا هو حالنا مع الشاعر نزيه حسون، حيث أصبح يردد الناس قصائده التي تُعبّر عن مشاعره وهمومه، وأذكر البيت التالي (من ديوان ميلاد في رحم المأساة) باكورة أعمال الشاعر: قسمًا بلينا لن نلين للحظةٍ/ يا سلطةً هوجاء فلتتعلمي
تعامل الشاعر مع العشق غير المحسوس الى شيءٍ محسوس، فجعل العشق يُعزف، ومن العشق الروحي الى روحه (تلاعب في الألفاظ)، فتعزف الناي روحه لكي يرتاح. مرّة أخرى: عشقاً روحيًّا، روحي، أرتاح. فهنا العشق الروحي تحوّل الى روح الشاعر لكي يرتاح. إنّ هذه الأبيات أشبه بمعادلة رياضية، أشبه بعلم المنطق، فالشاعر يتناول حالة معيّنة، ليحوّلها الى حالةٍ أخرى ليتوصل بالتالي الى النتيجة. صدّقوني هذه القصيدة القصيرة جدًّا يمكننا الحديث عنها لوحدها طيلة هذا المساء، فكم بالحري الديوان بأكمله، ولكي تعزفوني عشقاً روحياً ، لكي أرتاح وأريحكم، لن أطيل عليكم رغم شغفي بأن أبحر أكثر وأكثر في عالم هذا الديوان، ولكن اسمحوا لي أن أتطرق قليلاً لمشروع إصدار هذا الكتاب .
إن مؤسسة الأفق للثقافة والفنون التي قامت بإصدار هذا الكتاب، تعمل من خلال هذا المشروع الثقافي على دعم الأدب في بلادنا ودعم الأديب في هذه الديار، فنحن قمنا بإصدار مجموعة من الكتب الأدبية لكتاب وشعراء محليين، دون أن يتحمّل الشاعر والكاتب أعباء تكاليف الطباعة والتوزيع، ونحن قمنا بتحمّل هذا العبء بدلاً منهم. لم نكتفِ بذلك بل بادرنا الى سلسلة نشاطات وفعاليات للترويج لإصداراتنا، على سبيل المثال قمنا في مطلع الشهر الحالي بتنظيم سلسلة فعاليات ثقافية لشريحة المُسنين في مدينة شفاعمرو، قمنا من خلالها باستضافة المؤلفين وتوزيع كتبهم مجاناً على المشاركين، لتشجيع المطالعة بين أوساط المُسنين، وكان لشاعرنا نزيه حصة لا يستهان بها من تلك الفعاليات. كذلك الأمر نعقد الندوات الثقافية حول إصداراتنا في مؤسسات ثقافية في مناطق مختلفة في البلاد والمناطق التابعة للسلطة الفلسطينية، وفي مدارسنا لتشجيع المطالعة لدى الطلاب.
وأوّد في هذا المساء أن أزّف لكم بشرى البدء بمشروع لترجمة أدبنا للغة العبرية، وسيخرج هذا المشروع الى النور في مطلع العام القادم. ومع هذه البشرى أختتم كلمتي، آملاً أن أكون قد وفقت بإلقاء الضوء على نقاط هامة لدى الشاعر المحتفى به، وعلى مشروع مؤسسة الأفق الثقافي. كما أوّد أن أنتهز الفرصة لأتوجه بجزيل الشكر لنادي حيفا الثقافي بإدارة المتفاني في دعم النشاط الثقافي في مدينة حيفا الصديق العزيز فؤاد نقّارة، حيث هنالك تعاون مستمر بين الأفق ونادي حيفا الثقافي، كما أحيي  اتّحاد الكرمل للأدباء الفلسطينيّين  على مساهمته في إحياء هذه الأمسية الثقافية، هذا التعاون الأول بين الأفق والاتحاد والذي آمل أن يتعزز مستقبلاً، ومساؤكم ثقافة.
مداخلة تركي عامر: نَزِيهٌ أَنْتَ شَاعِرُنَا الْغَيُورُ/ عَلَى إِرْثٍ تُعَانِقُهُ الدُّهُورُ/ عَلَى أُمٍّ تَهُزُّ الْكَوْنَ يُسْرَاهَا/ وَيُمْنَاهَا لَنَا نِعْمَ السَّرِيرُ/ عَلَى شِعْرٍ يُغَنِّي الْحُبَّ وَزْنًا/ بِقَافِيَةٍ وَتَصْطَخِبُ الْبُحُورُ/ بُحُورُ الشِّعْرِ لَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ/ وَلَا رَمْلٌ شَوَاطِئُهَا صُخُورُ/ تَكَسَّرَتِ الرُّؤُوسُ وَلَا تَعُدُّوا/ فَفِي الْأَعْدَادِ لَا تُحْصَى الْكُسُورُ/ إِلَيْكَ أَبَا الْعَلَاءِ الْيَوْمَ جِئْنَا/ شَمِيمًا مِنْ شَذَاكُمْ نَسْتَعِيرُ/ لَنَا فِي شِعْرِكُمْ نَارٌ تَخَفَّتْ/ عَلَى مَاءٍ تَسِيرُ وَلَا تَسِيرُ/  تُدِيرُ الرَّأَسَ كَأْسٌ دُونَ خَمْرٍ/ وَخَصْرًا رَاحَ مِنْ سُكْرٍ يَدُورُ/ أُحِبُّ خِطَابَكَ الشِّعْرِيَّ جَهْرًا/ فَفِيهِ الصِّدْقُ عَذْبٌ يَا أَمِيرُ/ وَفِيهِ الْعُمْقُ مَضْمُونًا وَشَكْلًا / وَلَا مَعْنًى بِلَا مَبْنًى يَصِيرُ/ وَفِيهِ السَّهْلُ مُمْتَنِعٌ عَسِيرٌ/وَإِنَّ الشِّعْرَ أَصْعَبُهُ الْيَسِيرُ
نَزِيهٌ أَنْتَ شَاعِرُنَا الْغَيُورُ / عَلَى أَرْضٍ لَنَا فِيهَا جُذُورُ/ عَلَى شَعْبٍ يُرِيدُ الْعَيْشَ حُرًّا / عَلَى شِعْرٍ يُؤَاخِيهِ الشُّعُورُ/ تُرَاقِصُكَ الْقَصَائِدُ وَالْأَغَانِي / وَأَنْتَ الصَّبُّ عَاشِقُهَا صَبُورُ/ وَيَا حَيْفَا بـِ (نَايِ الرُّوحِ) جِئْنَا / وَ(حَسُّونًا) بِهِ فَرَحًا نَطِيرُ/ يُحِبُّ النَّاسَ مِنْ قَلْبٍ وَرَبٍّ / وَلِلْأَحْرَارِ فِي الدُّنْيَا نَصِيرُ/ عَرَفْتُكَ يَا زَمِيلِي قَبْلَ دَهْرٍ / وَحَالًا بَيْنَنَا امْتَدَّتْ جُسُورُ/ بِكُلِّ تَوَاضُعٍ كَالْعُشْبِ تَحْيَا / وَلَا يُعْمِيكَ تِيهٌ أَوْ غُرُورُ/ أُحِبُّكَ يَا ابْنَ أُمِّي مِلْءَ قَلْبِي / وَعُذْرًا يَا أَخَي قَلْبِي صَغِيرُ/ وَلَكِنْ لَا عَلَيْكُمْ يَا صَدِيقِي / فَطَيَّ الْقَلْبِ مَنْزِلُكُمْ كَبِيرُ/ عَلَيَّ اللهُ فِي حُبِّي شَهِيدٌ / وَيَعْلَمُ مَا تُخَبِّئُهُ الصُّدُورُ/ وَقَعْتُ بِحُبِّكُمْ وَالْحُبُّ أَعْمَى / عَلَى أَشْكَالِهَا تَقَعُ الطُّيُورُ

11937455_916276911791115_3760709738240510711_n

12039207_1088873331124246_7898878256085586935_n

12047081_1088872131124366_1459082892669756913_n

12074998_1088872107791035_1991217129293388537_n

12096074_1088873367790909_792402868270840400_n

DSC05975

DSC05979

DSC06000

DSC06020

DSC06035

DSC06038

DSC06055

DSC06070

DSC06079

DSC06090

DSC06095

DSC06132

DSC06136

DSC06152

DSC06154

DSC06158

IMG_9359

IMG_9366

IMG_9399

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة